عرب ويرز | ArbWarez

مراجعة مسلسل Legion الموسم الثاني الحلقة الحادية عشرة (الأخيرة)

أنا شخصٌ جيد، أنا استحق الحب.

 

 

 

نشأ وهو يفكر بأن لديه انفصام، ثم أدرك قوته العاتية وأن هناك من يعيش برأسه قابل أنثى وأوهم نفسه بأنه شخص جيد ويستحق الحب إلى أن عصف بوجهه الألم وفقد كل من يحبه بلحظة وأنفجرت قواه المظلمة ليظهر على حقيقته.

 

 

كيف أعلم أنني شخصٌ جيدٌ و محبوب؟

كل ماخاضته شخصياتنا في هذا الموسم صُنع من أجل تعريف الخير والحب بداخلهم وهذا عُكس بجميع الشخصيات ورأينا ماحدث لهم خلال الموسم. كل شخص لديه تلك الحاجة لأن يكون محبوب في بيئته، وهذه الحاجة أساسية لدى الكثير. ولكن قد تضطرب المحبة عند التواصل وهنا تقع أحداث متغيرة لا أحد يعلم حثيثياتها وقد تؤثر على قرارات الشخص. الحب والاهتمام ظهرا كثيرًا بين شخصيتان اعجبنا بهما تمامًا و مايحدث بينهما من حبٍ واهتمامٍ هو من محددات السعادة لديهم ولكن حب الآخرين والاهتمام بهم أمرٌ صعب ويحتاج إلى عمق مابين الشخصيات لكي يعزز هذه الرغبة تجاههم ولكن في حالة شخصيتنا فهي أنجرفت مبتعدة في وهم أنه هو البطل وعليه أن يفعل أي شيء في الحرب لكي يضمن بقاء العالم ولكن هو لم يدرك بأن هذا الانجراف يجعله يضرب بحبه واهتمامه بفراغٍ مهلكٍ ويتحول لحقيقته التي لم نراها من قبل. كيف نعرف بأن ديفيد جيد أم سيء؟ كل شخص لديه نسبة بنفسه للأعمال التي سيفعلها لذاته ونسبة للأعمال التي سيقوم بفعلها للآخرين وهذا يجعل الشخص مهتم أكثر في البداية باشباع ذاته ورغباته والبقاء متنافسًا مع البقية وهذا مارأينا ديفيد يفعله فبعد ما أن حاول أن يجعلهم يرضخون لكلامه قام بالهروب فهنا فضل الاهتمام بهم ثم بعد ذلك قام ببقاء نفسه متنافسًا وفي النهاية صنع هذا له عقدة ملك الظلال الإلهية فنصه (أتؤمنين بالإله؟ لا أعتقد ذلك. أعتقد بأنك تؤمنين) يدل على تحول العقدة له. يقول فرويد “الجوهر العميق للطبيعة البشرية المتمثلة بجميع الرجال تهدف لتلبية بعض الاحتياجات الحفاظ على النفس ،العدوان ،الحاجة للحب ،الدافع لتحقيق المتعة ،تجنب الألم” وهنا وكأن فرويد يصف ديفيد بأنه شخص سيء أوهم نفسه بفكرة أنه جيد ويستحق الحب، في النهاية عرفنا بأنه شخصٌ مجنون.

 

 

FX@

 

 

ملحمة موسيقية كعادة المسلسل بتقديم مشاهد غريبة غير معتادة بمشاهده المهمة المرتقبة لا تكلف وببساطة يضعون أهم معركة ننتظرها بشكل موسيقي كرتوني مبهر. ينتقلان طائران ليواجهان بعضهم، نورًا يمينًا ويقابله ظلامًا وكلاهما يغنيان بكلام يناسب حالتهم الحالية أو بحالة ديفيد فهي حالته المستقبلية ليس هناك من يحبه وأنه شخصٌ شرير وتبدأ معركتهم النفسية التي أعتقد بأنهم دمجوا الواقع بما يحدث بالطائرة النجمية وخرج لنا مشهد جدًا عظيم بالنسبة لمعركة مهمة ننتظرها وهنا علي القول بأن الحيوانات كانت شيء مهم للموسم فمن بداية الموسم نرى أشكالًا (فيل،بقرة ،أخطبوط ،ضفدع) بالمناسبة رأينا ديفيد يتحول لأخطبوط وهذا رمز كان بخطته وأيضًا كان بجانب صورة أوليفر بحلقة سابقة أعتقد بأنها الأولى. معركة الخير (الأحمر) ضد الشر (الأخضر) هنا عدنا لفاصل من فواصل جون هام فرأينا ديفيد هو الأخضر وهذا يدل على الوهم بأنه يوهم نفسه بأنه المنقذ، ورأينا ملك الظلال هو الأحمر وهذا عكس مانعرفه حاليًا فمن سيدمر العالم هو ديفيد ولهذا شكرًا جون هام على تعديل هذا المفهوم لنا.

 

 

يسمي نفسه بأنه الرجل الطيب والمنقذ وأنه يحبها ولكن سيد بهذا الموسم كانت تتساءل عن حقيقة ديفيد وهي الآن غير متأثرة بحبه لها وصدمت بمعرفة الحقيقة وتقرر بأن تكون هي البطلة وتدرك بأنها تثق بنفسها أكثر من ثقتها بديفيد ولم تعد ترغب بتصديق نصف الحقائق والأسرار التي يحيطها ديفيد بها ولهذا تقرر أن تثق بمستقبلها وتضع حدًا له وتطلق رصاصتها. عندما ضربت ليني رصاصة سيد دخل ديفيد لذهنه واستيقظ في غرفة نومه عندما كان صغيرًا، هنا نرى (أجزاء من دماغه تحدثه) كمثل عقله الباطني البريطاني الذي ظهر بالحلقة السابعة من الموسم الأول أو أنهم مجرد شخصيات موجودة بعقله ففي النهاية هو شخص يعاني من الانفصام لذا كل ماقلته جائز، هذا يشرح لنا كل المشاهد التي كان فيها ديفيد يحدث شخصًا بعقله.

 

 

هامش:

 

خلاصة الموسم:

الإنسانية والتعاطف هي جزء أساسي لصنع سور مابين المشاهد والإطمئنان على شخصيات المسلسل ولكن في هذا الموسم كان هذا السور موحش فليس هناك شخصيات اتصلت معنا بثقة ونقلت ذلك الإحساس ماعدى ديفيد وليني. تابعنا في هذا الموسم قصة ديفيد ومن البداية وأنا أقول بأن علينا أن لا نثق بما نرى مايحدث معه لأن وجهة نظره مشوشة وهذا ماكان مميز فليس علينا أن نعرف دوافع الشخصية ووجهة نظره لأننا سنبني أراءنا على كذبات وواقع مشوش لا نعلم حقيقته جيدًا وكما أتى النص بالحلقة (من يستطيع أن يقول الحقيقة) ولهذا لا نحتاج لمعرفة الشخص لكي نستمر بمشاهدة مايفعله فهو ليس كمثل شخصية لديها حياة أكثر واقعية وليس به مرض فديفيد يرى الواقع كما يراه هو ونحن لا نعرف كيف يراه ولهذا المسلسل مبدع من حيث الصورة ويجعلوا من توقعاتنا سخيفة . ليس هناك بنية مؤلفة وسرد متسق للمسلسل ومن الممكن أن ينفر هذا بعض المشاهدين عن المسلسل ولكن هذه الفوضى هي ماصنعت المسلسل فنحن بمسلسل يسمى بفيلق والفيلق هي وحدة تتكون من ٢ إلى ٥ فرق وتتكون من عشرون ألفًا إلى أربعون ألفًا. عدم الارتباط بشخصيات المسلسل بشكل كبير يعود هذا الشيء لنوا هالوي فعندما ترتبط بشخصية بشكل درامي فأنت ستبحث عن دوافعهم، فلإبعاد هذه النزعة قلل منها نوا هالوي أو جعلها شبه معدومة بالموسم الأول وجعلك ترتبط معهم عن ماسيفعلونه قدمًا ولكن في الموسم الثاني جعلنا نعلم عن ماضي بعض الشخصيات وهذا ليس تضاد لما فعله ولكن لمتابعة سير الأحداث لهم وهذا ليس انتهاك لفهمنا الأساسي لعالم نوا هالوي الذي انشأه إنما تطويرًا له وتجهييز الشخصيات لخروج محورهم الأساسي والذي تكونوا حوله.

 

مازال العرض مذهل ومبهر بصريًا وجريء ومغامر ليعرض لنا قصة مختلفة عن ما مضينا بها خلال الموسم الأول. قصة غريبة وجريئة من غير الإهتمام ببعض الشخصيات والتطور الدرامي لها وزخمها في السرد. لم يحافظ على سرد معين بل جعل الفوضى تحيط بالغرابة وغلف هذا الموسم الثاني بأكمله وأكتسب جرأة من الناحية الأسلوبية والعرض. خلال الفوضى تم تعقيد شخصياته النسائية (ميلاني، سيد، كاري، ليني) ومع هذا جعل هناك حلقات تتحدث عن شخصية واحدة وهذا يجعلني أطلق على هذا الموسم بأنه موسم التجربة لنوا هالوي يفعل مايريده ليعلم مايناسب القصة ولهذا لا أعتقد بأننا سنرى الموسم الثالث قريب بالمستوى من الموسم الثاني بل سيتطور الأمر لموسم مخيف مظلم مدمر ولا أعتقد بأن ديفيد سيستمر بهذا الجانب المظلم سيستفيق في النهاية ويدرك الأمر ويعود للجانب الصحيح. مايعرض لنا سواء أعجبنا به أم لم نعجب به فالمسلسل يقدمه لنا بطريقة عرض ليس لها مثيل وفريدة من نوعها ولا أعتقد أن هناك مسلسل يقدم مايقدمه الفيلق من حيث الإبتكار في الصورة والأفكار.

 

مشكلة الموسم الثاني تكمن في جعل القصة الرئيسية لا صلة لها بكثير من أوقات الموسم وهذا فصل المشاهد للإنسجام مع الخط الرئيسي وأصبحنا ننتقل من خط لآخر حتى أصبحنا ضايعيون وهذا جعل الخط الرئيسي غير مقروء بسبب تداخل الخطوط مع الخط الرئيسي فيوهمنا بأنه القصة كلها بخط واحد ولكن كل ما رأينا غاية نتشتت بشيء ما يحدث (سيد المستقبلية وموت أيمي) فأكثر أجزاء الموسم لم تجمع بإطار متماسك. ولهذا رأينا تنحي الكثير من الشخصيات لجعل أفكار نوا هالوي تعمل جيدًا، لا أقول بأن هذه الأفكار سيئة ولكنها جعلت التركيز يتشتت لغاية الموسم وأيضًا صنعت ضعف لبعض الشخصيات فالتركيز عليهم أصبح شبه معدوم وهذا يجعلها مجرد زوائد ولكنها زوائد ممتازة. طبعًا من يهتم كثيرًا لهذه الشخصيات فهي ليست بتلك العظمة -بالنسبة لي- بسبب التركيز الكبير من بداية المسلسل حول المحور المهم وهو ديفيد والبقية مجرد شخصيات داعمة له -تخيل هذه الشخصيات بلا ديفيد ماذا سيكون شعورك حولهم؟- لهذا أحتاج نوا هالوي ليعرفنا لأبعاد بعض الشخصيات لأن ديفيد سيتركهم ولن تكون هناك شخصية لتبقى هذه الشخصيات داعمة لها في القسم الثالث ماعدى ملك الظلال من الممكن يصبح ديفيد جديد لدى هذه الشخصيات. لكن يبقى على نوا هالوي جعل هذه الشخصيات أن تقف من تلقاء نفسها واستحقاق ثقل في هذا العرض ولهذا عليه أن يجعلها تتطور أكثرمما هي الآن. أيضًا الإفراط في التركز في الأسلوب والتناسي عن الجوهر وهذا ماوقع فيه نوا هالوي، يبقى المسلسل أعجوبة بصرية ولكن على نوا هالوي الاهتمام بكتابة الأحداث أكثر.

 

تقييم الموسم: 8/10

 

 

كل عام وأنتم بخير وأعاده الله عليكم باليمن والسرور. سعيد بأنني كنت معكم في استكمال مراجعات مسلسل Legion وأعتذر إن كانت هذه المراجعة أطول مما اعتاد الكثير عليها بإمكانكم اعتبارها فضفضة بدلًا من مراجعة. شكرًا لكل من استمر بقراءة المراجعات من البداية شكرًا لكم وأرجو أن تكونوا قد استفدتم منها وخرجت بالشكل الذي تحبونه وأنها كانت خفيفة وتجذبكم بطريقةٍ ما. إن كان لديكم أي استفسار أو رأي حول المراجعات أو المسلسل قوموا بالتعليق في خانة التعليق أو قوموا بعمل منشن لحسابنا في تويتر. إلى اللقاء، نلتقي إن أراد الله بمسلسل آخر.
Exit mobile version