تلفازمراجعات

مراجعة مسلسل The Marvelous Mrs. Maisel | بدون حرق

الأحداث في هذا المسلسل تصرخ بعبارة "هذا المسلسل نسوي ولكنك ستتابعه على أية حال". 

من أصعب المهام التي تواجه صنّاع المحتوى هي مهمة إنتاج عمل ناجح يُعد عملًا مناسبًا لكل زمان، والمهمة الأصعب من المذكورة سابقًا هي الاستمرار بصنع أفلام ومسلسلات توازي الأعمال السابقة في الجودة، بل تتخطاها أيضًا. حينما فشل العديد في النجاح بهذه التحديات لمع نجم بعض الصناع مثل “شوندا رايمز” التي صنعت أكثر أعمال شبكة ABC شهرة منها “How To Get Away With Murder” و”Grey’s Anatomy”، وبينما ذاع صيت شوندا التي تعاقدت مع خدمة Netflix مؤخرًا فإن بعض الصناع الذين يفضلون العمل بصمت هم أبطال الشاشة الحقيقيين، ولا أقصد أن أقلل من شأن شوندا أو أي صانع محتوى ولكن “إيمي شيرمان بالادينو” هي أحد عباقرة الشاشة بلا منازع.
لمن لا يعرف إيمي، إيمي هي صانعة المسلسل الذي شاهده أغلبنا في بداياتنا المتواضعة في عالم المسلسلات، وبالطبع أنا أتحدث عن “فتيات غيلمور” المسلسل الدرامي الكوميدي الرائع الذي عُرض على شاشات التلفاز في الفترة مابين سنة 2000 وسنة 2007، وبإختصار شديد، من أحب الكوميديا والتعليقات الساخرة في شخصيات مسلسل Gilmore Girls عليه متابعة مسلسل “السيدة مايزل المذهلة”..

مسلسل “The Marvelous Mrs. Maisel” هو مسلسل درامي كوميدي تقع أحداثه في خمسينات القرن التاسع عشر يسرد قصة السيدة (ميدج مايزل) ربة المنزل التي تقرر أن تصبح مؤدية كوميدية بعد أن تمر ببعض التغييرات الحياتية والزوجية. حصل المسلسل على تقييم 8.8/10 على موقع IMDb وتم تجديده لموسم ثاني من قبل خدمة Amazon Prime التي أنتجت الموسم الأول أيضًا.
ما بين صعوبات الحياة في الحقبة التي يتناولها المسلسل وتقاليد المجتمعات آنذاك فإن هذا المسلسل بكل تأكيد يرسم صورة واقعية قد يرى البعض بأنها أقرب لزمننا الحالي من فترة الخمسينات من القرن الماضي.
إن ما يلفت الإنتباه حقًا هو إفتتاحية المسلسل، فالقصة تبدأ بوقوف السيدة (ميدج) في حفل زفافها على المسرح لتخاطب الحضور بقولها: “من منا قد تلقي خطابًا في حفل زفافها؟ أنا” ومن الوهلة الأولى يتسنى للمشاهد معرفة جوانب شخصية (ميدج) الغير إعتيادية في زمنها. لتستمر بعدها بقص قصتها حول طريقة تعرّفها على زوجها “جويل” وكأن الأمر هذا هو كل ما يهم حقًا وبلا شك أن هذا ما أعتقدته ميدج إلى أن هجرها زوجها الذي يطمح لأن يكون مؤديًا كوميديًا في أحد الأيام ليتركها مع طفليهما لتتلقى اللوم من هم حولها وبالأخص والديها..

من الصعب جدًا أن أتجنب الإنتقادات التي راودتني خلال مشاهدتي للمسلسل كون هذه المراجعة عامة وبدون حرق، إلا أنني سأذكر تفصيلًا واحدًا وهو أن تقدم الزمان لا يعني أن تتغير نظرات المجمع لفئات وطبقات معينة، إن ما نراه في هذا المسلسل ينعكس نوعًا ما على بعض المجتمعات العربية التي نعاصرها حاليًا، ما بين نظرة المجتمع للمرأة كشخص عاجز بحاجة لرجل لكي يعتني بها وبين الخيار الصعب الذي تواجهه المرأة ما بين العائلة والمستقبل المهني..

وبعيدًا عن الجدية في سردي لرأيي في هذا المسلسل، فإن بعض الأمور اللافتة للنظر هي طريقة تفاعل الشخصيات الأخرى مع الأحداث، للبعض هذا الأمر لا مبرر له وقد يؤثر هذا الأمر على رأيه بإختيارات المخرج للممثلين ولكن ما لا يعلمه العديد أن كتّاب ومخرجي المسلسل قد إتبعوا طريقة ومنهاج المسرحيات الكوميدية الكلاسيكية منها المبالغة في الأداء والتطرق لأمور تمس المجتمعات والديانات، وإن كنت متابعًا لأعمال “وودي آلين” فسترى التشابه الكبير في طريقة التصوير والسرد. وبما أن فترة الخمسينات إشتهرت بالمسرحيات والعروض الترفيهية فإن الموسيقى التصويرية للمسلسل تناولت طابعًا قديمًا مستهلكًا بكثرة آنذاك، بالطبع أتحدث عن موسيقى الجاز التي لا يعترف بروعتها إلا من يعرف تأثيرها التاريخي في عالم الترفيه..
ولن تصح المراجعة هذه دون التطرق للكوميديا التي جعلت من المسلسل إيقونيًا، فعلى عكس المسلسلات التي تتحدث عن المؤديين الكوميديين والتي في العادة لا تؤدي غرضها فإن The Marvelous Mrs. Maisel يتطرق بكوميديته إلى تحويل كل ما هو سلبي إلى أمر إيجابي، وبمنطلق آخر يدعو إلى إعتناق الذات والثقة بالنفس أولًا وأخيرًا والأهم من ذلك هو عدم السماح لأيًا كان بالتحكم بمصيرك مهما كان الأمر..
إن ما يجعل أي عمل يلقى نجاحًا هو أداء الممثلين وتجسيدهم للشخصيات، وبلا شك فإن “رايتشل بروسناهان” قامت بعمل أكثر من رائع في تقديمها لشخصية “مريم ميدج مايزل”. وعلى الرغم من أنه الدور الذي أطلق مسيرتها الفنية لكنه لم يكن دورها الأول في هوليوود، حيث لعبت سابقًا دورًا في فيلم “Beautiful Creatures” قبل عدة سنوات.. حصلت رايتشل على جائزة “غولدن غلوب” مستحقة وبشدة لأفضل أداء في عام 2017.

رغم أنني ذكرت سابقًا بأن هذه المراجعة لا تحتوي على أي حرق ولكني لا أستطيع إنهاء هذا المقال دون ذكر الإقتباس هذا:

لماذا يتوجب على النساء أن يدّعين بأنهن شيء لسن عليه؟
لماذا يجب علينا أن ندّعي بأننا أغبياء في حين أننا لسنا كذلك؟
لماذا يتوجب علينا أن ندّعي بأننا بلا حيلة في حين أننا لسنا كذلك؟
لماذا يجب علينا أن ندّعي بأننا نادمات في حين أننا لم نقترف أي خطأ؟
لماذا علينا أن نتظاهر بالشبع في حين أننا جائعات؟

في حال لم تصل الفكرة الرئيسية للمتابع فإن أغلب الخطابات في هذا المسلسل تصرخ عبارة “هذا المسلسل نسوي ولكنك ستتابعه على أية حال”.

طاقم العمل:

  • مخرجي المسلسل: إيمي شيرمان بالادينو – دانيال بالادينو – سكوت إلياس
  • كتّاب المسلسل: إيمي شيرمان بالادينو – دانيال بالادينو – شيلا لورانس – كيت فودور
  • الموسيقى: إيريك غورفين – سام فيليبس

طاقم التمثيل:

  • رايتشل بروسناهان – بدور (مريم ميدج مايزل)
  • توني شلهوب – بدور (إيب ويزمان)
  • مايكل زيغان – بدور (جويل مايزل)
  • آليكس بروستين – بدور (سوزي ميرسون)
  • مارين هينكل – بدور (روز ويزمان)

لقطات من المسلسل:

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.