سولو

48 عاماً مضت، وما زالت “مرسول الحب” تتصدر مشهد الأغنية المغربية..

 

بقلم: تركي الزهراني

عبدالوهاب الدكالي، هو موسيقار ومطرب مغربي له شعبية كبيرة في بلاد المغرب العربي، ويعرفه الكثير من عشاق الفن الكلاسيكي. يُلقب بـ”عميد الأغنية المغربية”. حاز على عدة جوائز منها : أفضل شخصية بالعالم العربي لعام 1991م والأسطوانة الذهبية على أغنيته “ما أنا إلا بشر”، وغيرها من الجوائز، وقد تم تكريمة من طرف الفاتيكان في مناسبتين.

عبدالوهاب الدكالي من أكثر الفنانين عطاءً للأغنية المغربية والعربية بشكل عام، حيث انه يُغني منذ بدايته الفنيّة في عام 1957م وإلى الآن، أكثر من نصف قرن وهو يشدو للعالم بصوته الصافي وأداءه الغير تقليدي.

وبالأمس شاهدت حفل الدكالي الذي كان أحد فعاليات شتاء طنطورة، كان حفلاً رائعاً بأداء جبّار من الدكالي وعن عمر 79 عاماً، أداء عتيق وفريد ومُبهر يصعب تقليده، وليس غريباً علينا هذا الأداء منه، وغنّى في هذا الحفل رائعته الشهيرة “مرسول الحب” :

 

وأنا هُنا لن أغوص في الحديث عن الحفل، وسأتحدث عن “مرسول الحب” فقط، والتي تُعتبر من روائع الغِناء العربي والأغنية الأشهر في تاريخ الأغنية المغربية، وايضاً سأتحدث عن علاقتي بها بشكل خاص وعلاقتي بالدكالي بشكل عام.

رائعة الدكالي “مرسول الحب” من ألحانه ومن كلمات الشاعر حسن الفيصلي، حيث يقول في المقطع الأول منها:

مرسول الحب

فين مشيتي .. وفين غبتي علينا؟

خايف لا تكون نسيتنا وهجرتنا وحالف ما تعود

ما دام الحب بينا مفقود .. وانت من نبعه سقيتنا

باسم المحبة، باسم الاعماق، واحر الأشواق

كانترجاك، سول فينا

وارجع لينا

يدوم الصمت ..

وتتكلم أغانينا.

 

غنّاها لأول مرة في عام 1971م، واشتهرت وأصبحت رمز للأغنية المغربية، ووضعت للدكالي لقب “مرسول الحب” زيادةً على لقبه “عميد الأغنية المغربية”.

‏تعتبر أشهر أغنية له، وعلى الأرجع أن أغلبنا عرفه من خلالها وأنا أحد الذين تعرّف على هذا الفنان الرائع من خلال هذه التحفة الفنية المخلدة.

علاقتي معه بدأت وأنا في عمر السادسة، في بعض الأحيان كانت تُعرض تحفته الفنيّة على التلفزيون السعودي، وهو من أوائل المطربين الذي أستمعت لهم، ومن أوائل الفنانين الذين بدأت أُذني تتقبل أصواتهم وترحب بها، بل وتبحث عنهم في بعض الأحيان، وتنزعج إذا مرت الأيام ولم تستمع لهم. وهو كان أحدهم، وأخذ حيزاً كبيراً بينهم، ومنذ ذلك الحين وهو أحد الفنانين المُفضلين لدي.

“مرسول الحب” نقلت الدكالي والأغنية المغربية من المغرب إلى العالم العربي أجمع، حيث عرفته للعالم العربي، وغنّاها في سوريا، والسعودية، وتونس، والجزائر، ومصر، وعدة دول عربية. كانت هي وعبدالوهاب الدكالي نافذه للأغنية المغربية، التي ظُلمت وظُلم فنانينها الكبار من قبل الإعلام الفنّي.

غنّاها عدة فنانين غيره، مثل : حسناء، وأسماء المنور، وجورج وسوف، لكن بالتأكيد أن لا أحد منهم تفوق عليه فيها، ولا مقارنه بينه وبين جميع من غنّوها بعده. وهو الذي تفرّد بأدائه الساحر لها.

منذ بدايتها في 1971م، وإلى هذا العام .. عام 2020، مضى عليها 48 عاماً تقريباً، ولم تمت ولم تندثر، ما زال عميد الأغنية المغربية يُغنيها في كل حفل له، ما زلنا نتذكرها ونستمع لها، هذه الأغنية خالدة، لم تدخل صندوق النسيان ولو يوماً واحداً، ستكمل 50 عاماً و60 وربما 70 عاماً ولن تفقد جمالها وسحرها ورونقها. لو لم يُغنّي في حياته غير هذه الأغنية لكفته كفنان.

48 عاماً والدكالي ما زال يسأل عن مرسول الحب،48  عاماً دون أي رد من مرسول الحب، من كثرة السؤال عنه، اسموه الناس “مرسول الحب”. 48 عاماً وما زلنا نُغنّي معه لمرسول الحب.

ما زالت هذه الأغنية في أنفسنا ولن ترحل منها، ستبقى عالقةً في ذاكرتنا، وستظل الأولى بين جميع الأغاني المغربية. أغنية تغنى بها جيل الماضي، وأحبها الجيل الحالي، وسيشدوها الجيل القادم.

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.