في بداية تسعينيات القرن الماضي اقترح عالم النفس التطوري و الأنثروبولوجيا البريطاني روبين دانبر رقماً يشير الى العدد الاقصى من الاشخاص
الذين يستطيعون تحقيق علاقات فيما بينهم بشكل مستقر ، هذه العلاقات يتمكن فيها الفرد من معرفة كل شخص بشكل مستقل ومستقر بما يعرف بالصداقة ، بالرغم من ان روبين دانبر تجنب ذكر مفهوم الصداقة لان العلاقات بين البشر بحسب تعبيره لا يمكن تفسيرها ببساطة علمية .
فسر روبين دانبر العلاقة بين قشرة دماغ (Cerebral cortex) الثدييات و عدد العلاقات التي يمكن ان يحتفظ بها الفرد سواءا من الانسان او الكائنات الاخرى سمي هذا برقم دانبر ،
ووجد روبين دانبر ان الانسان الطبيعي لا يستطيع الاحتفاظ بأكثر من 150 علاقة منتظمة مستقرة في آن واحد ، بمعنى أن الاشخاص خارج اطار 150 شخص لن يكون على اتصال جيد بهم .
هذا العدد قد يبدو صغيرا جدا بالمقارنة بعدد الاشخاص الذين يعرفهم الانسان في حياته من أقارب واصدقاء وزملاء العمل والدراسة والمشاهير ايضاً ، لكن هذا لا يدخل في مجال عدد دانبر انما ال150 تدخل في مجال عدد الاشخاص الذين يمكن للإنسان أن يتبادل المصالح والقيم ويحتفظ معهم بعلاقة مستقرة .
يمكن استخدام هذا الرقم المقترح ، في تقسيم مجموعات ووجهات العمل ، وإذا زاد عن 150 فرداً توقع روبين دانبر أن ما يصل الى 42% من وقت العمل للمجموعة
يضيع في محاولة إدارة علاقات افرادها ، ويتمثل ذلك بحسب تعبيره في الجماعات التي تقع تحت ضغط النجاة والبقاء على قيد الحياة ، مثل القرى النائية والقبائل والتجمعات العسكرية التاريخية
وقد كانت بمعدل 150 فرداً ، وعلاوة على ذلك أشار دنبار ان هذه المجموعات تكون دائما متقاربة جسديا وحسّيا في اغلب الحالات
” .. يمكننا أن نتوقع في العدد الاكبر من الافراد ، في المجتمعات ان تحتوي على درجة عالية من التشتت ، وسيجتمع الأفراد بدرجة قليلة جدا وسيكونون أقل دراية ببعضهم البعض ، لذلك عدد الافراد في المجموعة يجب ان يكون أقل ” ..
وبالتالي 150 فرداً هو العدد المثالي في ظل الظروف المطلقة مثل الضغوط البيئية او الاقتصادية الشديدة .
فكم هو عدد معارفك الحقيقين ؟
