عرب ويرز | ArbWarez

مراجعة مسلسل The Handmaid’s Tale الموسم الثاني الحلقة الرابعة

حلقة كئيبة ..

لا أعلم إن كان ما حدث معي بعد مشاهدة الحلقة الرابعة قد حدث معكم، فحالة الاكتئاب التي أصابتني كانت مؤلمة جدًا. ربما يجب على صنّاع العمل أن ينوهوا في البداية بأن المسلسل قد يكون من أحد أعراضه حالات اكتئاب قصيرة أو طويلة، ولكن بالتأكيد من أحد أعراضه حالة انبهار تامة بأداء إليزابيث موس.

لعل أحد أبرز نقاط قوة الموسم الثاني هي ابتعاد الكتّاب عن الحشو، لا داعي لخوض بعض التفاصيل كثيرًا أترك بعض الخيال للمشاهد، مشهد بسيط صامت لتعلم أن (جون) عادت من جديد لتكون أَمَة، ومن ثم مباشرةً مقيدة لسرير في صالة رياضية سابقة بسرير مفرشه مطرز عليه أحد وسبعون وردة، حقًّا أبدع كتّاب المسلسل وأتقنوا عملهم.

اسمي (جون) تعلمين اسمي اللعين.

وإن لم يظهر لنا جليًا أو لم تصرّح به بشكلٍ أو بأخر فإن (جون) كانت تعيش نوعًا من الصراع ما بين المقاومة وما بين الخضوع. تأكل لكي لا تتعرض للعقوبة، لكنها ترفض أن تُسمى بعد الآن (أوفريد). لأنها خائفة لكن أحيانًا تولد الشجاعة من رحم الخوف. وسُجّانها من النوع الذين لا يعرفون الرحمة بنفس القدر الذي يتحدثون به عنها.

والرحمة جاءت هذه المرة على شكل قبول من آل (واترفورد) بعودتها ولتجربتها من جديد، وما بين خيار أن تبقى (جون) وأن تقتل بعد ولادتها أو خيار أن تعود (أوفريد) وتحافظ على حياتها إن أحسنت التصرف. تقرر العودة لتلبس زيّها الأحمر رغم أنها لا زالت في داخلها تقاوم، في نظرة عينها تقاوم في ابتسامتها، كما لو أن هذه الفتاة لن تعرف الاستسلام يومًا.

“مُختطفة” نعم إنها القصة التي تناسب الجميع وسيعيش بها الجميع، (أوفريد) تحافظ على حياتها، لن يُحاسِب أحدٌ آل (واترفورد)، لأن الأمة الأولى انتحرت، نعم الاختطاف “هو القصة التي يمكن أن يعيش بها الجميع”.

نظرتها في تحديها لـ(سيرينا) قلت لكم هذه الفتاة لن تعرف الاستسلام يومًا. و(سيرينا) ليس لها طاقة للمتمردين، تريد أن تتفاخر أمام الجميع بطفلٍ لم ينجبه رحمها، بأَمَةٍ مطيعة “اختطفها الإرهابيون” وأعادها إيمانها وربها. هي تعلم في داخلها أن جميع الحضور يعلمون وربما يتهامسون خلفها بما يحدث في بيتها وتريد أن تثبت لهم العكس لكن (جون) ليست الأَمَة التي قد تكون مناسبة لهذا الدور.

لتعود (جون) مرة أخرى وتتحدث بالمحظور “ماضيها” والذي يُحظر على كل أمَة أن تتحدث به، فهو ماضي العهر والعربدة وإن كانت تتحدث عن طفلةٍ أنجبتها من زوجها. ليجن جنون (سيرينا) وتضرب (ريتا) لأن ضرب (أوفريد) قد يسبب لها المسائلة ويحرمها من الطفل. لتذهب لزوجها لتقنعه بعودة (أوفريد) إلى المنزل الأحمر، لكن كل ما يغلي بداخل (سيرينا) لا يهم (فريد)، إنه رجل سياسة ويعلم جيدًا أن عودة (أوفريد) لن يصب في طموحه السياسي، “فالمياه لن تعود لمجاريها” لا يهمه (سيرينا) ولا (أوفريد) ولا الطفل بقدر أهتمامه بمنصبه وتعزيزه وتعينه مفاوضًا باسم “جلعاد” مع الحكومة الكندية. لذا يجب أن تبقى (أوفريد) لأنه لا يريد المزيد من التشويش على المنصب الجديد الطامح إليه.

لا أعلم إلى الآن ما سر العمة (ليديا) أيُّ ماضٍ خلف هذه الشخصية، ما هذا الإيمان الغريب؟!! تعلم جيدًا كيف تستطيع أن تروض الإماء سواء بالتهديد أو بالعقوبة أو فقط يكفي أن تأخذ (جون) إلى الجدار لتريها عاقبة اختياراتها فقد حكمت على (عُمر) بالإعدام وعلى زوجته التي قالت لها “لا أعرف كيف يمكنكِ أن تسلمي طفلكِ لشخص آخر” بأن تسلم ابنها (آدم) وبأن تصبح أَمَةً هي الأخرى. لتخبرها العمة (ليديا) بأن من اقترف ذلك (جون) وأن (أوفريد) كانت مُختطفة، (جون) يجب أن ترحل نهائيًا و(أوفريد) يجب أن تعود إلى منزل آل (واترفورد) أَمَة مطيعة لأنها لا تريد أن تحمل المزيد من الذنب على كاهلها.

استرجعت (جون) كل ماضيها ربما، ربما هي تُعاقب الآن على ما اقترفته، إنها “مثيرة للشفقة، وغبية وبلا قيمة” أخذت رجلًا من زوجته التي تحبه وأنجبت منه طفلة، وتسببت بإعدام رجلٍ آخر واستعباد زوجته واستبعاد ابنها عنها. ربما برأيها حان وقت القبول بالأمر الواقع وطلب غفران الرب.

محاور أخرى…

كلمة أخيرة..

حاولت كثيرًا أن أصف روعة وجمال أداء “إليزابيث موس” لكن شعرت أن كثرة المدح ربما قد يُعتبر ابتذال إلى أن صادفتني تغريدة عزيز فشعرت أنها تصف الوضع تمامًا.

برومو الحلقة الخامسة:

تقييمي للحلقة الرابعة من الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale هو 9/10

 

Exit mobile version