تلفازمراجعات

مراجعة مسلسل The Walking Dead الموسم العاشر الحلقة الأولى.

قناع الخوف

كلام عن الموسم السابق وبعض مشاكل المسلسل التي أتمنى أن يتم معالجتها.

وجد العرض نفسه بمعضلة ومشكلة كبيرة بعد أن قدم تلك الشخصية الدميمة (نيغان) ولهذا أكمل بالموسم السابع والثامن بالمشاكل التي يعاني منها وهي واضحة وجلية لكل شخص وإن لم يكن أحد يعلم ما أتكلم عنه فأنا أقصد الاستمرار بضخ ذلك الزخم الذي بشأنه أن يقوم بنقل القصة بشكل ممتاز وصياغتها بشكل مثير للمتابع وعدم استقرار السرد وتوافقه والمشكلة الثانية وهي عدم ظهور تطوير الشخصيات بشكل مناسب للمتابع وهذا يجعل تأصيل الشخصية بمفهومها الجديد والمطور عن طريق بعض الأحداث يقع بمشكلة عدم تأهيله جيدًا من قبل الكاتب. المشكلة الثالثة وهي صنع علاقات بشكل منفر للشخصيات بتضاد وتصادم يجعل من الكاتب ضعيف الكتابة بعمل ارتباط عاطفي على -لا يوجد سبب-  فسببه الوحيد هو عمل علاقة من فراغ مفزع يظهره لنا ويجعل المتابع يستسيغه وكلامي عن الكثير من الشخصيات ولكن أهمها القسيس ويوجين والدكتور وروزيتا (هناك الكثير من العلاقات السيئة هنا التي تحدث من لا شيء لا بناء جيد لها) عانى الموسم الثامن من اتخاذ قرارات سيئة جدًا جعلت مني أقيم الموسم على ما أذكر 3 من عشرة فانخفاض الجودة سببها الكاتب فمن الترقب والإثارة للموسم جعلنا نغضب ونثير عليه وهذا ما جعل الشبكة تستبدله (لست فقط أنا من يقول بأنه سيء حتى القناة رأت ذلك ولكن بعد ماذا؟) تفاءلنا بعد التبديل وبداية الموسم كانت موفقة وطبعًا لم تكن مهمة سهلة للكاتبة أن تكمل بعد تلك الفوضى التي فعلها الكاتب السابق، ولم تكن هذه مشكلة فهناك شخصيات تريد الخروج ولهذا هي أتت بوقت صعب جدًا ولكنها أدارت الأمور بشكل مقبول نوعًا ما. بعد أن انقضى الألم وبدأ عهد جديد عهد فيه من الأمان ما يملأ الأرض ولكن ما تعودنا عليه في السائرون الموتى هو وجود عدوٌ يتربص هنا وهناك ولا مفر منه.

هل نجحت الكاتبة في الابتعاد عن المشاكل السابقة؟

صحيح بأن الموسم كان بوجهة نظر مختلفة من حيث الكتابة ولكن العالم نفسه أصبح كالزجاجة تُدفع في وسط المحيط من المد ذات اليمين وذات الشمال، هذا هو العرض أصبح مستقر لا يتحرك بشكل كبير بتقدم القصة وما زالت المشكلة موجودة بمحاولة تطوير الشخصيات لجعل المشاهد يهتم بها فعلًا وما زلت لا أرى ذلك بالشكل المطلوب، فعندما تم قطع تلك الرقاب في الحلقة الخامسة عشر لم أهتم لهم لأن كل الشخصيات بكل صراحة لم تبنى لدي تجاههم أي عاطفة ولهذا لم أهتم بكونهم رؤوسًا على أوتاد. في بداية الموسم تم التركيز على المجتمعات وتطورهم وبناء حضارة وهذا كان جيد ولكن فقط هذا ما حدث وبقية الحلقات كانت تهتم بكيفية رحيل ريك ولهذا لم يتم إنشاء وتطوير سرد متجانس بشكل فعال مع الشخصيات الباقية وريك. أشفق على الكاتب أو الكاتبة التي تجبر على أن تجعل قصصها تملأ 16 حلقة وهذا ما يجبرهم على ملأ الحلقات بحشو مع الخط القصصي المهم وهما الهامسون ورحيل ريك. لا أقول بأن الموسم التاسع سيئًا ولكن تطور الوضع وكان أفضل.

AMC@

في تلك الأرض التي تجرعوا فيها خسارة قاتلة، تجرعوا دماءً فائضة ليتدفق ألمها في القلوب، ثم ألتم الشمل وظهر الثلج يحمل معه تلك البرودة التي تجلت وتلبدت على وجوه شخصياتنا ليكون الشتاء الأول الذي يظهر في الموتى السائرون (لا أعلم أين كان سابقًا، هل كان يتجول بعيدًا عنهم) ذكري للثلج والشتاء يجعلني أتساءل هل شاهدنا المطر بعد الحلقة الأولى أو الثانية -لا أذكر- من المسلسل لا أعتقد هذا، على الرغم أن الوسط الجوي أو الحالة الجوية قد تفيد القصة أو بعض القصص في حلقات متفرقة، لكن هذا لا يهم كثيرًا.

اِقرأ أيضًا: Rectify الاستغراق بالتأمل والتفكر.

صحيح أن الشمل ألتم ولكن هناك نزاع لم يتم تسويته. نزاع سيكون محتدم وستكون به الدماء تنحدر من الرؤوس أو الرقاب فالثأر قادمٌ لا محالة. رابطتهم متينة في حين أن العدو يحكم بقساوة وضراوة فهي لم تعد إنسانة أصبحت نيغان بشكل عنيف وقد تكون أقسى وأعتى فلا تعتقد أن الحياة القديمة ستعود فطرق الحضارة عندها قد سُدت، والفكر الإنساني قد بُدد فهي تتحول تدريجيًا لما يمثله قناعها (لحمٌ حي، جسدٌ ميت) وأهم ما لديها هو قانونها الأعلى أن لا يتم التعدي على منطقتها. يمضون ليتم تضمين هذه الرابطة المتينة بعواطف جديدة واهتمامات مهمة ومفيدة فالأخوة قد بنت لها طريقًا ممهدًا بلا أي شقائق ولا أي عناد فيشد بعضهم البعض بمُثُل عليا مشتركة. هم الأن كمثل النهر الذي لا سبيل لمقاومته حتى صنع لنا هذا المجتمع النظيف الذي تخيله ريك فأصبحوا مملكة أو ممالك تدرك مغزى الحدث الحقيقي وأهمية بناء حضارة لا يداهمها تيار يحطم حواجزها ويوقظ في تلك القلوب الكراهية ويأجج غضبها لتتباين وتتفرق وتتشتت قلوبها التي كانت على قلب رجلٍ واحد.

AMC@

ذلك الشبح مازال جاثم على أرواحهم شبح الموت قد أرهقهم هربًا، يهربون محتفظين بإنسانيتهم ليواجهوا المخاطر التي تحوم حولهم تقول كارول: أتساءلت ما إن كان هذا هو كل ما تبقى في الحياة، مصادفة الناس وقتل بعضنا البعض حتى يقول من يتبقى كفى؟ هذا هو العرض يا كارول ألم تكوني بالموسم الرابع، ألم تنقذيهم في الموسم الخامس، ألم تسأمي هذه الحياة واختليت بنفسك، ألم تكوني بتلك الأيام ترفعين رأسك بشعار لا للقتل، لكن هذا هو العالم لن ينفع التحول الآن في هذا الموسم، هذا النقاش أتى متأخرًا يا كارول. تبرير الوجود لهذا العالم القابع تحت رحمة التيار بدأ بداية رائعة كمثل الموسم السابق وهذا يبشرنا خيرًا، فما زالت الكاتبة تضع بصمتها المختلفة على العرض ولكن أريد أكثر (إنني أطلب المزيد). تم صنع سرد مختلف ومتوافق ومتجانس وجميل في هذه الحلقة على شكل فصول أو مجرد عرض القصة من جميع الجوانب لنرى مدى اختلاف الأمور بعد نهاية الموسم الماضي على العاصفة. تم تقديم الحالة بالوقت الحاضر وربطه بتسلسل يهدف إلى إظهار كيف يتم التعامل مع ذلك التهديد وتطوير تكتيكات لدحر الهامسون وكيف أن المجتمعات أصبحت مرتبطة بشكل وثيق. أعلم جيدًا أن التعثر سيحصل في العرض ولكن أتمنى أن تتقدم القصة بشكل أسرع من المعتاد لا نريد جعل الحلقة الثامنة فقط هي ما نصل بها لبداية إشعال الفتيل. نريد جودة كتابة الموسم الثاني والثالث تعود بشكل يجعل من الموسم العاشر مثيرًا للاهتمام.

AMC@

هم لديهم سلاح نووي كما قالت ميشون. الخوف لديها أخطر من أي شيء آخر وهذا يجعلها تحتاط. نعود لنرى ماذا تصنع الشخصيات القسيس ما زال ملازم لنيغان الذي يعمل على حقل الطماطم لا أعلم متى سيتغير وضعه فقد مضى أكثر من 4 سنوات منذ سجنه ومازال كمثل الكلب المروض لا يعض ولا حتى له قوة على العصيان (ظهوره مازال متوازنًا من الموسم التاسع ظهور خفيف يبين به عنفوان قوته ومدى معرفته بأساليب القيادة). يوجين وأشياؤُه الغبية بقياس أذرع الطفل والاهتمام بكل التفاصيل الدقيقة عن الطفل. الطبيب وتلك الكوابيس التي يعاني منها (صراحة شيء غير منطقي بالنسبة لي فقد مر على الحادثة أكثر من 5 شهور ومازال يعاني من كوابيس ألفا والسيء أنهم فقد يظهروا هذا في أول كم حلقة ثم لا شيء فهنا المعالجة تكون سيئة وأرجو أن لا يكون مثل ما قلت) القرصانة/الصيادة كارول تعود لتجعلني أبتهج برغم أن شخصيتها أصبحت ضعيفة جدًا ولكن يبقى ظهورها يسعدني فمن لا يثمن صداقتها مع داريل. ذهابها في رحلة بحرية جيد بالنسبة لما حدث لها من مصيبة فالتحرر من المسؤوليات كان جيد للشخصية لما بداخلها من تصدع لفؤادها مما سبق من معاناة.

 

 

هامش:

 

خرج الشيطان ليرى النور وليستنشق نسمات خالية من ريحة البشر، لكن تشاهد كارول وهذا يجعلنا نتوقع بأن الأمور بدأت بالاحتدام.

 

جعل جوديث تتخالط مع الأطفال شيء جيد ولا أن تكون مثل السابق تمشي مع الكبار وكأنها قاتلة منذ السادسة من العمر (إن كان عمرها ستة)

 

عدنا للأشجار الخضراء وللشمس المشعة وتمنيت أن أرى الثلج مجددًا.

 

الحدود التي نعبرها وكأن حالة الذعر والخوف التي جلبها ذلك الفضاء الذي يقبع فوقهم هو مجرد تحذير ونذير بأن كل شيء يحدث لغرض قد تكون رمزية لشيء ما لا أعلم، قد تكون بأن البشر هم المشكلة بكل شيء. يا لها من صدفة بأن يتحطم بالقرب من مخيمهم وبأرض ألفا.

 

تم وضع أساس جديد للمجتمعات للاستعداد للحرب القادمة وهذا يجعل تكيفهم يتحسن بتلك التغييرات التي قد تحول نظرتهم لأنفسهم ولعالمهم الجديد فالخسارة قد تجعل الشخصيات تفعل عمل أحمق وبهذا تمكن الخسارة. ليس هناك من هو مستعد لدفع ثمن الخسارة، فغضب شخص واحد قد يمكن من موت مجتمع كامل إن تخطى ذلك الحد.

 

لا يعجبني الحوار الذي يضع لك أسئلة ولا يتم الإجابة عليها كسؤال: هل نحن الأخيار؟ أو هل ستعود الحياة لطبيعتها؟ هل سنستمر بالعيش؟ ما هو هدفنا الأن؟ لا أعلم لماذا يتم رمي هذه الأسئلة علينا وكأنها أسئلة مجازية لا يتم الإجابة عليها.

 

الحلقة كانت جميلة بسردها والتكيف مع أوضاع المجتمعات الحالية ولكنها قدمت القليل لأعتبره خط سردي وهو الخوف من تعدي الحدود المرسومة لهم من ألفا ولكن لم تقدم الحلقة أي شيء مهم غير هذا، لم يتم وضع وتقديم فكرة لما سيكون عنه الموسم وكيف سيتم التعامل معه صحيح بأن هناك الألفا ووضع المجتمعات بالنزاع معها ولكن لم يظهر إلّا بعض الغموض عن أشخاص قد لاقوا حتفهم وهناك جلد موضوع بجانب الجثث وأيضًا ذلك القناع الجلدي الذي لا أعلم ما سيتم بناء خط سردي عليه ولهذا التقدم بالقصة مازال به مشكلة ولكن إن لم أهتم بهذا سأقول بأنها حلقة ممتازة فقد ناقشوا بأنهم الأشخاص الأخيار (نوعًا ما) وإن تم التشكيك بهذا فسيتم اختلاف الأمر بسرعة. وأن لديهم معرفة عن ما يمكن للأشرار أن يفعلوا ولهذا لابد من عدم الثأر ولكن الثأر قادم لا محالة ولن يندثروا الأشرار بهدوء. تقديم كارول ومواجهتها لإمكانية العودة للمجتمع أم العزلة هذا بصراحة كان من أفضل مشاهد الحلقة. أيضًا دخول ابن ميشون وصنع له لحظة مميزة لتشارك معه أخته قصة ذلك القائد الميت “ريك” (قد يقول أحدكم: كل هذا وتقول بأن الحلقة ليس بها تقدم بالقصة؟ صراحة ليس هناك تقدم بالقصة يذكر بمشهد كارول فلم يتم أخذ الاختيار من كارول وهذا يجعل التقدم بمحورها لا يزال في القيد. ليس هناك مانع أن تحمل الحلقة بعض المشاهد والأمور الجيدة حتى بعدم تقدم القصة تم صنع مشاهد قد يتم البناء عليها ليتم التقدم بالقصة لاحقًا). لم تكن حلقة سيئة حظت على حوار أفضل مما سبق وهذا تطور ملحوظ جدًا أيضًا حظت بـCGI  جيد وليس بسوء ذلك الغزال الكرتوني وهذا لم أتوقعه طبعًا لم يكن ممتاز ولكن جيد أفضل من كرتون.

هل يمكن أن يكون المسلسل رائعًا إن عاد بشخصياته يركضون على الطرق هربًا من الموتى ومن قطاع الطرق، بدل أن يجعلوهم في مجتمعات؟ مجرد فكرة أتت برأسي.

لا أعتقد بأنني سأكون متواجد أسبوعيًا للتغطية، قد أعود لاحقًا بمنتصف الموسم أو نهايته.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.