(قد تحتوي المراجعة على حرق لبعض أحداث الفيلم)
في الأعوام الماضية نجح عالم مارفل السينمائي في جذب شريحة أكبر من المشاهدين حتى من الذين ليست لديهم اهتمامات بالأبطال الخارقين أو القصص المصورة وذلك من خلال تقديم شخصيات جديدة لا ترتكز على القوة والخيال فقط بل شخصيات لديها جانب إنساني لا تلغيه قدراتهم الغريبة والمختلفة، ففي العام الماضي حقق فيلم Black Panther نجاحات لم تتوقف عند الأرباح فحسب حيث استطاع أن يصل إلى ترشيحات الأوسكار ويفوز بعدة جوائز على الرغم من كونه فيلم لشخصية مستقلة وليس كسلسلة أفلام الAvengers التي تجمع أشهر شخصيات الأبطال، وهذا العام كان موعد لتقديم كابتن مارفل وهي شخصية جديدة بالنسبة للبعض ولكنها أثارت اهتمام الجميع بعد التلميح عن ظهورها في فيلم Avengers: Infinity War لاسيما أنها كما يبدو مرشحة قوية لهزيمة (ثانوس) خصوصاً مع الأحداث الأخيرة في الفيلم التي أدت إلى ما يبدو على أنه نهاية العالم في مارفل واختفاء أهم أبطالها منها.
في فيلم كابتن مارفل تؤدي الفائزة بالأوسكار (بري لارسون) شخصية كارول دينفيرس التي تعمل ضابطة في سلاح الجو الأمريكي وتدور الأحداث تحديداً حول هوية دينفيرس وعلاقتها بالشخصية الخارقة (كابتن مارفل) حيث تواجه الكثير من الصعاب ولكن العقبة الأهم كانت في صراعها لاكتشاف الإنسان في داخلها وليس البطلة والمشاعر والذكريات والظروف التي جعلتها تصل إلى تلك القوة والقدرات الاستثنائية. في بداية الفيلم لا نشاهد دينفيرس أو كابتن مارفل لكننا نتعرف عليها خارج الأرض بإسم (فيرز) وهي تعمل كمحاربة تابعة لفضائيين من عرق (كري) الذين يتشابهون مع مظهر البشر باستثناء لون جلدهم المميز، يتمتع هذا العرق بقدرات تفوق الإنسان واستطاعوا نقل هذه القوى إلى عدد قليل من البشريين بفضل الهندسة الوراثية أو التكنولوجيا المتطورة لديهم. يعمل أحدهم ويدعى Yon-Rogg (جود لو) كمدرب لفيرز ليساعدها في السيطرة والقدرة على التحكم بقواها الجديدة ويعتبر قائد لفريق ستار فورس أيضاً. يتضح أن على فيرز مواجهة عدو الكري المعروف باسم skrulls وهو عرق فضائي لديه قدرات عديدة من بينها التحول إلى أشكال كائنات مختلفة كالبشر ويربطهم تاريخ عداوة طويل مع ال(كري) تجد فيرز نفسها في هذا الصراع المجرّي وتحاول استكمال هذه الحرب التي تقودها للعودة إلى الأرض تحديداً في سنة 1995 حيث تقع الأحداث وعلى الرغم من أن هدفها الأساسي هو هزيمة الskrulls لكن بعد لقاءها ب نيك فيوري(صامويل جاكسون) وهو عضو في وكالة شيلد الذي أصبح مديرها لاحقاً، تبدأ فيرس شيئاً فشيئاً بالعودة إلى ماضٍ غامض وذكريات مشوشة كما لو أنها ليست لها ويساعدها فيوري في الكشف عن علاقتها بهذه الذكريات التي تقودها إلى هوية كارول دينفيرس ثم إلى كابتن مارفل في نهاية المطاف.
إقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن كابتن مارفل؟
أكثر ما يجعل هذا الفيلم ممتعاً هي العلاقة الفريدة من نوعها التي تجمع بين دينفريس وفيوري والجانب المتهور الطريف الذي نشاهد به فيوري للمرة الأولى على عكس جديته المعتادة خلال ظهوره في أفلام مارفل السابقة، يركز الفيلم على كابتن مارفل كشخص وكرمز أيضاً وكيف تحتاج إلى أكثر جانب عادي وغير خارق من هويتها لتكتمل قوتها التي كان من الصعب فهمها بدون دوافعها ومشاعرها وعلاقاتها الإنسانية وتنجح في إدراك أن انتصارها في حربها مع الذات والهوية هو أهم انتصار لها وبداية جديدة لمستقبل يضم ماضيها وحاضرها. التركيز على الجوانب العاطفية والعلاقات بين الشخصيات جعلها أكثر تأثيراً من الأحداث وحتى المشاهد القتالية في الفيلم. وبالنسبة للشخصيات النسائية في عالم مارفل السينمائي قد تتفوق كابتن مارفل من ناحية كونها أقل مثالية وأكثر تعقيداً عاطفياً من شخصيات أخرى بالرغم من ما تفرضه عليها مسؤولية القدرات الخارقة التي تملكها. كذلك عودة الفيلم إلى فترة التسعينات والتفاصيل التي عبرت عن الزمن من موسيقى وأماكن وثقافة كانت من ضمن الإيجابيات التي جعلت من تجربة المشاهدة أكثر تأثيراً وإثارة للحنين إلى الذكريات لذلك يمكن وصف الفيلم بأنه ليس مبهراً لكنه بسيط بساطة ممتعة بالنسبة لنوعه كفيلم أبطال رغم أنه يفتقر إلى النضج والعمق حتى من ناحية تطور شخصياته وتركز الحوارات على الكوميديا جعل بعضها ساذجاً لكن هذا الأسلوب ليس جديداً في أفلام مارفل التي تركز غالباً على جاذبية الشخصيات وتهمل جديتها لذلك بالنسبة للمشاهد الذي لديه توقعات كثيرة قد لا يكون كابتن مارفل مختلفاً أو مؤثراً بالشكل المُتوقع لكن بالنسبة لمن يبحث عن مقدمة بسيطة وشخصيات ممتعة هو فيلم يستحق المشاهدة خصوصاً أنه بمثابة محطة خفيفة تسبق الأحداث الثقيلة المنتظرة التي ينتظرها الكثير في فيلم آفينجرز القادم في نهاية شهر أبريل من هذا العام.
About Author
