تلفازمراجعات

مراجعة الحلقتين الأولى والثانية من الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale

أعظم أفتتاحيات عام 2018

بقيتُ طوال اليوم أبحث عن مقدمة لأصف بها روعة ما شاهدت في أفتتاحية الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale وبنفس الوقت أجذب أنتباه القارئ ليكمل معي قراءة المقال ولا يغلق الصفحة بعد أول سطرين، ولم يحالفني الحظ ولم تسعفني مخيلتي لأصيغ هذه المقدمة بشكل جيد. إما لأنني لا زلت مصدومًا من جمال وقسوة ما شاهدت أو لأن أفكاري تحتاج لإنعاش حقيقي. لذا يا عزيزي القارئ أرجو أن تعتبر ما سبق مقدمة رائعة وتكمل معي المقال حتى النهاية.

The Handmaid's Tale

كانت التحديات كبيرة أمام صنّاع المسلسل، أن يقدموا موسمًا آخر ينافس الموسم الأول ولا يقل جمالًا عنه. وخصوصًا أن أحداث الموسم الأول أنتهت مع أحداث الرواية، بالتالي عليهم أن يكتبوا قصةً يستكملوا بها سير الأحداث بنفس الرتم وبنفس الأجواء وبنفس الكآبة وبنفس القسوة. وكل هذه التحديات يبدو أنهم نجحوا بتخطيها من خلال الحلقة الأفتتاحية التي ألحقوها بحلقة ثانية يستكملوا بها إرساء قواعد الموسم الثاني، ليتبقى لنا إحدى عشر حلقة نرى فيهم أين ستذهب الأمور في جلعاد.

اسمي جون أوزبورن .. أنا حرة

اسمحوا لي بأن أعرفكم بسيدة الشاشة في 2017 وسيدة الشاشة في 2018 نعم أيّها السادة إليزابيث موس التي قدمت أداءً للتاريخ في الموسم الأول، عادت لتقدم أداءً سنتذكره طويلًا، تألمنا معها شعرنا بالقلق بالتوتر بالضعف وبالقوة، في كل مشهد كانت تؤديه. ولن أستغرب إن أخذت الإيمي والغولدن غلوب هذا العام أيضًا (بحسب ما شاهدت لغاية الآن).

The Handmaid's Tale

جون (إليزابيث موس) التي يبدو أنها أصبحت حرة أخيرًا حريتها محدودة، الإماء اللواتي رفضن رجم “جانين” حتى الموت، يتم إقتلاعهن من بيوت أسيادهن، وأخذهم إلى ملعب مهجور فيما يبدو لإعدامهن، لكن الرحلة كانت مجرد تحذير مما هو قادم في حال تكرر الأمر، هذا المشهد مشهد العقوبة “النفسية” التي طال “جون” هي وجيش الإماء “مشهد من أروع مشاهد الشاشة الصغيرة على الإطلاق”، ليتم إعادتهن إلى المنزل الأحمر لاستكمال عوقبتهن وتلقينهن الدرس (بالحرية التي يجب عليهن أختيارها) لتُزف الأخبار إلى العمة “ليديا” بإن “أوفريد” حُبلى، ليتم استثناءها من العقوبة ولتشهد أيضًا تعذيب باقي زميلاتها بينما حملها يحميها من العقوبة.

The Handmaid's Tale

وفي المشفى وبينما يتلقى السيد والسيدة “واترفورد” تأكيد خبر الحمل، تأتي الأخبار لـ “جون” بأن طريق هربها يحمل علامةً حمراء، لتهرب مخاطِرة بكل شيء لتجري في الممر المظلم دون أن تدري هل تجري نحو الموت أو نحو الحرية، لتلقى “نيك” ينتظرها بالنهاية. حريتها ليست كاملة فلا زال عليها الإختباء لأن طريق الحرية مليئةٌ بالحرّاس. لنعيش معها تجربة العزلة والوحدة في مبنى صحيفة “بوسطن ويك” والإعدامات والمجزرة التي قامت بها قوات جلعاد لا زالت أثارها حاضرة، وليتخيل أيٌّ منكم كيف ستكون ردة فعله حين سيجلس بين رائحة الموت منتظرًا مصيره المجهول وحيدًا. كانت ردة فعل “جون” طبيعية وحقًا ما هو الطبيعي في هكذا أجواء؟. ربما مشاهدتها لمسلسل “فريندز” (وكأنه وحده قادر على تغيير مزاجها) منح البسمة لأول مرة على وجهها.

The Handmaid's Tale

طبعًا شاهدنا فلاش باك في هذا الموسم لماضي “جون” وزوجها وابنتها، أظهر لنا كيف بدأت تتحول “الولايات المتحدة الأميركية” إلى “جلعاد”، كيف تعاملت الممرضة أو مُدرِّسة ابنتها “هانا” مع “جون”، وكأنها تحتاج سببًا لتأخذ منها ابنتها وأن مرض ابنتها بسبب إهمالها الذي يعود لكونها امرأة عاملة، لإيصال رسالة بإن هذه العقليات هي كانت الحاضن الأساسي لجلعاد، هؤلاء هم أنصار “جلعاد”.

إقرأ أيضًا: مسلسل The Handmaid’s Tale ديستوبيا تستحق المشاهدة

إيميلي .. إذا رأيت نيوب الليث بارزةٌ… فلا تظنن أن الليث يبتسمُ

(أليكسس بليدل) التي فازت العام الماضي بجائزة الإيمي عن مشاركتها في المسلسل، حضورها هذا الموسم يبدو بأنه سيكون أكبر من العام الماضي، حيث يبدو أن الأحداث ستجري على ثلاث محاور محور “جون” وهربها، محور “إيميلي” و”جانين” في المستعمرات، محور آل “واترفورد”. وفي محور “إيميلي” تعرفنا أخيرًا على مستعمرات الموت شاهدنا “إيميلي” الأستاذة الجامعية في العلوم، تعرفنا على ماضيها وأيضًا تعرفنا أكثر عن كيفية تحول “الولايات المتحدة الأميركية” إلى “جلعاد” عن طريق فلاش باك عرّفنا على ماضي “إيميلي”، وبنفس الوقت شاهدنا “إيميلي” الطيبة التي تساعد زميلاتها الأسيرات كيف تعاملت مع إحدى سيدات “جلعاد” التي قادها الجنس لإبى المستعمرات، وإنتقام “إيميلي” منها وجملتها الشهيرة “..ستحترقين في الجحيم للأبد، ..في كل شهر، أمسكتِ بامرأة بينما يقوم زوجكِ بإغتصابها. بعض الأمور لا يُغفر لها.“.

The Handmaid's Tale

“جانين” وصلت إلى المستعمرات، وكما قلت سابقًا يبدو أن محور المستعمرات سيكون محور رئيسي في هذا الموسم.

محاور أُخرى…

  • آل “واترفورد” ذهبت من بين أيديهم “أوفريد”، أعتقد بأننا سنرى أصابع السلطة ربما تتوجه بالإتهام لآل “واترفورد”، عن سبب هربها.
  • الخادمة “ريتا” بنهاية الموسم الأول أرشدتها “جون” إلى الرسائل، لم نرى بعد منعكسات هذا الأمر، وبالتالي لم نعرف توجه “ريتا” الحقيقي وهذا ما أعتقد بأننا سنراه في الحلقات القادمة.
  • “مويرا” و”لوك” أيضًا لم يظهرا بعد، ربما لأن حضورهم سيكون قليل هذا الموسم.
  • بقية الإماء ماذا سيكون مصيرهن؟. ماذا سيحدث بعد هرب “جون”؟. هل ستظهر حركات عصيان أكثر؟.
  • العمة “ليديا” أتوقع بأننا سنتعرف أيضًا عبر فلاش باك على ماضيها، وأي الأقدار ساقتها لتكون ما هي عليه الآن.

The Handmaid's Tale

 

كلمة أخيرة..

بالنهاية هناك أمور كثيرة، مهما تكلمت عنها لن يستطيع الكلام أن يصفها، ولعل أبرزها مشاهد وطريقة التصوير والموسيقى التصويرية والأداء العالي لإليزابيث موس تحديدًا وباقي نجوم العمل بشكل عام. لذا عزيزي القارئ إن كنت وصلت إلى هذا النقطة معي أحب أن أشكرك جدًا لصبرك، وأتمنى أن تضيف لنا رأيك في التعليقات.

تقييمي لأفتتاحية الموسم الثاني من The Handmaid’s Tale بكل تأكيد 10/10

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.