سولوشخصيات ومشاهير

خالد الشيخ وعبد المجيد عبد الله | رونق الأغنية الخليجية..

بقلم: تركي الزهراني

عند التطرق لمسيرة عبد المجيد عبد الله، لا نستطيع تجاهل تعاونه مع المُلحن البحريني القدير خالد الشيخ، هذا التعاون الذي يُعتبر المرحلة الثانية في حياة عبد المجيد الفنيّة، وشكّل نقلة لعبد المجيد، حيث نقله من السعودية إلى منطقة الخليج وربما إلى العالم العربي أجمع، وأنا هُنا سأتحدث عن هذا التعاون البديع، وعن الصعوبات التي واجهته، والأثر الذي تركه.

قبل هذا التعاون وقبل أن يلتقي خالد الشيخ بِعبدالمجيد في أحد استوديوهات القاهرة، كان عبد المجيد مُعجباً بألحان خالد الشيخ، وهو أيضاً كان مبهوراً بصوت عبد المجيد العذب. في ذلك الحين وفي الأستديو، شدّ اللحن الذي كان يتم تسجيله عبد المجيد، وإعجابه دفع خالد للشك أنه كان يريد غناء اللحن، وكان خالد يتمنى أنه يُغني أحد ألحانه.
ثم جمعتهما صدفة مرتب لها، مع الأمير الشاعر محمد العبد الله الفيصل، وهو الذي أسس بداية التعاون بينهما، ودعمه وتصدى للكثير من الهجوم الذي رافق هذه التجربة.

بدأ التعاون بين عبد المجيد وخالد في وقت مميز، حيث كان أحدهما يبحث عن صوت جديد ليُغنّي ألحانه والآخر يبحث عن مُلحن جديد يُلحن له أغانيه.

كانت أغنية “إرجع بالسلامة” من كلمات الشاعر علي الشرقاوي، وهي نقطة البداية في هذا التعاون، ونالت على إعجاب كبير من الجمهور حينها..

بعدها بعام واحد وتحديداً عام 1988م، صدر لعبد المجيد ألبوم “آن الأوان”، وكان الألبوم من ألحان خالد الشيخ، وخرجت من هذا الألبوم أغاني رائعة وشهيرة مثل : “طائر الأشجان” و”آن الأوان” و”زمان الصبا” و”مغيرالقمر”:

بعد هذا الألبوم الرائع لعبد المجيد عبدالله، توقف عبد المجيد عن التعاون مع المُلحنين السعوديين الذين صنعوا بداية مشواره الفنّي مثل سامي إحسان، سراج عمر، وغيرهم من المُلحنين الذين دعموه في فترة صعوده.

في العام 1989م أصدر عبد المجيد عبد الله ألبوم “رد السلام”، وبه أربعة أغاني من ألحان الشيخ وعدة أغاني من مُلحنين مُختلفين، دون أي أغنية من ألحان سامي إحسان أو سراج عمر. وفي عام 1990م أصدر ألبوم “عاتب” وكانت جميع أغاني الألبوم من ألحان الشيخ أيضاً. وعام 1992م أصدر ألبوم “حبيبي” وبه أغنية “يا حلو” من الشيخ وبقية أغانيه من مُلحنين مختلفين، ولم يكن في الألبوم أي أُغنية من ألحان سامي إحسان أو سراج عمر.

خلال صدور هذه الألبومات شنت الصحافة هجوماً كبيراً جداً على خالد الشيخ وعبد المجيد عبد الله، واتهمت عبد المجيد بنكران الجميل والجحود، كونه لم يتعاون مع المُلحنين السعوديين، وتذكُر أنهم أحق بصوت عبد المجيد، ومستحيل أن ينكر مجيد فضل المُلحنين السعوديين، اضطر عبد المجيد وسامي إحسان للتحدث للصحافة.

عبد المجيد صرح بأنه يريد التعامل مع مُلحن لديه أعمال جديدة، وأن سامي إحسان ليس لديه جديد، حيث قال في أحد اللقاءات الصحفية : “هذه مشكلته وليست مشكلتي أنا! وتأكد لو كان لديه شيء جديد فأنا مستعد أن أؤديه ولا يوجد لدي مانع .. بل بالعكس أنا أرحب بالتعامل مع جديده”. وقال في لقاء صحفي آخر : “الألحان المحليّة تقليدية.”. وأيضاً في أحد اللقاءات ذكر أن سببه لترك المُلحنين السعوديين ليس لعدم التجديد في ألحانهم، بل لأن بعضهم يَعده ويتعاهد معه بإعطائه اللحن، ثم يذهب اللحن لفنان آخر.

هجمت الصحافة على هذا التعاون وكأنه جريمة أو تعاون سياسي وليس تعاون فنّي! الهجوم الذي وصفه خالد الشيخ بـ”ضيق الأفق”، قد صوّر هذا التعاون بصورة سلبية رغم أنه مجرد تعاون بين مُغنّي ومُلحّن ولم يصدر منه سوى أعمال غنائية أعجبت الناس وأحبوها.
لكن بعد هذا الهجوم والذي دام طويلاً وبعد الكثير من الأعمال التي تعاون فيها عبد المجيد مع خالد الشيخ، أوقفا هذا التعاون. توقف لسببين، الأول هو هجوم الصحافة، والثاني هو لسلك خالد الشيخ مجالاً في التلحين لا يناسب تطلعات عبد المجيد عبد الله.

هُنا خالد الشيخ في برنامج “خليك بالبيت” يتحدث بشكل مختصر عن مسيرته مع عبد المجيد عبد الله :

انتهى هذا الثُنائي العذب، تاركاً لنا أعمال جميلة مثل “طائر الاشجان” و”آن الأوان” و”خلاص روحي” وغيرها من الأعمال الجميلة جدًا. لم يتوقف عبد المجيد وخالد عند هذه النقطة وأكمل كل منهما مسيرته الفنيّة بعيداً عن الآخر، فعبد المجيد عبد الله بعدها أكمل مسيرته مع المُلحن صالح الشهري وخالد الشيخ بدأ بالتلحين لعدة فنانين آخرين.

لهذا التعاون  أهمية في سيرة عبد المجيد الفنيّة، حيث أنه قام بنشره على المستوى الخليجي، والعربي نوعًا ما،  وكان الهدف من التعاون إثراء عبد المجيد من الناحية الفنيّة، وإعطائه الحرية في التغريد خارج السرب؛ لأن عبد المجيد عبد الله في نظر خالد الشيخ يستحق أن يكون معروفًا لدى العالم العربي أجمع وحق عربي تمر به أجيال عِدة، ولا يبقى عبد المجيد معروفًا على المستوى السعودي والخليجي فقط. لو تم إعطاء هذا التعاون الحرية في طرح أعماله دون مهاجمته لكان بإمكان عبد المجيد الإنتشار عربيًا – بشكل كبير – من التسعينات الميلادية.

كما أن له أهمية أيضًا في سيرة خالد الشيخ الفنّية، فبصوت عبد المجيد عبد الله استطاع خالد الشيخ جذب المستمعين – أكثر مما كانوا قبل عبد المجيد – لألحانه المختلفة والفريدة من نوعها. وكان له أثر في نفوس المُستمعين، حيث نال على إعجاب السعوديين والخليجيين بشكلٍ خاص والعرب بشكلٍ عام.

الذي دفعني لكتابة المقالة هو أهمية هذا التعاون وأثره، فهو مُهم في مسيرة عبد المجيد عبد الله وخالد الشيخ، ويُشكّل نقله لكليهما، ولا يُمكن تجاهله ابدًا. ما زال الناس يستمعون إلى الأعمال التي أصدرها مجيد والشيخ. رُبما أوقف هجوم الصحافة عبد المجيد وخالد عن العمل معًا، لكنه لم يوقف إنتشار الأغاني التي نتجت عن هذا التعاون ولم يستطع دثرها، لأنها تركت أثرًا كبيرًا في نفوس المُستمعين، ذلك الأثر الذي يجعل هذه الأغاني تظل لمدة طويلة في الذاكرة، “آن الأوان” و”طائر الأشجان” وغيرها، إلى الآن هي في ذاكرة وقلوب المُستمعين ومُحبين عبد المجيد وخالد الشيخ. ويُغنيها عبد المجيد في بعض حفلاته. ويذكرها خالد الشيخ في أغلب لقاءاته.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.