اختلاف الأذواق هو أمر حتمي لا مفر منه، وهناك عوامل تزيد أو تخفض من رغبة الإنسان في الشيء ومدى تقبله له، ولكن أصبحنا في زمن لا نفرق فيه بين الأذواق التي يتبناها أصحابها بالفعل وبين الأذواق المصطنعة التي يُروج لها على أنها أذواق موجودة في الواقع!
ولكن هل يوجد مثل هذا الأمر في المنافسة الشرسة التي نراها بين العملاقتين Sony المالكة لعلامة PlayStation و Microsoft المالكة لعلامة XBOX؟!
عندما نقوم بتفنيد الأمر سنجد أن الشركتين تتصدران عالم أجهزة الألعاب بتفوق كاسح لا مراء فيه، فمن هذا الباب حاجة الشركات للقيام بالترويج لذواتها بالطرق الوهمية -كالجيوش الإلكترونية- لا طائل منه!
أضف إلى ذلك أن هذا الأمر يشوه الفكرة التسويقية العامة وهي أن الناس ينبغي أن تقتنع أولا بالمنتج حتى تشتريه، وهذا لا يتناسب مع أهلية الجيوش الإلكترونية للقيام بذلك، فهي بالكاد تقنع أحدا بفكرة لا تتطلب من الناس الدفع؛ فما بالك بما يجعلهم يقومون بصرف الأموال!
عندما نقوم بالاطلاع على تغريدات حسابات Playstation الرسمية نجد عددا كبيرا من الردود يقلل من قيمة الجهاز ويروج لـ XBOX ، وفي المقابل لدى حسابات XBOX نشاهد الأمر ذاته من قبل حسابات تنتقص من عملاق مايكروسوفت الجديد وتروج للبلايستيشن بكل وضوح، لا شك أن كثيرا من الردود تبدو حقيقة، ولكن هل الأمر يمكن التعامل معه كما لو كانت جيوشا إلكترونية؟
إذا كنا قمنا باستبعاد أن تكون شركات الأجهزة المنزلية قد قامت بذلك فمن الوارد أن يقوم بذلك أشخاص محبون لكلا العلامتين بشكل فردي، ولا يرتقي الأمر لمرحلة أن تكون حرب جيش إلكترونية، والذي يساهم بهذا الأمر ويؤكده لنا التعصب الحاد الموجود بمجتمع اللاعبين في عالم سوني ومايكروسوفت والذي لا يتقبل أن يشاهد المنافس وهو يتفوق عليه في جانب معين، وهذا مما ابتليت به مجتمعات اللاعبين من عقود
في هذه المرحلة من وجهة نظري لا توجد جيوش إلكترونية مؤثرة في المعركة التنافسية بين العملاقتين، والذي يدور بين اللاعبين هو طبيعي جدا بحكم أن الجهازين مقبلان على جيل جديد في تاريخ الألعاب.
كل محب يرغب بأن يكون محبوبه المتصدر في كل شيء، وهذا تحديدا هو ما يجعل البعض يذهب بحبه بعيدا وقد يقوم بإنشاء عدة حسابات من أجل أن يروج لفكرته، ففي عالم التواصل الاجتماعي لا شيء يمنعك من ذلك❗
About Author
