تلفازمراجعات

مراجعة مسلسل Legion الموسم الثالث الحلقة الثالثة.

لقد رأيتُ الدماء مشتعلة

 

 

 

 

 

 

قصة تروى لنا عن عقدة الفوضى في الشخصية والهوية، وما لك إلّا أن تتساءَل عن كيف ستشكل أفعالك هوية طفلك؟ وترابطك معه؟ الأطفال يبدأون بالتعرف على أنفسهم وشعورهم بالذات من خلال صورة ذاتية منعكسة بمرآة، أو صورة فوتوغرافية تشكل لديهم الوعي الذاتي، وفي حالة ديفيد فكان لديه أمال فاروق ليهتم به، ويشكل وعيه وذاته، ويطمس هويته والشعور بها خلف مرضه النفسي، وجعله يستمر بحالة غير متزنة لا يفرق بين الحقيقة وما هو متروك (أو قد يكون هذا مرض عقلي موروث من أمه). يميل الأطفال منذ الطفولة إلى تنمية الإحساس بالملكية والهوية، وهذا كان له تأثير من أمال فاروق، فلم يجعل ديفيد من البداية أن يملك هوية صحيحة ليستمر بها، ويستقر عليها. هذا ما جعل حالته تسوء إلى أن مد الحبل وسقط. فصل يملأه الحزن والغموض بسرد يجعلك كالحالم، فثيم الحلقة كان السفر عبر الزمن والحب، ولم تكن الفكرة كمثل عادة السفر عبر الزمن، ولهذا جعل هالوي هذا الفصل أشبه بحلم، فالمشاهد ليست متسقة أبدًا (غير خطية)، وتتجه نحو الخسارة ومأساة تشهد على حتمية السرد. (التاريخ يعيد نفسه) أعاد التاريخ نفسه وخسر ديفيد الآن، ولكن سيحاول إلى أن يقلع جميع أسنان سويتش.

 

 

 

 

أحدث نسخة عن نفسه لا يريدها، يريد تعديلها ولهذا هو من صنع مستقبله فالمستقبل والماضي متصلان. وجود ديفيد هو ما جعل غابرييل تبتعد عن الاستقرار والسلام الذي وجدته في ذلك البيت. ديفيد أتى ليكون هو الشبح الذي يسكن هذا البيت فوجوده هناك كان غير مستقر، يتنقل لخطوط  وقت مختلفة بنى به سرد الحلقة ولكن سحق بهذا نفسه ومستقبله الذي يريد تعديله، وهذا ما جعلنا نرى الصراع العاطفي الذي وضع حياته على هذا المسار، وتبين أنه شارك في صنعه (قد يكون هذا السبب في تخلي أمه عنه. فعودته للماضي كشبح يطارد أمه، أعاد ذلك الجنون). بناء لشخصيتين قد تكون متواجدة فقط في هذه الحلقة فالبناء أتى بعده تحطيم. عرضوا لنا التقلبات العاطفية وحالتهم، لقاءهم كان محض صدفة فتشارلز بعد أن استخدم قوته في حربٍ ما، يقوم بدخول منشأة للأمراض العقلية لسوء استخدام قوته. هنا يجد الأم غابرييل وتبدأ قصتنا. علاقة جذابة، بها لطف، والإعداد لها كان جميل جدًا، ولأن تشارلز عانى من الحرب، فهذا شيء عاطفي أن ينقذها من براثن الجنون ليكونا أسرة، ويخرج لنا مدمر للعالم صغير.

 

 

هامش:

 

الحلقة الأولى من الموسم الأول أفادت هذه الحلقة كثيرًا. (الساوندتراك) وبعض الأغاني التي عرضت بالحلقة الأولى متواجدة هنا. حديث الأبوين عن التفاح والطماطم، كمثل حديث سيد وديفيد عن فطيرة التوت والبرتقال. أيضًا رسم تشارلز لغابرييل، كمثل رسم سيد لديفيد. مسكهم لأيدي بعض والتجول في المشفى. المونتاج مع تلك الأغنية كمثل الحلقة الأولى تمامًا (المختلف رقص ليني فقط). نومهم مع بعض في المشفى. أول نظرة من تشارلز لغابرييل، وكأني أشاهد الابن ينظر لمعشوقته سيد. هناك نص من غابرييل تم ذكره على لسان سيد الموسم السابق. ولن أنسى لعبة الفتى الغاضب. تناغم بارع صنعوا منه قصة حب قد تكون مكررة ولكنهم جعلوها مزدهرة. قد يكون هذا التأثير مجرد عكس الحياة مرة أخرى على نفسها. فلو نظرنا لنهاية القصة نجد أن سيد وتشارلز صدموا من قبل ديفيد (من غير قصد).

الباب الذي ظهر فجأة أمام البيت ماذا يحدث؟ يمكن أن يتم تأويل هذا المشهد على وجهة نظر المشاهد، ولكن سأذكر الشيء الذي أرى أنه صحيح، وبعد ذلك سأذكر رأيٌ آخر. رأت غابرييل الباب، وأعتقد أن السبب بأنها مجنونة لا أكثر، فمنذ البداية وهي تسمع أصوات (تدخل ديفيد بستار الزمن بصوته) ولهذا من المعقول أن المجنون يرى مالا يراه العاقل، ولهذا كانت هي فقط التي تسمع ديفيد، وتشارلز الذي يملك قوى تخاطر لم يسمع شيء، هذا يدل على أن الرابط هنا هو الجنون. التفسير هو أن الباب من عمل ديفيد، ورأينا عندما طرده تشارلز (والده) يُسحب إلى أن يتجه لمكان الباب بالضبط، وهو الباب الذي صنعته سويتش ولهذا أرى أن الباب هو مجرد باب دخول سويتش وديفيد للماضي. قد يكون هذا الباب هو مجرد رؤية من غابرييل وتشكيل من عقلها للباب الذي عملته سويتش ولا تدخل لديفيد به. رؤيتها للباب هو مجرد تشكيل من عقلها للتحكم بنفسها، وأن فتحها للباب قد يجعل الجنون يعود لها، ولهذا الباب يعبر عن توازنها وتملكها لنفسها، فكل ما فعله تشارلز هو القيام بحبس هذا الجنون في مكان عميق بعقلها.

طفلها يبكي مرارًا وتكرارًا، وهي لا تقوى على نجدته فالغرفة انسد كل مداخلها. ياله من مشهد ومن إخراج رائع قدم الذعر بتصميم غرفة ومشهد رأس يحوي على مؤخرتين. ضبابية عقلها عاد، وفقدت التمسك بنفسها عندما رأت رأس ديفيد مكون من قذال. شيء مرعب لأم أن تمر به.

خطأ أبوي يجعل من أمال فاروق يدخل في ديفيد، فقواه خارت بعد أن وجد حبيبته ساقطة على الأرض، بعد أن تركها لشهر في ذلك البيت حبيسة أفكارها، يطاردها صوت ديفيد المزعج، الذي جعل جنونها يعود بمشهد يريد منها انقاذ شخصيته الصغيرة، ولكن هنا درس لديفيد، عليك أن تظهر نفسك كاملًا لتجعل أي شخص يساعدك، ولكن أن تظهر نصف جسدك والنصف الآخر لم يتشكل بعد فهذا منفر حتى إن كان أمامك إنسان مجنون. فمن يريد أن يرى جانبك الرخو.

هل النوم مهم؟ إن السفر لوقتٍ بعيد كان له الأُثر لقولها: أريد النوم؟ أعتقد بأن كلامها كان بسبب التعب لا أكثر، وأن استخدامها للقوة لوقتٍ كبيرٍ يسبب لها النعاس، أيضًا يجعلها تفقد سنًا أكبر (على وقت السفر والعودة). يبدو بأن نهاية الموسم سنراها درداء (عديمة الأسنان) تلهو مستنشقة حب وسلام ديفيد.

ورث من والده قواه، وورث جنونه ومأساته من والدته، وهذا ما صنع لنا شخصية يائسة تتحرك بأفعاله. “العالم مكان قبيح” تقول غابرييل هذه الجملة بعد ما عانته من أهوال جمة. جعلت من الفتى الغاضب يمرر لديفيد، فكوابيسها أصبحت كوابيسه وتسأل بعدها “هل يرى الأطفال الكوابيس” مشاركة عقليتها على طفلها كان شيء نفسي بالنسبة لها، فالفتى الغاضب أصبح يأس يستنزف ديفيد بعقله، فكل اتجاه بعقله أسهمه حمراء.

رؤية ملك الظلال كسحابة سوداء. كلنا نعلم أنه مجرد وعي في الطائرة النجمية، ولكن الفيلق يظهره لنعلم أين. هو مجرد شكل ظاهري (لمسة بصرية) يظهروه للمشاهد فقط  لنراه عندما يستولي على ديفيد أو يدخل به أو أيًا كان.

الموسم الأول كان هناك مشاهد كثيرة تظهر به العينين، وأعني بأي شكل ثنائي يظهر كعيون (كمثل المصابيح) وظهر هذا بأول حلقة بالموسم الثاني، وفي هذه الحلقة أظهروا لنا ملك الظلال وهو يكون كنظارة على مصباحين بأعلى ديفيد، وهذا ما يوضح أن هذه الفكرة من قبل وهي موجودة، فليس هذا من باب الصدفة أبدًا.

 

 

الفصل الثاني والعشرون قدم نهج بألوان رمادية تمثل بها الحزن، ويختلط معها ذلك اللون المهدِّد (الأحمر) ليأتي الرعب من جديد، فالتواصل مع الماضي كان لمنزل مسكون، وكأننا ننتظر قصة مرعبة لشبحٍ ما يريد الانتقام. عاد للماضي وأعاد الرؤية للخطر الحقيقي (أمال فاروق) فإن هجع بسباتٍ فلا يعني ذلك أنه ليس بالخطرِ الأكبر. فصل مرعب، مليئ بالحب والأمل المتصدع. شيء جميل أن نشاهد كيف أن الفيلق يغير مظهره وشكله اعتمادًا على الوتيرة. بدأ التوتر بعد الخطة الفاشلة، وسنرى ماذا سيفعل لاحقًا.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.