أفلاممراجعات

مراجعة بدون حرق لفيلم | Aquaman .. ملك البحار وصديق اليابسة

 

بدأ قبل شهر عرض فيلم Aquaman والذي يعد أحد أكثر الأفلام انتظاراً في الموسم السينمائي الحالي، يأتي الفيلم في المرتبة السادسة ضمن تسلسل أفلام عالم دي سي السينمائي الممتد DC Extended Universe والتي تشمل حتى الآن “Man of Steel، Batman v Superman، Suicide Squad، Wonder Woman، Justice League ‘‘

خرج المخرج جيمس وان من دائرة أفلام الرعب التي قدمها في السنوات الأخيرة ومنها “Insidious وThe Conjuring وsaw”، ليتولى إخراج أول أفلامه عن الأبطال الخارقين خلال مسيرته الإخراجية في الفيلم المأخوذ عن القصص المصورة دي سي “أكوامان – الرجل المائي”، الذي يعرض حالياً في صالات العرض العالمية، وتدور قصته حول البطل الخارق “آرثر – أكوامان” الملقب بـ “ملك البحار وصديق اليابسة” وهو “هجين” نصف آدمي والنصف الآخر أطلنطي.
الفيلم قصة جيوف جونز وسيناريو وحوار ويل بيال، وشارك في بطولته كل من جايسون مومو في دور “آرثر- أكوامان” وآمبر هيرد في شخصية “ميرا” ونيكول كيدمان في دور “الملكة أتلانتا” وباتريك ويلسون في دور “أورم– سيد المحيط” ودولف لاندجرين في شخصية “الملك نيروس” ووليام دافو في دور “نيوديس فولكو” ويحيى عبد المتين في دور “
بلاك مانتا”

‏وصل أخيراً بعد طول انتظار .. العمل السينمائي الذي حمل ورائه الكثير من الأمل من طرف المشاهدين ليشفي غليلهم بعدما خيبت التوقعات العديد من المجزوءات السابقة في هذا العالم السينمائي لكن هل فعلا كان هذا الفيلم عند حسن الظن؟ هل فعلا سيرسم ملامحاً جديدة لعالم دي سي المُتخبط؟ خصوصا وأن ورائه مخرج مبدع، ممثلين ممتازين…!

دعنا نمشي معاً بروية ونتحدث عن الفيلم من وجهة نظر محايدة، لأنه فعلاً هناك الكثير يجب الحديث عنه قبل أن نقرر إن كان Aquaman عمل سينمائي جيد وإنه استحق كل هذه الإيرادات اللتي جعلته ثاني أكثر إيرادات في تاريخ DC حتى اللحظة.

‏بعد أحداث فيلم Justice League واتحاده مع أصدقائه الخارقين في ما سُمي بفرقة العدالة، لكن لن تلمح أياً منهم إطلاقاً في هذا الفيلم. وتجري الأحداث حول البطل الخارق آرثر كوري (من بطولة جايسون موموا) الذي يكتشف أنه الوريث الشرعي لمملكة أطلنتيس المزدهرة بالحياة والمتطورة جدا في شتى المجالات التي تقبع تحت البحار، والذي سيتوجب عليه حمايتها كبطل وليس كملك متسلط فارضاً قوته على شعبه، الفيلم يفتتح لنا بالحديث عن أصل هذا البطل الخارق وكيف جاء إلى الوجود كباقي الأبطال الخارقين في هذا العالم السينمائي، لينتقل بعد ذلك في تسلسل غير ممل للأحداث ويحط بنا في الزمن الحاضر، في زمن أكوامان.

‏قليلة، وأن تجد إصدارات جديدة تُغير الوضع وتضخ الأمل فيه أصبح مثل إيجاد قطرة ماء في صحراء قاحلة. فيلم أكوامان يأتي في الوسط، ليس بالمذهل وليس بالسيء، إذ يبقى ممتع بشكل كبير وستقضي معه وقت رائع جدا بفضل شخصياته الممتعة وألوانه البراقة وطريقة تصويره الجميلة، لكنه ليس بالعمل الذي سيكون علامة فارقة في السلسلة، وهذا راجع لعدة عوامل أطاحت بجودة الفيلم بعض الشيء.

 

فيلم Justice League .. التخبط في أوضح صوره

كان سيناريو فيلم  Aquaman مطالباً في نصفه الأول بتحقيق عدد كبير من الأهداف، في مقدمتها استعراض أجواء العالم التي تدور به الأحداث ومدى تأثره بإختفاء ملكة اطلانتيس، والتعريف بالشخصيات -خاصة الجديدة- وإظهار جزء من الجانب النفسي لفريق الأبطال وإيضاح الدوافع على جانب الشر، بالإضافة إلى دفع الأحداث باتجاه نقطة التحول الأولى والأهم.

نجح السيناريو في تحقيق جميع الأهداف المطلوبة منه في تلك المرحلة دون أن يًُثقل الأحداث بما لا تتحمله ولا تتسع له، بل تمكن ببراعة من الربط بين الماضي والحاضر أو بمعنى أدق بين الخطوط الدرامية الفرعية المتعددة متمثلة في شخصيات الفيلم المتفرقة وبين الخط الرئيسي المتمثل في الخطر القادم والدمار الوشيك، مما جعل وتيرة الأحداث في تصاعد مستمر محافظاً على إيقاع الفيلم بعيداً عن التباطؤ الرتيب أو التسارع المُربك، كذلك اهتم السيناريو -في النصف الأول- بإيجاد دوافع مقنعة وتبريرات منطقية لتحول مواقف الشخصيات الرئيسية وقبولهم لفكرة التحالف تحت راية واحدة، متغلباً بذلك على المشكلة الأكبر في أفلام DC الجماعية السابقة Batman v Superman: Dawn of Justice و Suicide Squad.

لكن ابتداءً من النصف الثاني للفيلم تغيرت الأوضاع بصورة كبيرة ومفاجئة، وللأسف كان تغيراً للأسوأ؛ حيث اختل إيقاع السرد وتسارع بصورة مفاجئة ومُربكة، حتى أن السيناريو في تلك المرحلة لم يهتم بالتمهيد بصورة كافية لبعض الأحداث بالغة الأهمية، كما أن التحولات في مواقف الشخصيات كانت سريعة ومفتقدة لما يدعمها من تبريرات.

إقرأ أيضًا: مراجعة بدون حرق لتحفة نيتفلكس | ‏The Haunting Of Hell House

 

الكوميديا سلاحاً ذو حدين!

عاب النقاد على مجموع أفلام عالمي دي سي السينمائي استغراقها في السوداوية، وخلو محتواها تقريباً من عنصر الكوميديا، وقد كان واضحاً من الإعلان الأول لفيلم  Aquaman أن تلك السمة المميزة لأفلام DC لا تنطبق عليه.

يحمل فيلم  Aquaman قدراً كبيراً من الكوميديا والمرح، وكان ذلك واضحاً منذ دقائق الفيلم الأولى وكانت الكوميديا هنا موفقة تماماً وموظفة بشكل سليم، حيث أن الضحكة تنبع من الجدية الشديدة، وكثيراً ما كان يتم الاعتماد على الموقف في خلقها.

لكن ذلك التميز هو الآخر انقلب للعكس مع بداية النصف الثاني من الفيلم، حيث تم الإفراط في الكوميديا والمبالغة بها لدرجة كانت في بعض الأحيان لا تتماشى مع طبيعة المشهد، وتحولت من أداة لكسر حِدة الأحداث إلى أداة لكسر الأحداث نفسها وإخراجها عن سياقها المفترض، حتى أن الفيلم تحول في بعض اللحظات من فيلم إثارة وتشويق في المقام الأول إلى مجرد فيلماً كوميدياً، هذا بخلاف أنها في الفصل الأخير أصبحت مفتعلة بصورة كبيرة.

 

الوفاء والأمل والبحث عن الذات

“الوفاء.. الأمل.. اكتشاف الذات الحقيقية”.. تلك هي مجموعة القيم التي يتمحور حولها فيلم  Aquaman والرسالة التي يحملها، والتي تم تقديمها على مدار ساعتين بالعديد من الأشكال بعضها مباشر وبشكل صريح على لسان الشخصيات، وبعضها بصورة غير مباشرة -أفضل فنياً- تتمثل في عكس تلك الأفكار على صراع الشخصيات الداخلي وتحولاتهم ومواقفهم. بل أن فكرة كشف الذات انعكست أيضاً على الشخصية الشريرة “Ocean Master” في الظهور الأخير له ضمن أحداث الفيلم، والذي كانت نهايته للحق متميزة ومبتكرة وغير مألوفة.

رغم مبالغة الفيلم في تكرار العبارات التحفيزية وكثرة الحديث عن الأمل والنهوض والخروج من الظلام إلى النور.. إلخ، إلا أن كل ذلك تم تضفيره جيداً ضمن نسيج الفيلم، فلم يشعر المشاهد بأي افتعال في الحوار أو مبالغة في التجسيد.

 

فيلم Aquaman  .. فرصة أخرى مهدرة

في النهاية لا يسعنا إلا القول بأن Aquaman  فرصة جديدة أهدرها جيمس وان، الفيلم بكل تأكيد أفضل كثيراً من النسخة السينمائية الخاصة بفيلم Batman v Superman، وتمكن من تفادي العديد من الأخطاء التي سقطت بها الأفلام السابقة، لكنه في ذات الوقت أقل كثيراً من المأمول والمتوقع، ليبقى بذلك فيلم Wonder Woman متربعاً على عرش أفلام عالم دي سي السينمائي.

ما يزيد الأمر سوءاً هو أن الفيلم بدأ بشكل جيد وتوافرت به كافة المقومات التي تضمن له النجاح والتميز، ولو استمر كما بدأ كان من الممكن أن يتحول إلى ملحمة سينمائية وأيقونة فنية مميزة في تاريخ أفلام الكوميكس والأبطال الخارقين، لكن شيئاً من هذا لم يحدث والمكسب الأكبر من الفيلم هو نجاحه في التمهيد للأفلام المقبل التي قد تكرر إنجاز فيلم Wonder Woman طالما أنها أفلاماً فردية.

 

إقرأ أيضًا: ممراجعة بدون حرق لفيلم | First Man 2018

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يعطيك العافية فهد مقال رائع يستحق هذا الفلم الرائع شكرا لك على مجهودك لامتاعنا 💙

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.