تلفازمراجعات

مراجعة الموسم الثالث من مسلسل Stranger Things 

بقلم: نواف النميس

مراجعة الموسم الثالث من مسلسل Stranger Things

“تحذير المقال قد يحوي على حرق لأحداث الموسم الثالث، فوجب التنويه”

 

في مُعظم الأحيان الأعمال التي تندرج حول منظور (الخيال) سواء كان علمي أو حُرْ تُجسّد مُخيّلة كاتب استطاع ان يخلق قصّة عميقة بركائزها، وبذلك على مرّ التاريخ تكون الأعمال الخيالية هي نُقطة فارقة لأي مُخرج أو كاتب، لأنه يفصل المُشاهد عن جميع ما سبق وشهده من واقع مُتفصّل بزوايا نظر مُختلفة من مُخرج الى آخر.

 

خطوط الأحداث و الزمن:

© Netflix

خُطوط الأحداث والخطوط الزمنية اتّسمت بهذا الموسم بالنمطية والتعدد، وقد كانت هذه النُقطة من إيجابيات الموسم، كما شاهدتم فقد رأينا ثُنائيات كثيرة وبها تعددت الخطوط الزمنية، ما جعلها من إيجابيات الموسم فقد خلقت لنا سيناريو ملحمي، كُل مجموعة كانت تواجه الخطر بشكل منفرد، تواجه الرُعب الحقيقي فمصير البشرية بأيديهم هذا ما جعلنا نشعُر بالخوف والرُعب الحقيقي من خلال منظور شخصيّاتنا المُفضلة، بجعل مصير البشرية على المحك وهم طوق النجاة الوحيد، مما شدّ انتباهنا  على كُل شاردة وواردة لعموم المجموعة حلقة بعد حلقة.

اللقطات التصويرية و الموسيقية:

© Netflix

كُل لقطة كُل بداية مشهد في الموسم كانت مدروسة بعناية على صعيد السينماتوغرافي، حقًا كان التعامل مع الكاميرة في هذا الموسم مُميّز وكما اعتدنا من مسلسل (أشياء غريبة) بألوانه المُبهجة فقد كانت لقطات السوق التجاري ومعركة “ستاركورت” أشبه بلوحة فنّية اعتمدت الألوان الظلامية في بعض مشاهدها، الموسيقى والأغاني المُختارة بدورها خلقت تجانس جميل ولطيف نوعًا ما مع زوايا التصوير المدروسة بعناية.

 

العالم الموازي:

© Netflix

الخط الزمني لـ (سالخ العقول) اقلّ مايُمكن القول عنه مُبهر، مع نهاية الموسم الثاني رأينا مكان (الرأس على عقب) عالم كامل مليء بالكائنات مجهولة المعايير والخواص لم نكن نعرف ان هُناك وحوش اُخرى جاهزة للقضاء على البشرية غير (الديموغورغون).

ولكن مع مطلع الموسم الثالث رأينا بناء لوحش (سالخ العقول) بناء مُرتب وتدريجي، فقد بدأ بالجرذان لينتهي الأمر به إلى تجنيد “بيلي”، و”بيلي” بدوره كوّن هذا الجيش من البشر المُنصهرين شيئًا فشيئًا.

الرُعب لم يكُن في مواجهة شخصياتنا للخطر الحقيقي فقط، بل كان يكمُن في ذكاء (سالخ العقول)، لم يختر “بيلي” من فراغ بل ليوقع بالمجموعة بنُقطة ضعف (ماكس)، فقد جعلهم في حيرة من أمرهم. هل يتخلصون منه ويُنقذون “بيلي” من سيطرة (سالخ العقول) عليه؟ أم يُدمرون جميع من وصل إليهم الوحش؟ بذلك رأينا تجربتهم للحمام الساخن لانهم كانوا عاجزين أن يقضوا عليه ويقضوا على جميع ماتبقّى لـ (ماكس) من عواطف عائلية! تفوّق عليهم الوحش بخُطوة باختياراته وقراراته طيلة الموسم .

اُسلوب مُتماسك:

© Netflix

لقد أثار استغرابي الانتقادات حول المعركة في مركز “ستاركورت” التجاري، منذ الموسم الاول ونحن نفهم اُسلوب المُسلسل والشخصيات، لذا حين تمت مواجهة الاعداء بألعاب نارية، فقد كان أمرً مُتقنًا حقًا، فقد تمسّكوا بأُسلوب المُسلسل المُعتاد في ظلّ خلق معركة ملحمية بكثرةالشخصيات المُحيطة حول الوحش، إضافة إلى أن الأطفال فِكرهم إبداعي ويريدون أن يقضوا على العدو مهما كانت الأساليب، تتخللها بعض الطفولية إلا ان هدفهم واضح ويريدون التخلّص منه بكُل ما لديهم، ولا أعتقد أن هُناك طريقة أفضل من الذي رأيناه لانهاء الموسم.

 

رتم الأحداث:

© Netflix

من بداية الحلقات حتى الأخيرة الرتم لم يكُن تصاعدي بل كان ثابت. أي أنه لا يبني الأحداث ويحتفظ بالبناء، فقد كان ييني لمعركة “ستاركورت” وأحداث الحلقة الأخيرة دون أن نشعُر، كيف؟

جعلنا لا نشعُر بالملل حينما كان يبني الأحداث بالقصص الجانبية و الأحداث الطريفة بين “جيم” و”جويس” وفي السوق التجاري بين “ستيڤ” و”روبن” وغيرها لذلك لم نفقد انتباهنا ولا مُتعتنا أثناء المُشاهدة بالسيناريو المُتماسك والربط الرائع بين الأحداث. مثل ما حدث في أُغنية “سوزي” و “داستي بان”.

 

الروابط المتينة بين الشخصيات:

© Netflix

جميع مشاهد “بيلي” التي جمعته بـ “إيليڤن” في الحلقة الختاميّة كانت شاعِرية وكانت بُعد جديد في قوّة “إيل”!! من قُبيل الموسم الثالث لم نراها قادرة على الغوص في ذكريات أحدهم باختيارها. ولكن هذا التطوّر والذي اعتبره نوعًا ما مُبهم قليلًا بالنسبة إلي، إلا أنه كان من أهم العوامل لتضحية “بيلي” الشاعِرية. بالحديث عن الشاعِرية في ظلّ تزاحم مُحاولات النجاة وغريزة الإنسان بالبقاء والسقطات والعثرات التي تتعرض لها المجموعة، إلا أن هُناك بين كُل شخصيتين على الأكثر مشاعر مدفونة وحب متروك رهن القدر. خلق العلاقات الرومانسية كان أشبه بتحدّي، بالنظر إلى عدم وجود مساحة كافيه لتسلسل الأحداث بطرحها إلا أنها ظهرت لنا بشكل ممتاز ومُرتبط بالمواسم السابقة بشكل جميل.

 

السلبيات:

© Netflix

المشاهد الكوميدية قد كانت في النصف الثاني من الموسم بتسلسل غير مُرتب نوعًا ما، بل لم يكُن لها داعي في المقام الأول لأنها جعلتنا مُشوشين نوعًا ما، بسبب الحبكة الدرامية التي تداخلت معها، أيضًا قُدرة “إيليڤن” التي استطاعت من خلالها الدخول في ذكريات “بيلي” لم تكُن واضحة ٪؜١٠٠.

كانت هُناك أسئلة كثيرة لم يُجيبوا عنها، مثل هل يجب أن لا تسقط حين تربط عصابة عينها وإلّا ستغوص في ذكريات الشخص المُقابل أمامها؟ وإن كان الجواب نعم لماذا لم تسقُط؟ لماذا “بيلي” هو من اسقطها وهي لم تحسب حساب فعلته هذه؟ بالإضافة إلى أن حدث موت شخصية “جيم هوبر” وكأنه شخصيّة ثانوية لم يوفقوا به إذ أن طريقة الوفاة كانت مُتوقعة وكنا ننتظر من “جويس” الكثير نحو “جيم” باستثناء أن تسحب المفتاح وتُغلق البوابة.

 

الحُقبة الزمنية:

© Netflix

كما نعلم أن الحُقبة الزمنية للمُسلسل لم يتم اختيارها لجمال الوقت والأزياء و التطور المحدود آنذاك، بل كانت لِسبب بِخلاف ما ذُكِر سابقًا، (الحرب الباردة بين روسيا و أمريكا) فكرة تواجد الجنود الروس تحت مركز “ستاركورت” التجاري وسّعت مدار القصّة وخلقت لها أبعادجديدة. فحسب ما رأينا في آخر مشهد انهم يحتجزون بحوزتهم (الديموغورغون) لتعذيب المُجرمين إعدامهم. ولكن شكل (الديموغورغون) كان مُشابه لشكله في الموسم الاول، على هيئة بشري ولكن برأس وحش مما يدفعني الى إعتقاد الآتي…

خِتامًا من إعتقادي و تخميني الشخصي أن الروس فتحوا بوابات جديدة من العالم الموازي واحتجزوا (ديموغورغون) لأسباب اجهلها ولكن أظُن أن الموسم القادم و ربما الأخير _بالرغم من ان انتهاء المُسلسل على ثلاث مواسم سيكون مُرضي على جميع الأصعدة_ ولكن مثلما اعتقدنا تعمّقوا واثبتوا أن بالإمكان تفصيل القصة أكثر وطرح أسئلة و أبعاد جديدة يترتب عليها سيناريو مُحترم وهذا بالضبط مايحعلنا ننتظر كل موسم بلهفة وحماس مُفعم.”

عمومًا كان موسم ممتاز لم يخيب توقّعاتنا، أو توقعي على الأقل بحقه، وعِشنا مع حلقاته وخضنا من خلالها العديد من المشاعر حزينة كانت أم سعيدة فقد توفقت (نيتفلكس) _ كما يحدث في أحيانٍ قليلة _ بهذا العمل الرائع.

 

بقلم: نواف النميس

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.