يهودية تهرب من مجتمعها المتشدد المغلق تركت كل شيء خلفها دينها زوجها وبقية عائلتها هكذا بدت قصة المسلسل فكيف ستكون نهاية القصة. بعد الهروب ينفتح حينها للمشاهد الحجاب الذي يستر هذه الطائفة ويتم تعريفنا عليها بشكل مفصل لنضع أنفسنا بموضع الشخصية الهاربة ونتخذ حينها القرار هل هربها كان مقبول أم أنها آثمة لفعلتها هذه. تم اختيار فتاة صغيرة شكليًا تتأسف على حالها نحيفة، وخطواتها خطوات طفلة لا تعلم شيئًا، وكل ما تنظر لعينيها الكبيرتين تظهر بمظهر شخصية بائسة في هذه الحياة فالعيون والشخصية بأكملها تم اختيارها لسبب وهي جذب شفقة المتابع للظهور في عرض كان سطحي بفكرته وبرمزياته وبإخراجه الذي كان صادقًا ومخلصًا لعرض حياة هذه الطائفة ولكن لم يهتم كثيرًا للقصة.
غلفت الأحداث بالامنطقية بالعديد من الأوقات وهناك مشاهد كانت طويلة بشكل جعل الملل يتسرب لداخلي وجعل عيني تغفو بالكثير من الأوقات، وما زاد الوضع سوءًا تطور بعض القصص الذي عانى أيضًا من عدم وضوح وضبابية لفت حول أكثر مسارات القصة فترَ بعض التطور هنا وهناك بدون أي تأثير على المسار الأساسي ولم يتبع لها نتيجة –تأثير- أبدًا كمشهد جدة الطفلة. سطحية الفكرة التي ذكرتها سابقًا لم تكن كلمة لمجرد جعل المقالة أعمق ولكن كانت حرفيًا حقيقة فالمشاهد بإمكان أي شخص لم يشاهد مسلسل بحياته أن يعرف ما سيحصل فالتنبؤ بالمشاهد سهل جدًا. أما الرمزيات لك أن تدرك أن رمزية البوصلة التي تواجدت كيف أنها رمزية بسيطة وقد تكررت كثيرًا، وهي تعني الهروب والبحث عن بوصلة نفسك بهذه الحياة.
أهم شيء بهذا المسلسل والذي تم عمله بحب وإخلاص بجميع التفاصيل هي حياة هذا المجتمع المنغلق على نفسه. تفاصيل كثيرة لم أكن أعي بوجودها بدين اليهود أو هذه الطائفة بالذات، ولو كنت أريد أن أشاهد فيلم وثائقي عن هذه الطائفة لكان هذا المسلسل يكفي لكونه عرفنا بأكثر الأساسيات بهذا المجتمع ولكن هذا ما لم أكن أريده فأنا شخص لا يحب الوثائقيات إلا إن كانت تتحدث عن أشياء تزيد حبي لهذا العالم كوثائقي عن الأرض والفضاء والحيوانات ونوادرها وطريقة صيدها، أما خلاف هذا النوع فما زلت أواجه صعوبة بمشاهدته. المهم لنكمل الحديث كل شيء عن حياتهم كان ممتع ومثير ومثير أكثر من ممتع فهناك اعتقادات أختلف معها ولكن من أكون لأنتقد دينهم (لكم دينكم ولي دين) ما كنت أفعله عند مشاهدتي كان مجرد تعجب من هذه الحياة التي لن أعيشها أبدًا. أحمد الله الذي أنعم علينا بدين الإسلام.
القصة كانت خالية من الكتابة الجديدة الرصينة فلا جديد هنا فتاة هاربة -وما أكثرهم حتى بعالمنا الواقعي- فتاة مدمرة داخليًا ترغم على اتباع قوانين صارمة فالحرية لا وجود لها في الطوائف سواءً دينية أم شيطانية إن كان لها وجود. أيضًا القصة كانت مطاطية من جهة وجود الدين كعنصر أساسي للتأثير على الفتاة وبهذا قد يسهل على أي شخص يوجد لديه عقدة من دين آخر أن يطبق قوانين دينه على قصة هذه الفتاة طبعًا لو كان دينه من الأديان ذات الطبيعة المحافظة. ولكن لابد أن ننصف الأديان التي لا تحاول التأثير على المرأة كمثل هذه الطائفة التي تنشِئ حالة من حالات تهديد الحياة. ورأينا كم هي القوانين كانت صارمة لا يسمح حتى بتعلم الموسيقى، أو حتى غناء النساء حول أشخاص آخرين، وعدم التعلم بالبيت، والمهمة الأساسية للمرأة هي الإنجاب، وعدم استخدام الجوالات. هذه الأسباب كانت مأثرة بالنسبة لي ولم أعتقد بوجود طائفة تهتم بهذه القوانين وتطبقها بحرفية عالية ونظام صارم.
هروب استي يتطلب شجاعة عالية وحزم ولكن رأيت بأن بها نفاق عندما ذهبت لألمانيا فهي مستعدة لاستقبال الفائدة من هذا الشعب ولكن تكن له النفور بسبب الإبادة الجماعية. كنت أعتقد بأن الإبادة الجماعية لليهود ستتواجد بشكل مؤثر على بعض القرارات ولكن كان التأثير ضئيل جدًا وثانوي فكون التطرق للموضوع لا مفر منه فتم مزجه بشكل عادي جدًا ولا تأثير كبير يذكر. هل قدمت استي ذلك الدور الذي لن ينسى؟ لا، ولكن كانت مقنعة وقادرة على إثارة عاطفة المشاهد، فقد تأثرنا بها عندما كانت تشعر بالخسارة، والخوف، والإرادة، والرغبة في الحرية، ومحاولة عيش حياة علمانية خارج ذلك الإطار الذي فرضه عليها دينها. أيضًا زوجها يانكي قدم دور رائع ومتزن غطى به الصورة النمطية المصورة حول اليهود الأرثدوكسيين.
في النهاية أستمتعت برؤيتي لكيف الأخرون يعيشون حياتهم. أخذت نظرة رائعة على طائفة مغلقة بهذا العالم. لم يقدم العرض شيء جديد بالقصة، لا وجود للمفاجآت، قدم العرض صورة نسوية لبطلة عانت بحياتها لنرى تحولها لشخصية قوية، لكن عندما نتحدث عن الجانب الفني فالمسلسل كان ضعيف ومباشر ببناء القصة وإستدلالاته الأخلاقية. إن كنت شخصًا يقاتل للمساواة سيعجبك العرض.
About Author
