أفلاممراجعات

مراجعة فيلم 127 Hours .. عندما يصيبك اليأس في مواجهة الموت

فيلم “127 Hours” من بطولة جيمس فرانكو، الذي أدى دورًا مميزا في الفيلم. تدور أحداث الفيلم حول أرون رالستون الذي يحب اكتشاف الطبيعة ولديه هواية التسلق، يغادر بيته دون أن يخبر أحدًا متجها إلى مكانه المعتاد الذي يحفظه جيدا وهو صحراء يوتاه بالولايات المتحدة الأمريكية، وتتوالى الأحداث حتى يعلق ويحاصر ولا يمكنه التحرك، ماذا جرى لكي يعلق في تلك الصخرة؟ وهل سيمكنه النجاة من مواجهته للموت مع عدم توفر الموارد (ماء، غذاء..)؟

النصف الأول من فيلم “127 Hours” يسبب السعادة، لحظات مبهجة يشاركها بطل الفيلم مع كريستي وميغان، اللتان التقا بهما في طريقه، ما جرى من حوارات مع الشخصيات الثلاث ممتع ويجعلك تعيش اللحظات السعيدة التي تشاركوا فيها، هذا الجزء يجعلك تحب الفيلم، تكمل مشاهدته إلى أن تتغير مجريات الأحداث تمامًا.

النصف الثاني أصابني بالرعب صراحة، الجزء الذي حوصر فيه أرون في صخرة ساكنة لا تتحرك وبوزن ثقيل، وهو الجزء الذي بقي فيه لمدة 5 أيام محاصرًا في تلك البقعة الضيقة في صحراء يوتاه التي لا يوجد فيها أحد. بقيت متوجسا من النهاية، وبقي السؤال عالقا في تفكيري أثناء تلك الدقائق “ما الذي يجري وما الذي سيجري بربكم؟”.

طريقة التمثيل في النصف الثاني من فيلم “127 Hours” تجعلك منبهرًا حقا، كيف حوصر أرون؟ ولحظات الرعب التي عاشها والتي سيعيشها بحثا عن مهرب من هذا المأزق؟ كل هذا يجعلك تنهبر حقًا لطريقة نقل القصة التي حدثت فعلا في الواقع إلى فيلم.

لذا يمكننا القول، بالنظر إلى تقسيمي للفيلم إلى نصفين، أنه يجمع بين الدراما في أول الفيلم، والمغامرة والإثارة في آخر الفيلم، مما كوّن في الأخير تحفة رائعة لقصة حقيقية.

الفيلم مميز، عنصر التشويق حاضر من البداية إلى النهاية، والأزيد من هذا كله أن القصة حقيقية. جيمس فرانكو الذي أدى دور أرون، قدم أداء رائعًا، تلك التفاعلات على وجهه طيلة الفيلم، وتمثيله المميز لشخصية أرون الرائعة، لذا نعم يمكننا القول أن له الفضل في جعل الفيلم رائعًا. ما يميز شخصية أرون في الفيلم أنها شخصية فريدة، لا يعرف الفتاتان من قبل ولكن في ظرف وجيز تكونت بينهما ما يشبه الصداقة، لذا يعتبر أرون أحد العناصر الرائعة التي زادت رونقا للفيلم.

البطل كان يوثق لحظاته باستعمال كاميرا تسجل كل شيء، التوثيق فكرة مميزة بحد ذاتها، لأن بفضل التوثيق الذي حدث في القصة الحقيقية جعل الفيلم يخرج للنور، مما يجعل التصوير ونقل اللحظات للآخرين فكرة مهمة جدا مهما كان المجال الذي يحدث فيه الأمر.

هل يستحق المشاهدة؟ نعم يستحق ولكن بتمعن، لأن فيلم “127 Hours” حقا بغض النظر عن المغامرات التي يتضمنها، وبغض النظر عن التشويق والمتعة أثناء مشاهدة الفيلم، فهو يملك أيضا دروسًا حياتية عظيمة، الفيلم أبلغ من مجرد محاصرة في صحراء مهجورة.

لكن يجدر القول أن الفيلم قد يكون صعب المشاهدة بالنسبة للبعض، وأقصد بذلك لحظات الخوف والرعب التي حدثت في النصف الثاني من الفيلم.

ويجدر القول أيضا أننا سنعيش قصة حقيقة حدثت في 127 ساعة مختصرة في غضون ساعة ونصف فقط، يستحق داني بويل -مخرج الفيلم- رفع القبعة لجعل الفيلم مشوقا وفي هذا الزمن الوجيز دون إفساد روعة أحداث الفيلم.

أقيمه بثمان نجوم، فيلم يستحق المشاهدة.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.