أنهيت مشاهدة فيلم 12 Angry Men قبل ثلاثة أيام للمرة السابعة, عندما تشاهده للمرة الأولى في حياتك سيخطر في بالك شيء واحد بعد أن تنتهي منه “ستقول لنفسك كم تمنيت لو أنني كنت في السينما حين عرضه للمرة الأولى” , لقد كانت المرة الاولى عندما شاهدته في إحدى ليالي الشتاء في المدينة.. أمسية شتاء قارص وكم تأثرت بهذا العمل, هو عمل قادر أن يغيرك للأفضل ويترك بك مبادئ عظيمة تتجلى بك مع مرور الزمن..
12 Angry Men 1957 | إثنا عشر رجلاً غاضباً 1957
” الحياة في أيديهم .. والموت في عقولهم “
هكذا وصفهم الأعلان الترويجي لهذه التحفة الفنية في نسختها السينمائية عام 1957
12 شخصية مختلفة.. 12 مشكلة.. 12 مبدأ.. 12 ممثل دون وجود أسماء لشخصيات العمل وهو أمر نادر الحدوث في أفلام شهيرة, اجتمعوا في عمل يُصنف تحت مظلة محبيه ونقاده من فئة “أفلام المكان الواحد” لأنه أحد الأفلام المشهورة التي تم تصويرها في مكان واحد في غرفة رطبة في الشتاء القارص لمدة 90 دقيقة من أصل المدة الأصلية 96 دقيقة, في جلسة المحكمة قبل دخول هيئة المحلفين إلى غرفتهم حيث يقبع مصير الفتى المتهم بين يديهم, والدقائق الباقية هي مشهد الختام وخروجهم من المحكمة.
القصة:
هو فيلم دراما أمريكي من أخراج الأوسكاري الفخري “سيدني لوميت” وكتابة “ريجنالد روز”, مستوحاة من المسرحية التلفزيونية التي كتبها “ريجنالد روز” بنفسه، يروي الفيلم قصة هيئة المحلفين المكونة من 12 شخص عندما يواجهون قضية جريمة قتل من الدرجة الأولى متهم بها فتى بقتل والده في أمريكا, وعليهم أن يتشاوروا إذا كان المتهم مذنب أم بريء قبل إبلاغ المحكمة بقرارهم.
إقرأ أيضًا: قائمة المرشحين لجوائز الأوسكار 2021 Oscars
لماذا يجب أن تشاهده؟
– هو عمل يجسد نزاهة القضاء التي يجب أن تكون موجودة في أي دولة, ويجسد لك كيف تتختلف الأراء وتتفق حسب المعطيات التي تكون على الطاولة.. ولكن كيف لعمل يهيئك لرؤية أحد أعضاء الهيئة بإصدار حكم دون الرجوع إلى المعطيات التي أمامه ويكون سببه شخصي لمجرد أنه شعر بالملل ولديه مبارة، كلما أتذكر مشهد كلام المحلف السابع الراحل “جاك واردن” الى المحلف الثامن الراحل “هنري فوندا” أشعر بصدمة والخوف من هولاء البشر..
وصدمة المحلف الثامن من كلامه له لأنه هو الوحيد في البداية الذي بدأ بالدفاع عن الفتى وشكك بأنه القاتل “لا تقم بإضاعة وقتنا إن الفتى مجرم بلا شك والمبارة سوف تبدأ الساعة 8 مساء”!!! وتعلم أن بعض الناس ما زال لديهم لا مبالاة وأن المصلحة الخاصة تتفوق على المصلحة العامة والمجتمع , وأخر يعطي حكمه لأنه يعارض أحد المحلفين برأيه وحُكمه.. أخرون من كانوا على خطئ ومن ثم تغير رأيهم.. لقد كان مشهد اعتراف المحلف الثالث الراحل “لي جاي كوب” في مشهد الختام دليلًا إضافيًا على مدى أن يكون الحكم لأسباب شخصية بحتة لا علاقة لها بالقضية، 96 دقيقة من السجال بينه وبين المعارضين لجريمة الفتى المتهم .. وتعيش صدمة أن نتيجة عدم التشكيك بتهمة الفتى المتهم هي تعود لسبب شخصي لأن الفتى ذكره بابنه!! .. لقد كان مشهد يقشعر له الأبدان وتجعل عيونك تُغمر بالدموع, كيف لا ؟ وهو عمل بُني على كمية حوارات عظيمة والمبادئ الراسخة في هؤلاء المحلفين الإثنا عشر وغضبهم الذي بني على”الشك” في الموضوع الذي وقع بين يديهم الذي سيتحول في نهاية العمل إلى يقين” سواء كان مُذنب أم غير مُذنب .. لم يكن في نظري أنه مجرد عمل بل كأنها مسرحية سجالية بين المحلفين أصحاب الشخصيات المتناقضة التي تجعلك تعشق تناقض كل منهم سواء كانوا على حق أم لا.. هو فيلم مبادئ هو فيلم عظيم هو فيلم خالد قادرعلى أن يلمسك من الداخل ويترك بك أثر لا يُستهان به.
كيف رد التاريخ الجميل الى 12 Angry Men؟
- صُنف الفيلم من أعظم أفلام التاريخ على الأطلاق.
- أُختيرالفيلم في عام 2007 ضمن الأرشيف الوطني السينمائي من قبل مكتبة الكونغرس لكونه أثر حضاري وتاريخي وجمالي.
- جائزة ” Grand prix ” 1958 .
- جائزة Golden Bear “” 1957
- المجلس الوطني للمراجعة: الأفلام العشر الأولى
- ترشح الفيلم الى 3 جوائز الأوسكار “أفضل فيلم, أفضل أخراج, أفضل سيناريو”.
- حصد كاتب العمل “ريجنالد روز” جائزة نقاد الكتاب الأمريكية لأفضل دراما مكتوبة.
- حصد الراحل “هنري فوندا” المحلف الثامن جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام لأفضل ممثل أجنبي.
- حصل الكاتب “ريجنالد روز” على جائزة أدغار لأفضل سيناريو سينمائي.
- المخرج “سيدني لوميت” جائزة Bodil Award لأفضل فيلم أمريكي 1960.
- جائزة مشاهير PGA ـ صور متحركة 1997.
- بلغت ميزانية الفيلم 340,000 دولار وبلغت قيمة الأيرادات ما يقارب 2,000,000 دولار.
المحزن أن الممثلين الـ 12 رقدوا في سلام ولم يبقى أحد منهم لكن عملهم ما زال باقي.
IMDB : 9.10 🌟
Rotten Tomatoes : 100% 🍅
About Author
