تلفازمراجعات

مراجعة مسلسل The Handmaid’s Tale الموسم الثاني الحلقة الخامسة

لست مُلكًا لهم، ولا يملكون ما ستكونه في المستقبل

مقومات أي مسلسل ناجح كثيرة لكن أبرزها: قصة جيدة، أداء جيد، إخراج وصورة جيدة. لكن في حالة مسلسل The Handmaid’s Tale لدينا قصة رائعة جميلة وغريبة ومختلفة عمّا عهدناه، أداء خرافي من نجوم العمل على رأسهم إليزابيث موس، إخراج وتصوير رائع ورائع جدًا لا نراه حتى في معظم الأعمال السينمائية. وأضف إليهم موسيقى تصويرية جميلة واستخدامها بشكل ممتاز، ماذا إذن سنحتاج أكثر؟ سنحتاج إلى مشاهد قادر أن يرى كل هذا الجمال، وكل هذا الألم، وكل هذه المآسي وأن يتمالك أعصابه.

نعم سيدة (واترفورد)، لا سيدة (واترفورد)

كما قلت في مراجعة الحلقة السابقة: “لا أعلم إلى الآن ما سرّ العمّة (ليديا) أيُّ ماضٍ خلف هذه الشخصية، ما هذا الإيمان الغريب؟!! تعلم جيدًا كيف تستطيع أن تروض الإماء” أو كما أطلقت بنفسها التسمية على العملية في هذه الحلقة “إعادة التأهيل”. (أوفريد) باتت تجيد جملتين أو ثلاث لا أكثر: (نعم سيدة (واترفورد))، (لا سيدة (واترفورد))، (شكرًا سيدة (واترفورد)). وماذا تريد الزوجات أكثر من ذلك من الإماء بالإضافة إلى أن تكون قادرة على أن تحمل بطفل سيدها.

june

إقرأ أيضًا: مسلسل The Handmaid’s Tale ديستوبيا تستحق المشاهدة

كل شيء يسير على ما يرام (أوفريد) لا تشتكي لا تتذمر، لا تفكر في التمرد إنها آية في الطاعة بقدر ما يروق الأمر لـ (سيرينا) فإن الأمر أثار بعض القلق لدى العمّة (ليديا) التي على ما يبدو أن (سيرينا) لا تعجبها كثيرًا، الجنين بخير لكن لا مزيد من التفاصيل ستحصل عليها (سيرينا) ربما لأنها أزعجت العمّة أو ربما لأن هذه الأمور تخص العمّات فقط، ليست فقط العمّة (ليديا) من أثار وضع (أوفريد) قلقها. (نيك) أيضًا الذي تملك الجرأة ليطلب من السيدة (واترفورد) أن تذهب بـ (أوفريد) إلى نوع آخر من الأطباء، هذه الجرأة التي لديه بسبب سرّه “الصغير” الذي بينه وبين (سيرينا) و(أوفريد). وبمناسبة الأسرار العمّة (ليديا) كانت تدخن ذات يوم. لا زلت بانتظار معرفة ماضي شخصيتها الفريدة.

 Ant Lydia

محاولات (سيرينا) للتقرب من (أوفريد) ليست نابعة من إحساسٍ بالذنب إنما ليسمع الجنين صوتها أكثر وربما خوفًا من أن تصل الأخبار بأنها تسيء للأَمَة، فيجب أن تبقى صورتها ملمعة لأن أصغر خطأ قد يؤدي لحرمانها من الطفل ومن أن يكون لها أَمَة مُجددًا، ومحاولةً منها لإزالة تهديد (نيك) تلقي على مسامع زوجها أن (نيك) يهتم لأمر (أوفريد) ليجري إتصالاته محاولًا ترقيته ونقله إلى العاصمة. (فريد واترفورد) على ما يبدو ليس محبوبًا كثيرًا في الإدارة السياسية لـ “جلعاد” في “بوسطن” ويسعى جاهدًا لتعزيز منصبه ومكانته ويبدو أن الأخطاء تلاحقه دومًا ويسعى لأن تكون خطواته مدروسة دون أخطاء أو مشاكل تحول دون طموحاته السياسية ولكي لا يكون (نيك) مشكلته القادمة يقوم بإتصالاته ليضع اسمه بين قائمة السائقين في العرس السياسي الجماعي.

“جلعاد” التي تصرّ حلقة تلو حلقة أن تكون كابوسًا قد يلاحق الكثير منّا، قدمت في هذه الحلقة مشهدًا قد يكون كابوسًا لكثيرٍ من الفتيات. فتيات صغيرات لم يصلن لسن الثامنة عشرة غالبًا يتم تزويجهن لسائقي القادة كهدية ومكافأة لتضحياتهم. فتيات لا يعلمن معنى الزواج لا يملكن حق الاختيار لا يعلمن أكثر من أن “الشهوة خطيئة”. (سيرينا) سعيدة بحل زوجها تخبر الطفلة بأنها يجب أن تكون زوجةً محبوبة وماهرة في سرير الزوجية لكي تتمكن من قلبه، وطبعًا سعيًا منها لإبعاده عن (أوفريد).

June

في خضم كل ما يحدث (أوفريد) مجرد مراقبة، طبقة الجليد التي تكسوها يبدو بركانًا أسفلها، تخفي نزيفها ربما أملًا منها أن تفقد الطفل، ربما أملًا منها أن تجعل الأمر ذنب آل (واترفورد) لا أحد يعلم ما الذي تخطط له، وما الذي ترسمه في بالها. إلى أن أصبح النزيف غير قابلًا للإخفاء لتسقط في الحديقة، لا تعلم إلى أين كانت ذاهبة وما الذي كانت تفعله، هل كانت تريد الانتحار “نزيفًا حتى الموت”؟. لتصحو وتجد نفسها في المشفى و(سيرينا) بجانبها، جندي خلف الزجاج يحرسها خوفًا من الهرب أو “الاختطاف”. وجنينها القوي يرسل لها رسالة إنه لا يريد الموت. (كاي) “لست مُلكًا لهم، ولا يملكون ما ستكونه في المستقبل”.

إقرأ أيضًا: مراجعة الحلقتين الأولى والثانية من الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale

Handmaids

مستعمرات الموت…

جميع الأسيرات لم يتم إرسالهن ليقضين عقوبة مؤقتة أو ليتعلمن من أخطائهن ويعدن بتوبة نصوحة، لا تم إرسالهن للمستعمرات “ليعملن حتى الموت” ستقوم “اللانساء” بتعبئة أكياس المواد الكيميائية كل يوم عشرة أكياس إلى أن يمتن هكذا “جلعاد” تستفيد منهن حتى آخر لحظة ومن ثم يأتي الموت لحظة لا تعود الأسيرة قادرة على العمل.
(جانين) تبدو مدركة للأمر لكنها تتقبله بعكس (إيميلي) التي أصبح حتى إيمان (جانين) وتقبلها للواقع يزعجها وكيف أن (جانين) تستطيع رؤية الأمل وأن الرب سينقذها مرة ثالثة وهي تدرك تمامًا أنها قادمة لمكان لتعمل وتموت به.

janin

كلمة أخيرة..

هذا المسلسل له جمهوره الخاص من الصعب جدًا أن ينال إعجاب الجميع. فهو قادر جدًا على التلاعب بالمشاعر والأحاسيس واستخرج أكثر الصرخات المكتومة بداخلك. بالإضافة لنقطة هامة هذا المسلسل لو صوّر صامتًا لوصلت كل رسائله.

تقييمي للحلقة الخامسة من الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale هو 9/10

 

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.