أفلاممراجعات

تراجيدية الجوكر .. والجانب النفسي من العنف ، هل يمكننا أن نتعاطف مع الشر ؟

تراجيدية الجوكر .. والجانب النفسي من العنف ، هل يمكننا أن نتعاطف مع الشر ؟

* تحذير وتنويه : ( هذه المراجعة لاتبرر للخطيئة مجال ولا تحرض للعنف بأي شكل من الأشكال )

ربما عندما يتوغل الشر والحقد في أحدهم لابد أن ينفجر يوماً ما ، ومضاعفات هذا العنف واردة بأشكالها وأنواعها ، عتاهية الأفعال المشينة والجنونية تتشعب بتصرف وتحول نكير قوم لـ …

 ( آرثر فليك ) مهرج بسيط يعمل بإحدى الشركات الإعلانية  منبوذ مجتمعياً ، مصاب بإختلال عقلي ونفسي ، في محاولة لتحقيق حلمه بتقديم العروضالكوميدية والحية ، والذي غرق في دوامة من الإضطهادات المجتمعية هل يدين المجتمع بتحوله ؟  ، هل تسألت يوماً لماذا الشخص الشرير شريراً ، من المسؤول عن تصرفاته المعتوهه ؟  لماذا هذا الشخص المخرب عنيف ؟ هل يولد الشر مع الإنسان أم هذه الصفة مكتسبة نتيجة مضاعفات لتصرفات سلبية مهينة تجاه الإنسان ، أو لماذا وصل به الحال عدم سيطرتة على نفسه بسبب مرضه وإختلاله النفسي و العقلي الذي لم ولن يُحتضن ؟ 

أستطيع أن أتعاطف نفسياً هنا مع المجرم وهذا ماكسبه بجدارة  ( واكين فينيكس ) من أول مشهد في الفيلم ، إستطاع جذبي ذهنياً وتدريجياً وبتسلسل فكل فعل و حركة يقوم بها مستعطفه بدءاً من حياتة البسيطة والكئيبة نوعاً ما والباردة روتينياً مليئة بلحضات من التنمر والضرب وسوء التغذية والفقر والإضطهاد القهري لحين وصوله لمشاهد القتل بل أصبحت أبرر له قبل نهاية كل مشهد لماذا أقدم على هذا الفعل ، 

تراجيدية ( آرثـر )  جعلتني أتقبل بهدوء بعض من مبرراتة وأفعاله المشينة ،  جسد المعاناة الحقيقية وراء كل شخصية مضطهدة مهزوزة ومكسورة في هذا المجتمع القاسي ، 

فقد جسد ( واكين ) التحول العظيم والكبير  من ( آرثر )                   لـ ( الجوكر ) من الصفر من دون إحداث فوضى إخراجية أو مشاهد غير مقنعة و كيف لهذه الشخصية المهزوزة أن تتحول لهذا الجنون والشر والجبروت المقيت ، أن تمر بهذه الظروف القاسية  بتدرج  سلس ومقنع                      

                 

                    تسليط الضوء على ماهية الجوكر ؟

شناعة الماضي تتحول لبركان هائج والأيام كفيلة  بالتصور التسلسلي أستطيع أن اصف المخرج بالعبقرية ، خرج بمنظور مختلف تماماً  ، اعتدنا على دموية الجوكر المليئة بالشر والجنون الغير منطقي ، في هذه الأحداث استطاع أن يستعطف الناس على ماضي الجوكر الأليم والبشع فهي السبب الأول و الرئيسي لولادة شخصية الجوكر الحقيقية .

                     

                    الإنتقام البارد والتأهب للتحول : 

تجرد آرثر من المشاعر وردات الفعل ، تخبط انفعالاته وحسر حزنه وخيباته تمهيداً لظهورة بشكل مختلف تماماً ، وإستعداده للإنتقام من الجميع بلا إستثناء ، كلما رأيت الجوكر الآن  أرى بداخله ( ارثر فليك )  منكسر ومهان مضطرب وخائف ، حزين مليئ بالقلق .. أصبح لا يلوم ماضية بعكس استعداده لرد الإعتبار  ، فهو مليئ بالخيبات والإضطهادات التي لن ينساها ، وصل للقوة التي لايرى بعدها مبرر لأي فعل .

                      إدانة المجتمع للأفعال الغير منطقية : 


 

لابد أن كل تصرف قام به ( آرثر ) كان بسبب  ، ولا ننكر أن لا أحد احتوى أسبابه فتضاعفت بشكل جنوني وتكاثرت ، المجتمع نصف شخصية الفرد ، المجتمع هو المسؤول الأول عن الشخصيات المريضة والمعتوهه لكن حين تكون سبابة المجتمع السلبية هي من تتحكم بتصرفات الشخص لا إرادياً  ، قد تولد شخصية فتاكة عنيفة معتوهه ترغب بالإنتقام ، ترغب برد الإعتبار ، ترغب بالمزيد من الشر والجنون ، الوحشية والفوضى .

أحداث الفيلم كانت مربكة ومقلقة درامية مستسلسله بشكل مقنع وواضح ، آداء ( واكين فينيكس ) كان أسطوري وأعطى الشخصية كامل احقيتها وأكثر ،  تقمص الشخصية أو الشخصيتين بقوة وتمكن عظيم ورائع ، وهنا نستطيع معرفة قوة آداءه بنقطة تحول ارثر لـ الجوكر ، بـ مرض الضحك الهستيري المزعج اللاإرادي ، بـ القتل بدم بارد والمجنون ، البكاء والضحك بنفس الوقت وبعظمة التسلسل بالشخصية إستطاع ان يوصل لي كمشاهد مايشعر به فهو يبكي داخلياً ويبتسم ظاهرياً ، أن يشعرني بأشد أنواع الحزن والقلق التي يمر بها حين يتذكر ماقالته والدته له أن يبتسم دائماً . 

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.