مراجعة فيلم الرعب والإثارة A Quiet Place 2018

مراجعة اليوم مخصصة لفيلم الرعب المنتظر A QUIET PLACE الصادر في السادس من إبريل لهذا العام ومن إخراج الممثل (جون كارسينسكي) وبطولته أيضا، بجانب تواجد عدد من الممثلين سنأتي على ذكرهم بعد قليل. تواجد في الفيلم أيضًا ثلاث كتاب هم (بريان وودز) و (سكوت بيك) بالإضافة إلى (جون كارسينسكي).

القصة: تدور أحداث الفيلم حول عائلة تسكن في مزرعة وتتعرض هذه العائلة للخطر والتهديد من قبل مخلوقات مخيفة، فتضطر الأسرة على البقاء صامتة طوال الوقت، لأن هذه الكائنات تصطاد ضحاياها عن طريق سماع أصواتهم.

هذه المراجعة تفصيلية وتحتوي على حرق كامل للأحداث, فإذا لم تشاهد الفيلم حتى الآن فاذهب وشاهده أولًا.

طاقم التمثيل: جميع الممثلين كانوا رائعين وشعرت بالتناغم العالي مع بعضهم البعض وكأنهم عائلة حقيقية، ابتداءً بـ (جون كارسينسكي) في دور (لي أبوت)، بالنسبة لي ولكل من شاهد المسلسل الرائع the office تربطنا مع(جون) ومع باقي الأفراد في فرع شركة الورق بمدينة (بنسلفانيا) ذكريات جميلة، لكن (جون) كاتب ومخرج وبطل فيلم رعب؟ لنرى أين سيقودنا ذلك. شارك في البطولة أيضاً زوجة (جون) الممثلة الجميلة (إيميلي بلنت) في دور (إيفلين أبوت)، بالإضافة إلى (نواه جوب) و(ميليسنت سيموندز) في دور أبناء (لي وإيفلين).

حرصت منذ سماعي عن الفيلم على عدم  مشاهدة أي إعلان أو تيزر للفيلم، حرصاً مني على إظهار أكبر كمية من الخوف والترقب والإثارة عند مشاهدتي له.

أولاً وقبل كل شيء ما هو فيلم الرعب: هو الفيلم الذي يجعلني أشعر بكمية من الخوف والفزع عند مشاهدتي له، وهذا بالتحديد مالم يحدث معي ساعة رؤيتي للفيلم، بالطبع كان هناك استثناءات حيث كانت هناك بعض المشاهد التي أفزعتني وبالتأكيد لم تكن من تلك المخلوقات الغريبة. على العكس من ذلك، الفيلم احتوى على كمية عالية من الإثارة والتشويق، وترقبي كان في أعلى درجاته في معظم فترات الفيلم.

الأداء التمثيلي للجميع كان رائعا وظهر التناغم الزوجي بين (جون) و (إيملي) في الفيلم، أحد تلك المشاهد مشهد الرقص الصامت.

لنتحدث عن (جون كارسينسكي) الممثل والمخرج والذي باعتقادي أنّه وفّق في كلتاهما، حيث ظهر لنا جانب الأب الذي يسعى بشتى الطرق لحماية أسرته(على الرغم من موت ابنه الصغير في أول الفيلم) وجعل حياتهم طبيعية قدر الإمكان, وتلك كانت واحدة من الإشارات التي يريد الفيلم من خلالها إيصال فكرته وهي التعايش, فنجدهم يصيدون السمك ويأكلون الطعام على مائدة واحدة كما تفعل أي عائلة، وشاهدنا كيف كانت الأم تدرس ابنها الرياضيات. كل هذه المشاهد تركز بوجهة نظري على فكرة التعايش. أيضاً رأينا كيف أنّ (لي) كان يدرس تلك المخلوقات من ناحية إن كانت تملك نقاط ضعف أم لا بالإضافة لمحاولته التواصل مع العالم الخارجي عن طريق شفرة (s.o.s)، ولا ننسى مشهده الأخير في الفيلم والذي كان عاطفيا ومؤثرًا وهو يودع ابنته ويؤكد على حبه لها وأنّه لطالما أحبها ولم يتوقف عن ذلك أبدًا.

الإخراج كان ممتازًا، حيث وفق مخرجنا وبطل الفيلم (جون كارسينسكي) في إيصال رسائل الفيلم العاطفية والمؤثرة ل كمشاهد يطريقة جميلة، وشاهدنا ذلك في مشاهد الهرب أو المقاتلة وفي بعض المشاهد التي تظهر لك المزرعة والأضواء الحمراء في الليل والتي بالمناسبة أعجبتني جداً فكرتها هي والألعاب النارية.

أما من ناحية الممثلة الرائعة (إيميلي بلنت) فقد كان أدائها ممتازًا للغاية وشعرت لعدة لحظات بأن ما يحدث في الفيلم حقيقي من قوة تمثيلها وواقعيته في الوقت نفسه، مشهد ولادة الطفل وطريقة تصويرها لألم الولادة وكيف كانت تتنفس لجعل صوتها خافتًا قدر المستطاع، حقيقيةً كان مشهدا متكاملًا وعظيمًا منها. بالتأكيد هناك تلك العبارة التي قالتها لزوجها وأرى أنها رسالة أبوية عظيمة (من نكون إن لم نستطع حماية أطفالنا؟)

نواه جوب كان أفضل ممثل في الفيلم بلا نقاش وهذا الطفل أمامه مستقبل عظيم إذا ما طور من أدائه، حيث أنه أظهر لنا شكل الطفل ذو 10 سنوات الخائف المرعوب والذي يجعلك تصرخ في مكانك ويجن جنونك لفعله بعض التصرفات الساذجة والغبية لكن في الأخير هو طفل ولا يمكنك لومه على تصرفاته.

(ميليسينت سيموندز) أيضا كان تمثيلها جيدا وكانت أكثر من استفزني في الفيلم، حيث كانت تلعب دور الفتاة المتمردة التي تلوم نفسها على وفاة أخيها بسبب سماحها له بأخذ اللعبة وشعورها بأن والدها لا يحبها أو أنه لا يظهر حبه لها. وهذا ما أعجبني في الفيلم الشخصيات كانت طبيعية وواقعية لدرجة أنّه يمكنك إسقاطها على عوائلنا. فلم يكتفي الفيلم بإظهار مشاهد الرعب والفزع بل اهتم أيضاً بالجانب العائلي والأسري وأعتقد أنّ هذه إحدى نقاط قوة الفيلم.

بعض التساؤلات والنقاط التي لم تعجبني:

مشهد الافتتاح وطريقة موت الطفل الصغير لم تعجبني، فليس من المنطقي أو الطبيعي أن يكون الطفل الصغير آخر من يذهب ويكون في ذيل المجموعة. بربّكم ألم تكن هناك طريقة أفضل من ذلك، مثلًا يتأخر لنسيانه شيء مثلًا أو أي شيء اخر غير ذلك الذي عرض في الفيلم.

شلالات نياجرا التي وبقدرة قادر لم يرها أو يسمعها (لي) و هو يترك زوجته وطفلته حديثة الولادة، (أقنعني أنّه لم يسمع ما سمعته أنا واقنعك بان الأرض مربعة).

نقطة أن تبقى العائلة 400 يوم دون التحرك والذهاب لا أدري لمنطقة حماية عسكرية مثلًا أو منطقة أخرى. فلم يوضح لنا الفلم ما هو الوضع العام هل انتهى العالم بأكمله أم هناك ناجون كما شاهدنا ذلك العجوز وزوجته التي على ما يبدو أنها ميتة.

لماذا أراد (لي) و (إيفلين) إنجاب طفل آخر؟ هل هي رسالة لإيصال فكرة الفيلم بأن نتعايش ونستمر في نمط حياتنا المعتاد قدر المستطاع؟ أم أنّه فقط لتعويض موت طفلهم الصغير؟

توقع: النهاية المفتوحة التي انتهى بها الفيلم توحي لي بأنّ هناك جزء ثاني إذا ما استمرت الأرباح بالازدياد وأصبحت هناك قاعدة جماهيرية معتبرة للفيلم.

المثير للسخرية أنّ مشكلة جزء كبير من أفلام الرعب هي الكتابة أو النص والحوار وأعتقد أنّ القائمين على الفيلم وجدوا أنّ أفضل طريقة لتجاوز هذه المشكلة هي عدم كتابة شيء من الأساس.

About Author

عمار أحمد

شخص شغوف بعالم الأفلام والمسلسلات..صلوا على من بكى شوقاً لرؤيتنا

See author's posts