عندما تم سؤال “مارغريت أتوود” كاتبة رواية The Handmaid’s Tale عن المكان الذي كانت بهِ عندما كتبت الرواية، قالت: ألمانيا خلال الثمانينيات وأنها تأثرت جدًا بالأجواء العسكرية التي كانت حاضرة في المعسكرين الشرقي والغربي، حيث كانت الحرب الباردة في أوجها، وهذا ما أستطاع صنّاع المسلسل نقله ورسمه في مشاهد المسلسل مع جرعات مشددة من الكآبة.
كمية التوتر والترقب التي تصيبك الحلقة به مختلف جدًا عن الحلقة الأولى، هذه الحلقة أنت تشاهد وتقول بينك وبين نفسك (هناك مصيبة قادمة) كيف ومتى لا تعلم وغالبًا مع وصولنا للمشهد الأخير ستحسم قرارك حان وقت المصيبة.
حلقة الرسائل السياسية
كان عنوان الحلقة (أمتعة) ولا أعلم جيدًا ما الرسالة المقصودة من العنوان بقدر ما أعلم أن الحلقة حملت الكثير من الرسائل السياسية، وعرفتنا أكثر وتوسعت بنا أكثر حول عالم “جلعاد”.
مرّ شهران على تواجد (جون) في المطبعة المهجورة، وسريعًا من دون حشو تخبرنا أنها اعتادت على الأمر وصار لها طقوسها وعاداتها، ومن هذه العادات زيارات (نيك) “الحميمية المتقطعة. لنعلم بأن (ريتا) لا زالت في منزل آل (واترفورد) وأيضًا لم نعلم بعد توجهاتها “السياسية”. وأخيرًا وبعد شهرين حان وقت المغادرة، التي ستكون على أربع مراحل، المرحلة الأولى تمرّ بسلام، ولكن المرحلة الثانية تواجه المشاكل من قبل أن تبدأ المنزل الآمن الذي ستبات فيه يبدو أنه تم كشفه.
وهنا لحظة الحقيقة السائق (عمر) يريد الهرب، وهي تريد أن تذهب معه، لا يمكنها البقاء ليأخذها معه ربما بدافع الشجاعة ولكن غالبًا بدافع الغباء كما يقول. لنتعرف على فئة من سكّان جلعاد نراهم للمرة الأولى “طبقة الكادحين” وهؤلاء هم لنقل عنهم أنهم عامة الشعب، هم ليسوا رجال سياسة وليسوا من “أبناء يعقوب” هم أناس يريدون النجاة فقط، يعملون بالمهن العامة (نجارون، سائقون، عمّال، إلخ…) إنهم أسرى منازلهم، منازلهم الرمادية الكئيبة. تبًا من يريد أن يحيا هذه الحياة؟.
عندما يذهب (عمر) وزوجته وابنه إلى الكنيسة، ونتعرف على طقوس الذهاب إلى الكنيسة، وعن طريق الصدفة تكتشف بأن (عمر) مسلم يخفي مصحفًا وسجادة صلاة ويخفي إسلامه، لنعرف أيضًا أن كل الأديان الأخرى ممنوعة.
تنطلق (جون) في رحلتها لتنجز المرحلة الثالثة بنفسها مخاطرةً بكل شيء، لا يمكنها البقاء والعيش في ظل هذا الخوف بعد الآن، عيون “زوجات الكادحين” تشعر وكأن أمرها مكشوف، لكن لا يمكنها البقاء لتبقى تتنقل إلى أن تصل للمطار، لتعلم أن هناك سائق لأحد القادة سوف يهرب معها (للحظة ظننت هذا السائق هو نفسه (نيك) لشبه بينهما).
لتتحطم كل الآمال وإن كانت هذه الآمال واهية فعن نفسي أتكلم كنت أعلم بين لحظة وأخرى أن الخطة ستفشل، لن تنتقل الأحداث من “جلعاد” إلى “كندا” خصوصًا مع “تجديد المسلسل لموسم ثالث” يجب أن نعيش كثيرًا بعد في “جلعاد” تم إلقاء القبض على (جون) لتنتهي الحلقة بصدمة وترقب.
الفلاش باك كان في هذه الحلقة حول أم (جون) التي تعرفنا عليها للمرة الأولى وهي امرأة “نسوية متشددة” ربما لا تكون متشددة جدًا أو هكذا وصلتني الصورة، لكنها مناضلة فاعلة لأجلهن. تعرفنا على نبذة من نضالها، مواجهاتها، ومصيرها الذي عرفت عنه (جون) بالصدفة وهي ترى أمها في أحد المستعمرات ضمن “اللا نساء”. ربما قاتلت، ربما ماتت، ربما هربت، لا نعلم بعد.
إقرأ أيضًا: مراجعة الحلقتين الأولى والثانية من الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale
نساء جلعاد:
في الموسم الأول تعرفنا على أربعة فئات من نساء “جلعاد” وفي هذا الموسم تعرفنا على فئتين أخرتين:
في الموسم الأول:
Wives: وهن زوجات قادة “جلعاد”.
Handmaids: الإماء.
Jezebels: العاهرات.
Marthas: الخادمات.
وفي هذا الموسم تعرفنا على:
Unwomen: نساء المستعمرات.
Econo-Wives: وهن زوجات “طبقة الكادحين”.
إقرأ أيضًا: مسلسل The Handmaid’s Tale ديستوبيا تستحق المشاهدة
محاور أُخرى…
- (مويرا) تعيش مع (لوك) في كندا، وتعمل بأحد مراكز الدعم النفسي للهاربين من “جلعاد”.
- (لوك) يبدو أن دوره في هذا الموسم سيكون مقتصرًا على متابعته للأخبار واستعدادات الجيش الكندي والبريطاني وصديقته.
- (ريتا) لم تظهر بعد في هذا الموسم، ربما سنراها في الحلقة القادمة.
كلمة أخيرة..
الحلقة لم تكن تحوي الكثير من الأحداث، إنما كما قلت سابقًا كانت تضم بعد الرسائل السياسية لا أكثر، وتسمح لنا بإلقاء نظرة أقرب على عالم “جلعاد” بعيدًا عن القادة والإماء والمنزل الأحمر. ربما الحلقة القادمة ستحمل تحولًا في الأحداث، بطريقة أو بأخرى. وصدقوني لا أملك توقعًا واحدًا ببالي لمسار الأمور وما ستكون عليه في الحلقة القادمة.
تقييمي للحلقة الثالثة من الموسم الثاني لمسلسل The Handmaid’s Tale هو 8/10
About Author
