أفلاممراجعات

مراجعة فيلم: Dunkirk 2017

الأمل كان السّلاح .. والنّجاة هي الإنتصار!

خيبة أمل؟ لا، خُذلان؟ قطعاً لا .. لم يُخيّب ظنّي أبداً هذا الفيلم رغم التّفاوت في الآراء والتّقييمات عليه إلّا أنني كنت واثقاً جداً بعد هذا الإنتظار الطويل أنّني سأرى تحفة سينمائيّة عظيمة.!

“كريستوفر نولان” الإسم الّذي تكرّر هذه العام كثيراً وفي كل مكان تجده! البعض لم يُعجبه الفيلم بسبب أنه صامت ولا توجد به أحداث وأن الفيلم ليس به أي حبكة كما يقولون والسبب في ذلك أنّهم كانوا متوقّعين أنهم سيرون فيلم حربي كبقيّة الأفلام وصُدموا بأنّه درامي أكثر من أنه فيلم حربي! والبعض أعجبهم وقالوا عنه أفضل فيلم لهذا العام وأعطوه العلامة الكاملة!

التّصنيف العمري للفيلم “PG-13” كان قد أحزن الجميع و أنه لن يكون قويّاً كفيلم حربي، ولكن “كريستوفر نولان” يُفاجئنا بأن الفيلم مُختلف تماماً عن بقيّة أفلام الحروب الأخرى والتي دائماً ما تكون بتصنيف “R” لتضمّنها للعُنف والمَشاهد الدمويّة الكثيرة، الدّراما في فيلم “Dunkirk” كانت مُكمّلة وداعمة للحرب نفسها بالتّصوير الفوتوغرافي و اللّقطات السّاحرة والجميلة بصريّاً من الرّائع “Hoyte Van Hoytema” بل وكانت تنطق بالكثير من المعاني في صمتِها وحنينها برفقة ترانيم الموسيقى التّصويريّة.

“كريستوفر نولان” صنع تحفة فنيّة سينمائيّة مُغايرة عن بقيّة أفلامه الأخرى، فيلم “Dunkirk” لم يكُن يسلّط الضوء على الحرب فقط بقدرِ ما أنّه يسلّطها على الدّراما ومُعاناة الجنود أثناء الحرب بطريقة فنيّة مؤثّرة ورائعة جداً، الفيلم لم يكُن بحاجة لحوارات قويّة كبقيّة الأفلام الحربيّة، لم يكُن بحاجة لِمَشاهد دمويّة أبداً ولا لكثرة سماع طلقات الرّصاص فقد كانت قليلة في فيلم تصنيفُه الحرب، “Dunkirk” بعيد جداً عن هذا الأمر فهو أوصد بكامل قُواه الإخراجيّة والسّرديّة بجعل المُعاناة تكون هي سيّدة الموقف، الأمل، النّجاة، الشّعور بالغُربة، صُعوبات الحياة في الأوقات المؤلمة كفُقدان الصّديق، تعاون الغُرباء مع بعضهم، هي القصّة بعينها والأحداث ذاتها بعناية تامّة ومُحكمة الكتابة نصّياً و سرديّاً.

“كريستوفر نولان” نجح وتألّق في تلاعُب السّيناريو الغير خطّي بشكل مُذهل جداً، استطاع أن يخلُق حبكة صامتة إبتكاريّة غير تقليديّة وراء هذا التّلاعُب (البر – أسبوع، الجو – ساعة، البحر – يوم) بزوايا التّصوير وإنغماس الأحداث في عين المُشاهد وجعلها مُكمّلة لبعضها في الأحداث، ولا أنسى انسجام الجنود مع بعضهم كان جميل جداً وأظهروا مُعاناتهم على أتم تقدير بالإضافة إلى تفاوت الرّتم في الأحداث كان أحد أساسيّات بُروز الموسيقى التّصويرية وجعلها على وتيرة هادئة، باردة الأجواء، صاخبة المشاعر، مُفعمة بالإشتياق والحنين للعودة إلى الوطن بسلام.

“هانز زيمر” كعادته اسمٌ لا يُمكن أن يأتي وراء أي عمل عبثاً فقد أبدع وأمتع بكُل اقتدار في صُنع موسيقى آسرة وعظيمة حقاً، التّلاعب لم يكُن فقط في السّيناريو السّردي بل حتّى الموسيقى التّصويرية تلاعبت بمشاعر المُشاهد خلال مُشاهدته للفيلم، الموسيقى اختزلت مدّة الفيلم الّتي تُعتبر قصيرة وغير مُعتادة من المُخرج “كريستوفر نولان” في أفلامه ولكن بنظري كانت وافية تماماً في توصيل مغزى الفيلم، كانت هي العُنصر الأساسي في المَشاهد الصّامتة المؤثّرة خلال مُعاناة وانتظار الجنود وبالفعل كانت قد أخرجتها بإتقان.

المُمثلين جميعهم أبدعوا و أخرجوا مشاعر المُعاناة وجعلوا الأمل هو السّلاح بشكل مُختلف عن بقيّة الأفلام ذات التّصنيف الحربيّ, “كريستوفر نولان” لم يُحدّد بطلاً واحداً للفيلم الجميع كانوا أبطالاً بإظهار شعُورهم بالألم وتحمّلهم المؤثّر من بين المسارات الثّلاث التي كانت محبوكة فيما بينها بأقصى تقدير وعبقرية.

في نهاية الأمر “كريستوفر نولان” قد صنع فيلماً أيقن بأنه سيكون أحد أفضل أفلام هذا العام “2017” إن لم يكُن أفضلها وبجدارة مُستحقّة قد دخل في ترشيحات “الغولدن غلوب” ومن المتوقّع دخوله في ترشيحات “الأوسكار” النّهائية وقد فاز أيضاً بعدّة جوائز أخرى كانت في محلّها المُناسب، حصل على تقييم 8.2/10 في IMDB ودخل في قائمة “أفضل 250 فيلم بترتيب 131″، وحصل على تقييم 92% حسب موقع “RottenTomatoes”.

IMDB: http://www.imdb.com/title/tt5013056

Trailer: https://youtu.be/F-eMt3SrfFU

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.