تلفازمراجعات

مراجعة مسلسل Legion الموسم الثالث الحلقة الأولى

كل الماضي هو مستقبل

 

 

 

 

أهلًا وسهلًا بكم مجددًا في تغطية الموقع للموسم الثالث والأخير للمسلسل، وأهلا بكم في افتتاحية الموسم الأخير من جوهرة مكنونة تتمتع بنضارة تقديمية ليست متواجدة في الكثير من العروض. مازال العرض آسرًا بصريًا كما كان. بدأ في رحلته الغريبة التي نرى بها خنزيرًا يستهلك من قبل بعض المدمنين على السلام والحب، وزهرة زرقاء لديها شفتين، وكوبًا يدور في الفراغ متحديًا الجاذبية ولكنه يخسر أمامها. قدم العرض ألوانٌ زاخرة، وأشكالٌ مبهرة، وإطاراتٌ بارعة، وكل هذا بيَّن لنا بأن هناك معانٍ أعمق تربط القصة والسرد وعيون المشاهد على كل إطار يراه فهذه مكافأة العرض لنا. حافظ على هذا الأمر في بداية الموسم، وجعل من موسيقاه شيء تبحث عنه بعد إغلاقك للحلقة، وجعل من ألوانه رمزياتٌ لشيءٍ ما.

ديفيد شخصيته جذابة من البداية وخضنا معه جنونًا لن ننساه وهذا ما جذبنا له أصبح الآن محبوبًا من قبل المتابع وحتى ونحن نعلم بأنه مصيره في النهاية تدمير العالم (على كلام أوليفر وزوجته في المشهد الذي عرض الموسم السابق) ولهذا بعد أن أنتهى الموسم الماضي ببلوغ ديفيد لمكان لا يريده، لكن أُرغم على ذلك من قِبل حبيبته وأصدقاؤه وتركوه للضياع والوحدة  وهذا ما جعله يقدم على احتضان ماهيته التي كان أمال فاروق يذكره دائمًا بها (آلهة) هي نهاية مأساوية لسرد كافح للحفاظ على زخمه. صنع لنفسه طائفة ليشعر بحبهم له وأن يكون محاط بحيز يحبه أو بمعنًى آخر أناس يجعلهم ضبابيون بذلك المشروب الأزرق (الذي يعبر عن السلام) الذي ينتجه لهم من قبل خنزير عملاق ليتغذى هو بحبهم ويكون بمثابة إله لهم فهو يصنع لهم الحب ويصنع لهم السلام وهذا كل ما يبتغيه الشخص من إلههُ. أُعيد معيار مهم من الموسم الأول مشاكل ديفيد العقلية كانت واضحة في هذه الحلقة ورأيناه يتعامل معها في نهاية الموسم الثاني بعدما كانت خفية ونسمع فقط أصواتًا ولكن هذا الموسم سيجد ديفيد نفسه يصارع الوقت ويصارع عقله مع الوقت. بداية قوية لموسم أخير.

هالوي يقدر تقديم الشخصيات فرأيناه في هذه الحلقة يقدم لنا شخصية قد تنقذ هذا الموسم وتجعل سرده مهتم بثيم الوقت بعد أن كان بالموسم السابق يهتم بالوهم (أشكر جون هام على مساعدته سابقًا بدروسه الفلسفية) كمثل الموسم السابق فنحن الآن نخوض في مفهوم السفر عبر الزمن وهناك من يعلمنا الكثير عن كيف أن نتقن السفر عبر الزمن جيدًا. نقلت الشخصية بمنظورها الخاص أحداث الحلقة  للمتابع. رأينا قوتها وكيف أن حياتها وحيدة كمثل وحدة ديفيد وأنها حتى ببعض الأوقات تمثل بأنها روبوت من حالة الخواء التي فيها، وهذا يرينا كيف أن هناك شخص مسيطر عليها ويأمرها وأعتقد بأنه والدها. نجد بأن والدها بعيد عاطفيًا عنها ويهتم بالروبوتات أكثر من ابنته. منظورها كان مخيف ألوان بهاتة تحيطها ما عدى ما تلبسه وهذا يدل على أنها منعزلة عن عالمها. هذا جعلها تطارد الإثارة وتذهب بمغامرة لتستفيد من قواها. يصل بها الأمر لمشهد الموسيقى الرائعة (حتى الآن أعدت المشهد أكثر من خمس مرات. عدد قليل وسيزيد مستقبلًا) طبعًا تلك الرحلة  كانت رمزية لخروجها من العالم الحقيقي ودخولها لعالم مختلف (عالم الضبابيون). طبعًا المشهد كمثل أكثر عروض الأغاني يعبر عن حالة عقلية لا أكثر وهنا كانت رمزية لشيء بالعرض فالأنبوب رمزية لدخولها عالم ديفيد وقد تكون رمزية لخروجها من حياتها المملة ودخولها عالم مثير. يستمر العرض بجعل سويتش ترى مدى غرابة ما همَّت بالقدوم له وتجعلنا نرى قوتها في مشهد تقدم الوقت بالساعة على الحائط. تأتي الملكة وملكة الفطور (بعد أن كانت ملكة لأحد أنواع الأكل -الكورنفليك-  في الموسم السابق. فهذا الموسم تم ترقيتها فهي الأن ملكة جميع الفطور) تحقق ليني مع سويتش قليلًا، ونعلم من يستهدفهم ديفيد؛ وهم الذين يعانون مع أهلهم وهؤلاء سهل أن يستهدفوا. بعد ذلك تصرح ليني بأنها تحب النساء، وهذا كله راجع لفتاة السمكة الذهبية أو العذراء الحامل. تطلب سويتش مقابلة ديفيد. يخبرها ديفيد بأن أحد قواعد الدخول أن لا تكون بينهم أسرار فنحن نعلم بأن الثقة هي ما جعلت حالته تصل إلى هنا. وضح عدم وجود أسرار بقراءة عقلها وتكوين غرفتها بتفاصيلها وبذات الوقت قام بجعلها تعلم عن أسراره وحكى لها قصة الطفيلي. يبدأ في هذا الوقت ذلك المشهد الذي يتكرر في الحلقة وهو قتل ديفيد من قبل سيد ولكن دائمًا يحول الأمر دون تنفيذه بسبب سويتش بعودتها بالوقت. في لحظة من رجوع سويتش بالوقت يلحق بها أمال فاروق ويقدم لها عرض بأن تكون بفريق القسم الثالث أو بفريقه إن صح التعبير. ترفض عرضه بجملتين أن السبب بسيط فديفيد رجل وأمال فاروق روبوت. ماذا تقصد بروبوت؟ لابد بأن قصة ديفيد التي حكاها لسويتش قد جعلتها تقارن حياته بحياتها فهي الأن تدرك أن ديفيد لم يكن يعيش بحريته فهناك من يتحكم به لمدة 33 سنة وهذا ما جعلها تقول للمستبد أمال فاروق بأنه روبوت.

هامش:

لا أعلم ما يجعل سيد غاضبة كل هذا الغضب على ديفيد فإن كان بسبب تحايل ديفيد على عقلها ليغتصبها فهذا الأمر أعتبره شائك. رأينا في الموسم السابق كيف أن سيد استفادت من جسد أمها. رأينا ما فعلته لصديق أمها فهي اغتصبت جسد أمها لتجرب شعور أن يلمسها أحد واغتصبت صديقها، لتعرف شعور من يمارس الجنس فهذا بذاته اغتصاب مهما كان نوعه فتوليد غضبها قادم من شيء هي فعلته. برأيي أن هذا الأمر لا حرفية فيه لعرض كهذا فاهتمام الكاتب بالمرض العقلي كان ممتاز جدًا ولكن تدخله في أمر الاغتصاب وتمدده ليكون محفز وسبب قوي لسيد يجعل من الأمر أكثر سوءًا. لا أقول أن الموضوع مر بدون أن تصل المشاعر للمشاهد ولكن تناول الموضوع من مشاهد لآخر يختلف فحتى إن نجح إسقاط الموضوع فليس هناك اهتمام لشيء أرى به قليل من التناقض وصراحة لا أفهم لماذا يتم تصوير سيد بأنها الضحية في قصتها. هل حبس ديفيد كان لقرار سليم؟ لم يكن قرار القسم الثالث خاطئ في حبس ديفيد فالاغتصاب سلط الضوء على حقيقة مرعبة بأن ديفيد شخص خطير بشكل كبير على الكل فاستخدامه لقوته على عقل سيد جعل منه شخص يستخدم القوة لفعل ما يريده فهنا الثقة أُزيلت وكان رده عندما كان الكل يهتم به وسيعالجونه أنه رفض القبول بالمسؤولية وألقى اللوم على الأخرين وهذا السبب الذي أدى لظهور عنفوانه وتمرده. طبعًا هذا الكلام لا يؤيد القسم الثالث بقبول أمال فاروق وكما نعلم أن أمال سبب في تمرد ديفيد. وأيضًا لا يؤيد غضب سيد وسعيها للانتقام من ديفيد.

لماذا خنزير بالنسبة لي (لا أهتم) ولكن هالوي دائمًا يجد شيء غريب يقدمه. فنحن لا نعرف شيء عن كيف لشخص لديه قوى تماثل قوى إله أن يقوم بصنع مخدر ما لزمرته ولهذا الخنزير مجرد مكمل لهذا المشروب ليخرج بحلة تجعل المشروب يمتزج بشيء غريب وهو الخنزير والعملية التي تحدث بداخله.

تبدأ الحلقة بجملة غريبة كمثل الموسم السابق عندما كان يقول جون هام (في الحلقة السابقة) ولكن بجمل مختلفة ولكن هذه المرة يبدأ الحلقة بجملة الرجاء البقاء متأهبين ثم بعدها جملة وقت النوم. هذا لا يؤثر على سرد الحلقة  بالحقيقة ولكن هو يجعلك متأهب بأنك أمام رحلة مليئة بالهلوسة والأحلام فكن حالمًا حتى وإن كنت متأهبًا. فما ستشاهده يعد كحلم يعاد ويكرر وحتى حركات سويتش عندما كانت تحرك سنها يجعلك تتوقع بأنها بحلم وتتأكد بأنها تشعر.

المنشورات التي رأيناها في البداية كانت ترمز للقسم الثالث رجل السلة وأيضا رجل الشارب الذي يقصد به فيرمليون وليس بتوموني. هناك شيء آخر في المنشورات وهو رمزيات للبقرة التي ظهرت بالقسم سابقًا لو قرأتم المنشور جيدًا ستظهر لكم كلمات مثل حليب وأجبان وهذه كلها منتجات من البقر. لا أعتقد بأن ظهور البقرة سابقًا كان بسبب أن يجعل مغزاها مجرد سطور في منشور لن ينتبه له أحد.

يجسد بأنه رجل جيد بعد أن هرب من الواجب ولكن ذلك الشعور الغائر مازال موجود في عقله شعوره بالذنب ولكن بما أنه موهم نفسه بأنه يستحق الحب وأنه جيد فكل ما يفعله هو صنع السعادة للأخرين ليجعلهم يحبوه ويعيش حياة خالية من أي سر أو حياة بها نضال خفي.

أستشيط غضبًا عندما أرى تجول أمال فاروق في القسم الثالث بعد أن رأينا بأنه هو من فعل بديفيد كل هذا فجعل من وضعه عكسي فبعد أن كان مقبوضًا عليه أصبح الآمر الناهي. يتجول بالطائرة، يذهب معهم بمهمات، ويقدم نصائح. وبعد هذا كله لا يريد أن يقتل ديفيد. هل الـ33 سنة أثرت به أو أنه يرَ به الند ولهذا لا يريد قتله.

تم سد الفجوة التي حصلت بنهاية الموسم الثاني الذي كان بها تحول غير متوقع ومخيف للأحداث وهذا ما جعل هالوي يتجه لاتجاه جديد يزخر بهيكلة مشابهة بالموسم الأول. تم رسم مسار مليء بالإدراك والاستيعاب موصول بمنظور آخر بطريقة تقديمية لقوى جديدة تبحث عن شيء مثير لتخوض فيه وهذا ما جعل الحلقة تقدم تعريف للفكرة المهمة لهذا الموسم وهو الزمن.

دروس سويتش كانت مهمة لها وللمشاهد وكانت أيضًأ طريقة جميلة بتغيير عنصر كان مهم بالموسم السابق بعنصر مشابه له.

الكوب وتحديه للجاذبية أعتقد أن التأثير كان من قوى ديفيد التي كانت في الكوب فالسائل الذي خرج من الزهرة مصدره من ديفيد ونعلم بأن ديفيد بإمكانه أن يطفو متحديًا الجاذبية ولهذا الكوب حاول ولكنه كسر، قد تكون قوى ديفيد هي المؤثر. أو من الممكن بأنه يرمز إلى سخافة الواقع.

ماهي قصة سن سويتش؟ اقرب شيء فكرت به هو هامش الخطأ وذكر هذا بالدروس أن يكون هناك هامش خطأ، فكل عودة بالوقت قد تخسر شيء من جسدها نظرًا للتأثير الذي سيتركه تغيير المستقبل فبعد مرتين سقط السن. أو هي تتأكد بأنها باقية في الواقع.

شارة البداية في النهاية، هذا يجعلنا مترقبين للبداية الفعلية للموسم فتعتبر هذه الحلقة مجرد تعريف بالشخصية، ولهذا وضع الشارة في النهاية. أيضًا المشهد الذي بعد الشارة يدل على الكلام التي قالته سويتش بأنها بعض الأوقات تمثل بأنها روبوت.

هل كل ما حدث في ذهن ديفيد أم مكان حقيقي؟ ما حدث في مكان حقيقي ولكن الشخصيات قد تكون في ذهن ديفيد. بقوة كمثل قوة ديفيد، يعتبر عقله هو الواقع إن كان يريد هذا، من يهتم بمكان الحدوث فإن تساءلنا عن كل شيء، وأين مكان الحدوث، لن نجد متعة بالمشاهدة. قد تكون سويتش مجرد شخصية في رأس ديفيد، وقد لا تكون ببساطة.

في المشهد الموسيقي تم تغيير سماعة سويتش من لون (زهري) البراءة إلى لون (أبيض) القبول. الباص الأصفر محاطًا باللون الأحمر وكأن الباص بمثابة الخطر وديفيد وجماعته الباص الأصفر، كان هذا اسقاط على أن القسم الثالث يبحث عن ديفيد من كل حدبٍ وصوب.

عدم إزعاج الشيطان قد تكون نقطة مهمة لاحقًا. أسلوب ولهجة وديكورات تم تسخيرها لجعل هذه الحلقة أكثر بهاءً. آمل أن يكون لشخصية ليني دورًا أكبر بالحلقات القادمة فنحن نحب رؤيتها كثيرًا.

عدت من جديد لتغطية هذا المسلسل المبهر. أرجو أن تكون المراجعة قد أفادتكم ولو بالشيء القليل. إن كان لديك أي سؤال كل ما عليك أن تضعه في صندوق الردود. وفي الأخير لن يكون هناك مللًا متواجد في مسلسل ملهم كالفيلق.

وثق المسلسل جموحه البصري فهو السابق إلى الجمال الآسر والمحدث لسطاعته وإبهاره. تمكن من تعديل القصة لجعلها ترضي من لم تعجبه نهاية الموسم السابق ليجعل القصة ذات مسار سردي واضح وصلب ومتسق لا عبث ولا هزل به (أوضح للفيلق فقط) فمن يهزل مع الوقت سيجد شيطانٌ رادع فالوقت ليس كالنهر (أي أنه لا يتدفق)، إنما كغابة مليئة بالوحوش فالنمط السلوكي المستقر الهادئ قد يهد ويطمس بأي لحظة.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.