تلفازمراجعات

مسلسل The Handmaid’s Tale ديستوبيا تستحق المشاهدة

أحد أفضل الأعمال التلفزيونية التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية

قبل أن أدخل في قراءة لمسلسل The Handmaid’s Tale أردت أو أوضح نقطة حول ترجمة المسلسل.

ترجمة أي عمل أدبي أو فني للغة العربية لا يحتاج منك أن تجيد اللغة الأجنبية المعمول بها فقط. إنما يحتاج أيضاً لأن تجيد اللغة العربية جيداً. وسر تفوق أي مترجم أن يجيد التعبير باللغة العربية بشكل مفهوم وصحيح وأن يجيد انتقاء كلماته فاللغة العربية بحر كبير. أذكر جيداً ذاك النقاش المطول بين أعضاء فريق الترجمة حول أي الترجمة الأدق والأصح لكلمة Handmaid فهي ليست خادمة كما ترجمتها بعض المواقع، لأن من يقرأ الرواية سيعرف جيداً أنها ليست خادمة وإن كنا اعتمدنا نوعاً ما كبداية ترجمتها “مملوكة” ومن ثم “محظية”، لكن النقاش لم يتوقف 9 من أعضاء الفريق يتناقشون لأكثر من ساعة وكلٌ يستشهد بنصوص سابقة إلى أن اعتمدنا أخيراً على كلمة أَمَة (وجمعها إماء) فـ (أوفريد) لم تكن من مهامها التنظيف أو الطبخ فهي ليست خادمة أوفريد كانت (رحم) نعم رحم كانت مهمتها أن تكون رحم لتحمل بداخلها أبناء علية القوم الذين يستعبدونها.

The Handmaid's Tale

منذ أن تم الإعلان عن انتاج المسلسل من قبل خدمة Hulu وأخذ الكثير من الاهتمام من الإعلام والصحافة، وأصبح محط انتظار الكثيرين، المسلسل الذي تم اقتباسه من رواية الكندية مارغريت إتوود والتي نشرتها عم 1985، وبالرغم من إنه تم انتاج فيلم عام 1990 من انتاج MGM مقتبس من الرواية لكن الفيلم لم يكن بالمستوى الجيد.

تم بث أولى حلقات مسلسل The Handmaid’s Tale يوم 26 أبريل وكان المسلسل من 10 حلقات، وعُرضت الحلقة الأخيرة يوم الأربعاء الفائت 14 يونيو. وحاز على تقييم 8.7 في موقع Imdb و 100% من 80 مراجعة في Rottentomatoe

المسلسل الذي تدور أحداثه في المستقبل القريب حيث تولت مجموعات متشددة متطرفة دينياً الحكم. وأصبحت الولايات المتحدة الأميركية تُسمى بما يعرف بـ”جلعاد”. هذا المستقبل أصبحت فيه النساء الخَصبات (أو القابلات لأن يحبلن) أمراً نادراً فيتم استعباد كل امرأة خصبة ويصبح اسمها (أَمَة) ويتم وضعها في منزل أحد القادة لكي تتمكن من أن تنجب له الأطفال، فهي ليست زوجته هي ليست عشيقته لا يُسمح له بالنظر لها أثناء الجِماع التي تحضره زوجته، هي رحمٌ يجب أن يتم تلقيحه لتنجب أطفالاً لتزدهر جلعاد.

The Handmaid's Tale

ما بين جدران هذا المستقبل الأسود تستشعر كثيراً أنه لا يوجد أمل ربما بطبيعتنا نحن كبشر أن نبحث عن الأمل دائماً، لكن الوضع في جلعاد مزرٍ، دولة أمنية دينية متشددة، وإن كنت تظن بأنه هذه المسلسل حول النسوية، فراجع قراراتك فالمسلسل حول الانسانية فالمسلسل يستجدي كل الانسانية التي بداخلك والتي استطاعت اليزابيت موس بكل جدارة أن تدفعنا أن نقبض انفاسنا معها أن تشعرنا بأننا معها في نفس الغرفة وهي مستلقية داخل خزانتها وتقول “لا تدعي الحمقى يقضون عليكِ”.

بروس ميلر صانع العمل ليس صاحب شهرة كبيرة أو تجارب كبيرة وأشهر مشاركاته كانت في “The 100” و “Eureka” و “ER” لكن أعتقد أنه يستحق المديح على هذا العمل، والذي يستحقه أكثر هو كولين واتكينسون هذا الرجل قدم أحد أروع الصور التي قدر تراها في عملٍ فني تلفزي تحديداً فقليلة هي الأعمال التلفزيونية التي تقدم لك صورة جمالية وأسلوب تصوير ومنظور بهذا الجمال الرائع.

أما من ناحية الطاقم التمثيلي فأظن أن روعة وجمال أداء إليزابيث موس لا يمكن أن يناقش به أحد اختيارها كان موفقاً نجمة “Mad Men” أجادت بكل احترافية نقل صورة المرأة المظلومة المضطهدة لكنها بذات الوقت ليست ضعيفة، وأعتقد وأكاد أجزم أنه لغاية الآن لن ينافسها أحد على الإيمي سوى (كاري كون) نجمة “The Leftovers” و “Fargo” ولكن المنافسة لصالح اليزابيث، ومن ناحية أخرى إيفون ستراهوفسكي بشخصية (سيرينا جوي) كانت عظيمة جداً نجمة “Dexter” حين أشاهدها لا أدري هل اتضامن معها أم أكرهها استطاعت ان تتقمص شخصيتها بأداء رهيب ومميز والحال نفسه ينطبق على باقي الكاست: ماكس مينغيلا بشخصية (نيك) وجوزيف فينس بشخصية القائد (فريد واترفورد) وأليكسيس بليديل (أوفغلين) أما مادلين بريور بشخصية (جانين) كانت رائعة جداً أحببتها كثيراً وأقنعني أداءها الرائع كثيراً.

serena-joy

شبكة Hulu كانت دوماً تعرف طريقة اختيار مسلسلاتها تبتعد عن التقليدي دوماً ومسلسلات مثل “11.22.63” و “Chance” ربما خير مثال، الرواية عمرها 32 عام استطاعوا صياغتها بأسلوب مميز واحترافي نافسوا به أعمال شبكات كبيرة مثل HBO وقدموا فكرة ربما نحن الآن أحوج لها أكثر من أي وقت.

المسلسل والذي منحته تقييم 9.5 من 10 نال قبول واستحسان الكثير من النقاد الأجانب وعلى مستوى المغردين السينمائيين العرب أيضاً نال استحسانهم

والنقطة التي أزعجتني قليلاً في الفلاش باك الذي اعتقد أن زاد على حده تحديداً في الحلقة السابعة والذي شعرت بإنها كانت أكثر الحلقات مللاً وأكثرها إزعاجاً ويبدو أني لم أكن الوحيد.


بالنهاية العمل يستحق المشاهدة وننظر بفارغ الصبر الموسم الثاني والذي يبدو بأنه سيكون من 13 حلقة وللتنويه أحداث الرواية انتهت مع نهاية الموسم الأول باستثناء مشهد إضافي، بالتالي فالموسم الثاني ستكون أحداثه من تأليف الكُتاب وستشارك مارغريت إتوود في بعض المداخلات بحسب تصريحها.

أحد أجمل أعمال الديستوبيا

الأداء - 9.5
الإخراج والتصوير - 10
القصة - 9

9.5

التقييم النهائي

قصة جميلة وصورة أجمل، وأداء تستحق إليزابيت موس عليه الإيمي بكل جدارة عيبه الوحيد في الفلاش باك المكثف أحياناً.

تقييم المستخدمون: 4.15 ( 3 أصوات)

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.