عرب ويرز | ArbWarez

مراجعة مسلسل Legion الموسم الثاني الحلقة الثامنة.

الناس مجرد ظلال.

 

خطة منحرفة رتبت على شكلٍ معين بدون تقديم معلومات حولها ولكن هناك صور ولمحات قد تبين لنا مدى اتساع هذه الخطة الغامضة التي صنعها ديفيد. يحط الرحال في أرض مقفرة جدباء ونرى خلال هذه المسيرة صورًا كثيرة ترمز للضياع ومن الممكن بأنها تظُهر المشهد بمظهر الكوميك بوك كمثل مشهد فوكياما فهذه الصور لم تروي سردًا متسلسلًا فقط إنما خلقت جوًا معينًا عندما تم دمجها مع بعض. شخصيات تتحكم في شخصيات أخرى تطور مختلف وغير متوقع فميلاني يتحكم بها آمال فاروق، وديفيد يتحكم بفريقه من القسم الثالث، وبتوموني بوعيه الموجود في الحاسوب المركزي يتحكم بفيرمليون، وعلى هذا المنوال تنشأ خطة متقنة قد يتأنق بها ديفيد ويزخرفها لتكلل بالنجاح، حتى إن باءت بالفشل فعدم ارتباط ديفيد بفشلها هو المهم فلقد كافح من أجل أن لايسمح لفاروق أن يجد جسده برغم أنه أقرب منه من ديفيد. ديفيد محدود القوى حتى الآن أمام آمال فاروق ومن الصعب هزيمته فآمال فاروق يعلم مايمكنه أن يفعل بقواه عكس ديفيد ولكن قد تغلب الكثرة الوحيد.

 

كيف يؤثر الواقع على رؤيتنا للأمور ووصولنا للحقيقة، فالأفكار ماهي إلا نتاج واقع ومحيط وقيود ساهمت بتشكيل قناعاتنا وأفكارنا وكما يقول أفلاطون بنظريته: “أن ما اعتدنا أن نراه قد لايكون الواقع أو الحقيقة بل مجرد ظلال خادعة للحقيقة” في هذا الفاصل المهم الذي قدمه لنا جون هام نرَ بأنه دمج نظرية أفلاطون بالهواتف وكأن النظرية أُستحدثت فأصبح الكهف هاتفًا منشورًا زجاجي نشاهد العالم من خلاله. كيف تفسر الشمس لشخصًا لم يرها من قبل سيعاملها كشيء مبهم له فحالة الإنسان هنا مرتبطة بالانطباعات التي تلقاها خلال حواسه فكل مايعرفه هي الظلال وعندئذٍ سوف نواجه نطاق آخر نطاق غير مفهوم ليواجهه بسبب أنه واقع مختلف وأعلى درجة من الواقع الذي نمت عليه حواسه.

 

العيوب العميقة قد تتطلب منا قوة كبيرة لنتغلب عليها ولنجعل علاقتنا ناجحة وهنا نرى مدى صعوبة التغلب على هذه العيوب ولكن خلال العرض نرى بعض الحلول والتغاضي والصلح مابين الشخصيات كمثل علاقة سيد مع ديفيد فقد ارتقت لآفاق مستقبلية ويتم معالجتها بعاطفة منهما فمصير علاقتهم لا يقل أهمية عن مصير العالم. مقابلة سيد وديفيد على الدرج رأينا تصويرًا رأسيًا ثم بعيدًا وهذا كان يرمز للتوتر بين الشخصيتين من حيث العلاقة والفوضى التي تخوضها وأكد هذا كلام سيد مع كلارك “حديث الفتيات” كان حوار مهم جدًا للشخصية فهي تتساءل ما إذا كانت العلاقات تستمر مع مرور الوقت واختلاف الشخصيات وتطورها وصعوبة الثقة بالآخرين لتقرر كما قررت سابقًا بأن الحب هو ماسينقذهم وهنا رأينا تحديد وتيرة العلاقة العاطفية بين سيد وديفيد بعد أن تم تعقيدها من قبل سيد المستقبلية. هنالك مبالغة من كلارك عندما قال بأن عليها أن لاتغضب ديفيد لأن من الممكن أنه سيدمر العالم لهذا السبب.

 

هامش:

الحقيبة والقضبان المعدنية التي ظهرت خلال زرع ديفيد هذه الصور بعقل كلارك وكاري أعتقد بأنها لها علاقة وثيقة بنص ديفيد “جد ساعة الحاضر الطويل” وأعتد بأن هذه الساعة أو مايرمز إلى الساعة كالقضيبان المعدنيان الذي ظهرت صورته لنا فمن الممكن أن ديفيد يتحدث عن القضيبان وماداخل الحقيبة أو أن الساعة هي نفسها القضيبان المعدنية.

 

يستمر العرض بالتأرجح وعدم الاستقرار بسرده ويفعلها بطريقة جذابة ومثيرة خلال تلك الصور الشاسعة لصحراء قاحلة وتلك المشاهد من داخل الحاسوب المركزي هذا كله يدمج ليخرج لنا العرض بحلقة يستمر بها ابداعه ويسيج نظرنا حول مايقدمه ويوسع في كل حلقة آفاقاته ويصنع لدينا انتماء مطهر يصبح كمثابة طقوس تربط الحماسة وتجعل لهثتنا تعلو في مخيمات الانتظار.

 

Exit mobile version