مراجعة مسلسل Legion الموسم الثاني الحلقة الأولى.

هواءَه يقطر شغفًا بالوهم ليغفل بنا بترنحٍ مابين الحقيقة والإفتراء ويرشقنا شاهقًا لنتوه مابين رسم سطرٍ وتكوين لونٍ وطمس حقائقٍ وإنشاء وهمٍ وكسر واقعٍ، ولهذا علينا أن نهتدي لبصيرتنا وندججها بالوسيلة الوجيهة والإدراك.

أَلتهبت الآفاق بالنداء المزحوم بأفكارنا والأشياء التي ترمس بها لنحظى بقليل من الوعي لنمضي خلال كل ماهو مبهمٍ ومربكٍ ونحن نعقل مايجري تتسلل أفكار هالوي إلينا عبر صورٍ وألوانٍ يبني بها سرده الخاص الذي لم يفشل في بدء هذا الموسم فهو يستخدم الوهم كشخصية مهمة في المسلسل لنبني لأنفسنا قصصنا ولنفهم مايبنيه لنا في هذا العالم الشيق الذي حفره بدواخلنا وبدواخل الشخصيات أيضًا، مازال العنصر البصري في المسلسل عظيم جدًا وبسيط وملفت ومصنوع بعناية فائقة للإهتمام بالتفاصيل يبقي المشاهد مرتاب ومفعم بجمال مايشاهده ليصنع لنا عالمًا محفزًا، ومثيرًا، وغريبًا، ودقيقًا، ومجنونًا ليساعد على سرد القصة الحيوية لعقل ديفيد.

كل شيء يحدث له وزنٌ عاطفيٌ وسرديٌ ومن الآمن لنا أن لا نأخذ كل شيء بشكل جديْ، أحيانًا قد تجد بأنك تبحث عن شيء قد حدث وتريد التحقق منه كما تم تقديمه لك، وكل ما فكرت بشيءٍ ما يكون الشك محيطٌ بكَ وفي الأخير يستنزفك النكران، وفي هذه الحلقة رأينا مشهدًا في الطائرة النجمية مابين ديفيد وسيد ولا تعلم حقيقته وهذا يجعلك تلجأ للتحليل وايصال الفكرة التي تريد منها نزع الحقيقة ولكن وكأن كل شيء يحجب ويسد أمامك لأن أكثر المعلومات تُنقل إليك خلال تفاصيل صغيرة جدًا لا تنتبه لها وفيها بعض التعقيد فلجؤك لخيالٍ غير موثوق به يجعلك مجرد ضحية.

ملك الظلال يتحكم بديفيد من بعيد لا أعلم كيف يحدث هذا ولكن بما أن الذي خطف ديفيد هي سيد المستقبلية فهذا شيء متوقع بما أن وجود سيد لن يوجد إلا بتحطم المستقبل بيد ديفيد وهذا سيجعلها توجد وللفهم أكثر بهذه المسألة بتكلم عن نص من التريلر نص قاله ملك الظلال: 

سوف تعيش في المستقبل الذي سوف تحطمه ، وعندما تحطمه سوف يسبب هذا وجودها. 

ولهذا ظهرت سيد المستقبلية بالطائرة النجمية بذراعٍ واحدةٍ مع إضاءة تدور على سيد ليبين بأن المشهد مستقبلي أو يظهر سيد بأنها كبيرة وصغيرة بنفس اللحظة ،طبعًا سيد قالت لديفيد بأن عليه أن يساعد ملك الظلال وأعتقد بأنه خلال السنة كان يساعد ملك الظلال ولكن حتى الآن هو لا يتذكر وهذه النقطة تجعلني أتذكر مشهدان بالموسم الماضي لم أتكلم عنهما وهما: مشهدان لخيال امرأة يظهر بأنها تبتعد كنت أظن بأنه مجرد خطأ بالتصوير ولكن من الممكن نشاهد توضيح لهذا الأمر ومن الممكن يكون هذا بسبب عدم وجود سيد بالحقيقة وأن مسبب وجودها لم يحصل بعد فهذان المشهدان يدلان على هذا الشيء “أو من الممكن في الأخير يكون مجرد خطأً بسيط” من الممكن يكون هناك تفسير مختلف لجملة ساعد ملك الظلال فلا أعتقد بأن الموضوع بهذه السطحية.

-مستيقظون ولكن فارغون يتحدثون بإهتزازات أسنانهم ويحدقون بهدوء وإستقرار، عالقون في متاهة عقولهم، وكأنه طاعون مبشرًا لهلاكٍ جديد تاركًا ضحاياه مضطربون، هذه طفرة غريبة يقدمها ليجن. مجرد فكرة بإمكانها أن تسيطر عليك وترحب بك في الجنون.

-ديفيد فقط ظاهريًا شاغرًا من ملك الظلال ولكن آمال فاروق متمكن منه بما أنه قد جعل منه هدف من سنٍ صغيرٍ ولهذا هو يتحكم به من بعيد -أقرب توقع-

-لحظات هادئة وحميمية مابين العشاق استراحة صغيرة من فوضى ديفيد العقلية ليصنع من قواه ستار لعلاقة تم عرضها بشكل فني ممتاز وهذه هي عادة المسلسل بصريًا ممتع جدًا وشيق.

-أول صورة بالحلقة لا أعتقد بأنها كانت بداية عادية بل عظيمة جدًا وتحكي الكثير فقط بمجرد شمس وأشعتها مع دائرة كبيرة وبعض الضوء الذي يصنع خطوط صغيرة ويجعل من هذه الصورة عين -بؤبؤ وقزحية- ليدل على أنهما مراقبان من ملك الظلال الذي يتحكم بجسد أوليفر هذه الصورة كانت عظيمة جدًا وبعد ذلك أيضًا نشاهد ملك الظلال وخلفه نصف دائرة ليتمكن الإنتاج من صنع دائرة أخرى لنخرج من بؤبؤ أوليفر ومن الصدف بالنسبة لي بأن ماخلف أوليفر بالنهاية نافذتان دائريتان -عينان- لديهما شكل دائري تشبه نظارة ملك الظلال.

-الإبريق الذي كان بمشهد سيد اللون الأبيض كان يدل على الحب والموت وهذا واضح جدًا بما تفكر (تحب ديفيد وتكتم أنفاسها). تعشق ديفيد وتلعب لعبة بعد ما أستبد بها اليأس.

-أيضًا هناك مشهد ميلاني والإبريق الأحمر الذي كان يعكس حالتها الغاضبة المليئة بالحزن والعاطفة التي تعسف بها وترسم خطوطًا من الأسى والمعاناة التي تتفجر بعروقها وكيانها، أيضًا يدل على النزاع النفسي للشخصية كما رأينها ففقدانها لأوليفر جعلها ترتطم بالحضيض ومالها غير بعض المنشطات ليملِئ وقتها.

-العثور على جسد ملك الظلال يجعل من السرد مقيد نوعًا ما بالتمسك بمفاهيم الكوميك وهذا شيء لا أعلم عنه شيء لأني لم أقرأ الكوميك. النقطة متمسكة بالكوميك من جانب شخصية آمال فاروق وجوده يدل على أن الأحداث ستكون متبعة الكوميك.

-مازال المسلسل محافظًا على تميزه بصريًا وهذا ممتاز لنا كمشاهدين ولكن التميز هذا لايعتمد عليه من حيث المعلومات التي نعرفها لأنها ليست موثوقة فهي كلها تكون بوجهة نظر ديفيد -المجنون- الذي لانعلم جيدًا ما حقيقة مايحدث معه فتعتبر هذه الصور خيالية حتى تتصل بشيء موثوق -جدًا- بواقع ديفيد.

-مشهد تقبيل ليني للحيوان الذي كان يمثل الوهم دليل كبير على أنها شخصية وهمية من البداية وأعتقد سيتضح هذا في الحلقة الثالثة التي تتحدث عن المصحة.

-عدم اليقين بدوافع ديفيد مقنع فنحن لانعلم هل هو يكذب على نفسه أم أنه بالحقيقة لايذكر شيء فحتى الآن لانعلم شيء فلحظة نسمع صوتًا آخرًا معه “ملك الظلال” ولحظة يكون صريح مع سيد وسعيد بالعودة مع مجموعته، ولكن في آخر مشهد أعتقد بأن الوضع أصبح واضحًا لتقبله وجود ليني بجانبه وأيضًا رأينا الكاهن الأقرع بهذا المشهد.

-النص الذي كان يتكلم عن الحلم والفراشة يجعل هناك تساؤل يستيقظ بي هل مانراه الآن مجرد ديفيد بالكرة التي خطفته؟ أو أن مستقبل سيد مجرد خدعة لجعل ديفيد يساعد ملك الظلال لفقده إياه بعد سنة من العمل؟ موسم سيكون صعبًا للفهم بالنسبة للمشاهدين لذلك شاركوني ما فهمتم من الحلقة.

-رأينا في مشهد نوم ديفيد وسيد بالغرفة البيضاء ذات الإنارة الزرقاء هناك الحيوان الذي يمثل الوهم من الممكن هذا يرمز على المشهد نفسه بأنه وهم أو أن ملك الظلال مازال متصل بديفيد بشكل وهمي أو بشكل حقيقي وهذا المخلوق يرمز لملك الظلال.

-يقدم المسلسل نفسه كمتاهة أكثر دقة وكأننا نرى كل شيء كأول مرة أنظر بعينك وأشعر بما أمامك جيدًا ولاتثق به أبدًا حتى إن كان مثبت بصريًا، حتى نفسك لاتثق بها لأنك ببساطة بإمكانك أن تكذب على نفسك وبإمكانك أن تجد بأن بعض الحقائق هي مجرد أكاذيب “من الممكن بأن ديفيد يكذب على نفسه”.

-مشهد الرقص الملحمي كان عبارة عن معركة مابين ثلاث شخصيات أفرغوا مابداخلهم من شغف وغضب ومدى الجنون المتواجد بعقولهم على شكل رقصات. حلقة واحدة نظمت لنا أشكال من الرقصات ويبدو بأن هناك مثل هذه المشاهد قادمة. رأينا في بداية مشهد الرقص ديفيد يلاحق شخصٌ بدينٌ صليع الرأس وهذا الشخص ظهر في التريلر بمشاهد كثيرة ويبدو بأنه تابع لطائفة دينية ومن الممكن بأنه يرمز لملك الظلال لأنه يشبه شخصيته في الكوميك. 

-المشهد الذي يحمل خلفية سوداء ونسمع فقط صوت جون هام يتكلم عن المتاهة كان ممتاز ترك لنا نوح هالوي شاشة سوداء لكي يستخدم كل شخص خياله.

-الشخص الذي يجر نفسه على عربة ليس لدي أدنى فكرة عما يعنيه ولكن كل ما أعلمه عنه أنه ظهر في مشهدان أحدهما بعدما لاذت ميلاني للمخدرات ظهر لوقت كافي لنعلم بأنه يلبس قناع خنزير، والمشهد الذي عند اضطراب ديفيد شاهدناه يجر عربته بالمدخل “مشهد لعب الأطفال”.

-استخدام طريقة فيرتقو لبث الإرتباك والقلق كان ممتاز، طبعًا الصورة التي في الخلفية مشابهة لدرج الفيلم وأيضًا إسقاط لنرى مدى التعقيد في عقلية ديفيد.

-رئيس القسم ٣ يرتدي سلة على رأسه ويتحدث عن طريق ثلاث فتيات لديهم شارب وشعر مستعار والمبنى كامل بُنيَ على شكل خلايا النحل وهناك أيادي خضراء تؤشر بإتجاهات مختلفة، كل شيء غريب هنا.

لاحظوا الصورة التي بالأسفل يسار سيد، صورة لمجسم إنسان فاقدًا لذراعه من الممكن إسقاط لمستقبل سيد.

-مازال المسلسل لا يعتمد كليًا على النص ليعبر عن المشاعر بين الشخصيات فينصب اهتمامهم على التصوير ليجعلونا نشعر بمجرد لون فقط.

-ميلاني والكلمة التي عكست حال من أصابوا بالطفرة أو الفايروس “أكثر كلمة حزنًا (خاوٍ)”

الجميع يحاول فهم موقفه مع وجود أمور مرجعية غير مكتملة وقصص محرفة ومضللة لايمكن الاعتماد عليها التي بشأنها تثير صدًى مترامٍ لأنها تشكل جزءًا عارمًا من حياتنا وتحطمها وتهشمها بلحظة واحدة، لهذا نحن نحاول للوصول للقصة الحقيقية لمعرفة ماهو صحيح، ومايهمنا، ونقوم بجعل الأمور أكثر إحتدامًا عندما نجعل علاقتنا مع الآخرين كظيمة، واجمة، حينها تمعضنا الأوهام المرهقة الجلفة وتجعل أسرارنا عرضة للكشف لأن لاشيء يبقى مستورًا وحتى تقديمنا لهدايا لاتجعل من هذا الكابوس يغادر بل يجعله ملموسًا ويجعل فجوة الإنكشاف تستفيض.