تقارير سينمائية

حوار مع مغرد سينمائي | عبد العزيز العيسى | الحلقة الثالثة

هناك شخصٌ ما يُعاني في الجانب الآخر

نعيش الآن في وقت أصبح الوصول إلى مكتبة كبيرة وضخمة من الأفلام والمسلسلات أمرٌ بغاية السهولة لا يتطلب منك الأمر سوا اشترك بإحدى خدمات بث المحتوى مثل Netflix أو StarzPlay وغيرها، أو حتى عن طريق مواقع عرض الأفلام مباشرةً أو حتى بالطرق القانونية أو غير القانونية منها في حال كنت تعيش في بلدٍ يسمح بذلك. لم يعد الأمر يتطلب زيارةً كل ثلاثة أيام إلى محال تأجير أشرطة الفيديو (VHS) لكي تقضي قرابة النصف ساعة أو أكثر تبحث عن فيلمين أو ثلاثة لكي تشاهدهم في منزلك ومن ثم قد تندم على ضياع وقتك في مشاهدتهم وفي البحث عنهم أو حتى على ثمن تأجيرهم لأنهم كانوا لا يصلون إلى مستوى توقعاتك.

وبسبب أن الأمر الآن أصبح أسهل بكثير ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ظهرت حالة أو أشخاص يُعرفون بالمُغرِدين السينمائيين يقومون بتقديم الفيلم مع قصته وتقييمهم له وإن كان يستحق المشاهدة أم لا، ويجيبون على أسئلة المتابعين بتقديم التوصيات المناسبة التي يبحثون عنها، ومع انتشار تويتر بشكل كبير في مجتمعنا العربي، أصبحت حالة المُغرِدين السينمائيين تزداد انتشارًا بغض النظر إن كان هؤلاء المُغرِدين لهم باعٌ طويل مع مُشاهدة الأفلام بمختلف أنواعها ومدارسها أو لا، فكل ما عليهم القيام به شراء حساب على تويتر يحوي عدة ألاف من المتابعين ونشر توصيات يومية لأفلام تجارية مع تضخيم للفيلم وأنه فيلم العام ولولا تآمر لجنة الأوسكار لاكتسح الأوسكار.

وبسبب انتشار هؤلاء المُغرِدين السينمائيين الكثيف قررنا أن نقوم بشكل نصف شهري بتعريفكم على أفضل المُغرِدين السينمائيين الموجودين حاليًا في تويتر.

 

حلقتنا الثالثة ستكون مع المُغرِد (عبد العزيز العيسى)

(عبد العزيز) أو كما يسمي حسابه (نيكلسون) لم أتعرف على حسابه منذ وقتٍ طويل لكن بصراحة تامة منذ أن تعرفت على حسابه وقد أعجبني جدًا أسلوبه والقوائم التي يُعدّها وأضفتها إلى قائمتي، (عبد العزيز) ليس مُغرد على تويتر فقط، إنه كاتب ومدون، فقد كتب روايةً منذ فترة قصيرة ولديه مدونته الخاصة التي ينشر بها آرائه وأفكاره حول عالم السينما وصناعة الأفلام.

لن أطيل عليكم كثيرًا وإليكم ما دار بيننا:

مساء الخير عبد العزيز، أنت اليوم ضيفنا في سلسلة حوارية مع مغردين سينمائيين. أهلًا وسهلًا بك.

مساء النور محمود وشرف لي أن أكون برفقتك.

 

في البداية أريد أن أعرف ما أخبار الرواية؟

الرواية أرسلتها للمشاركة في تحدي أعناب وسيتم عرضها في قارئ جرير قبل نهاية هذا العام لا أعلم الوقت تمامًا.

 

ما الذي دفعك لكتابة الرواية؟ وهل من نيّة لتكمل في هذا الطريق؟

الصراحة لم تكن لي نيّة في كتابتها، لكن عندما رأيت التحدي في التغريدات المروجة في تويتر شدني الموضوع وكنتُ رافضًا للفكرة تمامًا لِضيق الوقت طبعًا، لأن التحدي كان متبقي له 15 يوم فقط، وشعرت أني أريد أن أشارك لسببٍ ما فاستشرت عائلتي وأصرّوا عليّ فقمت بكتابتها، بالنسبة للاستمرار فأنا أطمح أن أكون كاتبًا وما هذا إلا بدايتي بإذن الله.

 

أيُّ أنواع الكُتب تُفضل؟

الروايات. لا أحب الكتب التعليمية أو التثقيفية، لأني أحب أن أضيع وقتي في شيءٍ أحبه وأستمتع به، أكثر من أن أضيع وقتي في شيء ذو فائدة.

 

الكتب التي تتحدث عن السينما وصناعتها، لمن يرغب بالقراءة في هذا المجال أي الكتب تنصح بها؟

كتاب: فكرة الإخراج السينمائي، وكتاب: فن رسم الحبكة السينمائية، وكتاب: تشريح الأفلام.

 

ذكرت ذات يوم بأنك تريد أن تدخل ورشة للإخراج (بحسب أحد الأصدقاء) ومع محاولتك الدخول في عالم الكتابة، هل تعتقد بأنك ستُخرج أو تكتب أحد الأعمال السينمائية يومًا ما؟

ربما أصبح كاتبًا سيء ذات يوم، ولكني متأكد بأني لن أصبح مخرج، رغم أن من أحلامي في هذه الحياة أن أكتب وأخرِج فيلم سينمائي، ولكني لا أحب العمل الفعلي أحبُ أن أجلس في غرفتي وأن أكتب وأنام.

 

لماذا (نيكلسون)؟

آخر شيء كنتُ أتوقعه أني سأُسأل يوماً ما عن اسم (نيكلسون)!، رغم أني ضد تقديس الأشخاص ومؤمن أن علاقة المُشاهد مع الممثل يجب أن تكون محصورة مع العمل وما يقدمه فقط، لكني أخترت اسم (نيكلسون) بسبب أن (جاك نيكلسون) الأفضل على الإطلاق.

 

ما الذي دفعك لعشق السينما بهذه الطريقة؟ هل هو فيلم معين؟

ربما لأول مرة أجيب على هذا السؤال لكن السبب الفعلي لتحولي من مشاهد سينمائي في أوقات فراغة إلى عاشق سينمائي يصنع وقت لكي يشاهد هو فيلم (One Flew Over the Cuckoo’s Nest)، حينما شاهدته لأول مرة أحسست فعلًا أن هذا الفن عظيم، وأعتقد أني أخذت اسم (نيكلسون) من هذا الفيلم أيضًا.

 

كل فيلم بطريقة أو بأخرى يترك أثره فينا، لنقل ما هو الفيلم الذي استطاع أن يؤثر في (عبد العزيز) بشكل مختلف عن باقي الأفلام؟

(lilya 4-ever).

 

ما كان أثره؟

لا أعلم ربما شعرت أن هناك شخصٌ ما يعاني في الجانب الآخر في الحياة وهناك من لا يسمع!، وبالمناسبة ألهمني هذا الفيلم لكتابة مذكرات تحت عنوان “في حياة أخرى” سترى النور قريبًا.

 

قلت بأن النضوج السينمائي يحدث بعد مشاهدة الكثير من الأفلام وبمرور الوقت تبدأ تتغير نظرة الشخص نحو الأفلام، ما هو مفهومك عن النضوج السينمائي؟

النضوج السينمائي هي مرحلة يجد فيها الشخص إنه لا يتفاعل مع المشاهد والحوارات البدائية التي يقدمها المخرج لكي تعجب العامة!، النضوج السينمائي هي مرحلة تبدأ فيها بمعرفتك ما هي الافلام التي تعجبك وما هي الافلام التي لن تعجبك حتى بدون أن تشاهدها.

 

إلى أي مدرسة سينمائية تميل أكثر؟

ربما مدرسة الواقعية الإيطالية.

 

يُقال بأن السينما الإيطالية هي أم السينما، سواء بمخرجيها أو ممثليها (بما فيهم من أصول إيطالية) أو أفلامها هل توافق هذا الكلام؟

ليس هناك أم للفن هناك ركائز مهمة في استمراره إلى هذا اليوم وبالتأكيد (إيطاليا) وفنانيها هم جزء مهم من أجزاء هذا الفن.

السينما الأوروبية قدمت الكثير من الأعمال العظيمة، والبعض يرى أن عظمتها تكمن أنها غير مرتبطة بقيود (هوليوود)، إلى أي مدى ترى هذا الكلام صحيح؟ أو أن لك رأي آخر؟

لا يوجد هناك قيود اسمها (هوليوود)، يوجد هناك مخرج يريد أن يبقى تحت ظل (هوليوود) وهناك الكثير من المخرجين الأمريكيين الذين لم يخضعوا إلى (هوليوود) وقوانينها، ولكن البيئة وثقافة المجتمع الأمريكي تختلف عن بيئة وثقافة المجتمع الأوربي وهذه المعادلة تنطبق على جميع سينمات العالم، لكل منطقة افلامها و قضياها وثقافتها.

 

في كرة القدم قد يكون أحد المحللين الرياضيين بارعًا جدًا في عمله كمحلل رياضي، لكن إذا ما حاول أن يصبح مدربًا فإنه يفشل فشلًا ذريعًا، إذا قسنا هذا الكلام على السينما هل تعتقد بأن الناقد سيبرع في دوره كمخرج لو سنحت له الفرصة؟

إطلاقاً ولا أعتقد أن هناك ناقد سينجح في إخراج فيلم عظيم، ولا أعتقد أساسًا أن هناك ناقد عاقل سيجرب ذلك، شتان ما بين المشاهدة والتحليل وما بين العمل الفعلي.

 

تقول بأنك تُفضل متابعة أفلام مخرج معين أو أن تكون من (فانز) مخرج معين على أن تكون من (فانز) ممثل أو ممثلة، ألا تعتقد بآن المخرجين قد يسقطوا ويقدموا أعمال لنقل غير ناجحة؟

لأني مؤمن أن المخرج حتى إن قدم فيلم غير ناجح فهو لم يقدمه إلا بطريقةٍ هو راضٍ عنها، وتعبر عن فلسفته الإخراجية التي أنا أعشقها، أما الممثل إن قدم فيلم سيء أو ناجح فهو لا يعتبر سبب فعلي في نجاحه بل الشخصية كانت ناجحة أساسًا (إلا فيما ندر).

 

من هو مُخرجك المفضل؟

لا أملك أفضل مخرج ولكن أملك أفضل مخرجين لكل مخرج ملعبه الخاص
أفضل مخرج متمكن من حرفته: (ستانلي كوبريك)
أفضل مخرج يعلم كيف يحول السيناريو إلى فيلم: (مارتن سكورسيزي)
أفضل مخرج يعجبني أسلوبه وفلسفته الإخراجية: (إنغمار برغمان)

 

يقول الأصدقاء بأنك لا تعطي (أندري تاركوفسكي) و(بول توماس أندرسون) حقهم في تغريداتك، ما السبب؟

لا أعلم السبب لكن أكيد ليست مشكلة شخصية، (بول أندرسون) أعترف أني مقصر في حقه وهو من المخرجين الذين أحترم فلسفتهم وأفلامه جميعها عظيمة، أما (تاركوفسكي) غني عن التعريف ولكن لا أعتقد أني قصرت في حقه، ذكرته أكثر من مرة ووصيت على جميع أفلامه في ثلاث قوائم مختلفة.

 

شاهدت أحد الفيديوهات من فترة وكان يصف بأن مشاهدة الأفلام هو أحد أنواع التأمل الروحي، إلى أي مدى تتفق مع هذا الوصف؟

بشكلٍ كامل.

 

هل تعتقد أن الأفلام السعودية ستتجه نحو العالمية؟ وما الذي ينقصها برأيك؟

أولاً وثانياً وأخيراً يجب في أول خمس سنوات أن يمتنع المخرجين السعوديين عن محاكاة القضايا الموجودة “قيادة المرآة، الولاية، إلخ ..” لا نريد انتقال مسلسلات رمضان إلى السينما، نحن في مرحلة نريد فيها أن نأسس شكل فني للفيلم السعودي الذي يبدو لي متذبذبًا وغير ثابت، وأن يتجه الناس إلى مشاهدة أفلام مخرجين سعوديين ومتابعة أخر أخبارهم كما يحدث في العالم.

 

رغم أننا طلبنا من المتابعين عدم إرسال رسائل عن المسلسلات إلا أن البعض أصر إلا وأن يرسلها، لكن استوقفني سؤال جميل منهم وهو منذ متى توقفت عن مشاهدة المسلسلات الأجنبية؟

سؤال جميل، لم أتوقف تمامًا أيّ في ليلة وضحاها ولكني أساسًا لا تستهويني المسلسلات كما تفعل الافلام، لا أنجذب للعمل ولا أتفاعل معه مهما كانت الحلقة قوية، وقررت أن أترك كل تلك الالتزامات سواءً من حلقات تنتظرني أو مسلسلات أريد أن أشاهدها وقررت أن أفرغ طاقتي للأفلام معشوقتي الأولى والأخيرة.

 

ما مدى رضاك عن جوائز الأوسكار بشكلٍ عام؟

شخصيًا لست راضٍ عن جائزة الأوسكار بشكلٍ عام، أصبحت حلم كل مخرج وممثل وهذه مشكلة حقيقية في تقدم المستوى الفني واستمرار السينما، أحيانًا قد يخرج المخرج من أسلوبه ويُخرِج فيلم بغير معتقداته وأفكاره فقط من أجل الجائزة.

 

ما العوامل التي تبني عليها رأيك عند تقييمك لأي فيلم؟

لا أعتمد على عوامل محددة وسبق أن ذكرت أن تقيمي للأفلام غير مهم، ولست مؤمن بالتقييم على كل حال، يكفي أن تقول سيء، جيد، جميل فقط، لكن لا أقيم الأفلام بناءً على حالتي النفسية ولكن على السرد والسيناريو وأداء الشخصيات غالبًا.

 

بميزانية مفتوحة من ستختار مخرجًا لفيلمك وبطولة من (ممثل وممثلة) وما ستكون نوعية القصة؟

سؤال صعب و لكن أعتقد ..

المخرج: (جيم جارموش)

البطل: (بيل موري)

البطلة: (روث شين)

نوعية القصة: زوجين يعيشان حياة سعيدة إلى أن يُصاب الزوج بالسرطان، وتبدأ الزوجة بالسرقة لتأمين ثمن العلاج. وطبعًا سيكون الفيلم بهدوء أفلام (جارموش).

 

بالنهاية اختر للمتابعين ثلاث أفلام يجب على كل من يرغب أن يغير نظرته نحو السينما والمشاهدة أن يشاهدهم؟

لن أختار افلام معروفة ولكن سأضع ثلاث أفلام غير معروفة أعتقد أنها ستعجب الجميع وتزيد من عشقهم للسينما
(The Lost Weekend)، (Legends of the Fall)، (The Legend of 1900).

 

استمتعت جدًا بهذا الحوار الجميل مع شخص مثقف مثلك، أتمنى لك التوفيق بالرواية وبقادم أعمالك، أنت شخص مثابر وتستحق التقدير.

شكرًا لك على هذه الفرصة وإنها تعني لي الكثير والكثير، استمتعت جداً بالحديث معك.

 

يمكنكم متابعة حساب (عبد العزيز) على تويتر من هنا @classic_u1  كما يمكنكم زيارة مدونته من هنا

وانتظرونا كل أسبوعين مع حوار جديد ومقال جديد وضيف جديد.

يمكنكم مشاهدة الحلقات السابقة من هنا:

الحلقة الأولىالحلقة الثانية

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.