تقارير سينمائية

حين حذفت بيكسار فيلم Toy Story 2 بالخطأ

القصة التي سوف تعرفونها اليوم هي من كتاب (Creativity, Inc.) لـ (إدوين كاتمول) الرئيس والمؤسس لشركة Pixar للرسوم المتحركة

تبدأ القصة في شتاء عام “1998” حين كان الفريق في شركة (بيكسار) يعمل بجد على الجزء الثاني من فيلم Toy Story 2 ( حكاية لعبة 2 ) الذي كان سيصدر العام القادم “1999”،تأخذ أفلام الأنيميشن وقتًا طويلًا جدًا لصنعها وخصوصًا في تلك الفترة كانت تتطلب فريقًا مهولًا من الكتّاب ومؤدي الأصوات، ومصممي الشخصيات والرسّامين والمحررين، ومصممي الأصوات و الكثير من محاكاة الحركة.

وعلى عكس الأفلام الحيّة، والتي تحوي بكل بساطة ما تم تصويره على الكاميرة وقصه وعمليات المونتاج، يتم صنع الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد بواسطة شبكة رقمية حيث يدخلها مختلف الفنّانين ورسّامي الرسوم المتحركة، عبر أجهزتهم الموصولة بجهاز واحد لتشكيل وصنع كل إطار للفيلم في نفس الوقت بصورة مثالية، كل جسم تراه في الفيلم موجود كنموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، حيث تعتمد هذه النماذج والملفات على بعضها البعض، لذا حين يفتح مصمم الرسوم المتحركة مشهده من برنامج الرسم الخاص به يتم تحميل كافة الأجزاء الأخرى التي عمل عليها الرسّامون الآخرون من حيث الأزياء والألوان والخلفية والحركة وغيرها، هذا يعني أن أصول وناتج جميع ما عمل عليه الفنانون في الفيلم ستكون محفوظة على (هارد درايف) وحدة تخزين ضخمة واحدة، مربوطة فيما بينهم. في ذلك الوقت اضطرت (بيكسار) إلى استخدام أجهزة (Linux) و (UNIX) لحفظ ملفّاتهم “أما الآن فجميع هذه البيانات يتم حفظها على سحابة الكترونية”.

في أحد الأيام قام أحدهم (لم يذكر اسمه بالكتاب) بالقيام بالقليل من عمليات التنظيف الروتينية للوحدة التخزين عن طريق كتابة أمر (حذف) عبر الجهاز الرئيسي، كان نظام تشغيل (Linux) و (UNIX) يعمل عن طريق كتابة الأوامر، فبدلًا من تحديد الملفّات التي ترغب في حذفها داخل المجلد كما نفعل اليوم، عليك أن تكتب أمر الحذف يدويًا ومن ثم تكتب اسم المجلد الذي تريد حذفه. أن تنسى القيام بذلك أو أن لا تقوم به بشكل صحيح، سيؤدي بالنظام إلى محو كل الملفات الموجودة على الجهاز بالكامل، لذا بمجرد أن تمكن ذلك الموظف المجهول من كتابة الأمر على سبيل المثال (/bin/rm-r-f-*  ) أو أيّا يكن، بدأت جميع الملفّات الموجودة على وحدة التخزين الرئيسية بالاختفاء.

إقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Incredibles 2 | من دون حرق أحداث

تخيل لو أنك مصمم رسوم متحركة تعمل بشغف على تحفتك الفنية لأفلام (بيكسار) المفضلة لديك، وقد تجاوزت خمس ساعات من العمل في ذلك اليوم، وأنّك تعمل على مشهد من مشاهد الفيلم، وفجأة تختفي قبعة (وودي)، وتم تختفي ألوانه وبعدها يختفي هو من المشهد، وبعدها تبدأ اشعارات أخطاء كثيرة في الظهور على الشاشة.

كان (أورين جيكوب) المدير الفني المساعد للفيلم، أحد أولئك المصممين وأدرك بسرعة أن وحدة التخزين الرئيسية قد تم مسحها، وعلى الفور سارع إلى الهاتف واتصل بقسم الأنظمة التي  كانت تحوي وحدة التحزين الرئيسية، وطلب منهم بكل حزم سحب القابس الكهربائي بسرعة من وحدة التخزين الرئيسية، ولطلبه الغريب رفضوا القيام بذلك في البداية دون إدراكهم أن الملفّات يتم حذفها في هذه الأثناء، وبعد إصرار (أروين) الشديد على أنها حالة طارئة تم الأمر، في الوقت الذي سحب القابس فيه توقف أمر الحذف وأطفئت جميع الشاشات الموصولة به، و 90% بالمئة من ملفات الفيلم التي كانوا يعملون عليها قد حذفت، وأمامهم أقل من عام فقط لموعد طرح الفيلم.

(غلين سوسمان) المدير الفني المشرف على الفيلم وفي خطوة استباقية اتصلت بقسم التقنية وطلبت منهم النسخة الاحتياطية للفيلم، “أعني أنه أمر جيد صحيح؟” أن تقوم (بيكسار) بعمل نسخة احتياطية للملفات التي سوف تكون أساسًا لفيلم بميزانية 500 مليون دولار، لكن الأمر لم يكن كما نعتقد، قسم التقنية أخبر (كيتلين) أن النسخ الاحتياطية لم تكن تعمل طوال الشهر الماضي وأنهم كانوا يعملون على إصلاحها، وقد أرسلوا لهم مذكرّة بالأمر منذ مدة!

“تبّا .. والآن ماذا سنفعل؟” بعد أقل من عام سيتم طرح الفيلم ويجب على فريق الرسوم المتحركة أن يقوموا بإعادة رسم الفيلم بأكمله من الصفر.
تم عقد اجتماع طارئ على مستوى عالٍ في (بيكسار) لتحديد مصير المشروع بأكمله، كان هنالك حديث عن تأجيل الفيلم أو حتى إلغائه كليًّا، لكن بعد ذلك وخلال الاجتماع تذكرت (غلين سوسمان) أمرًا هامًا، وهو أنها  في وقت سابق من هذا العام أنجبت (غلين) ابنها (إيلاي) كانت تضطر لأن تعمل من المنزل أحيانًا أثناء إجازة الأمومة، ولكي تتكمن من القيام بذلك قامت بإنشاء نسخة احتياطية لجميع أصول الفيلم على جهاز الكمبيوتر المنزلي الخاص بها.

لذا انطلق (أورين) و(غلين) إلى منزلها، ووجدا الجهاز، وقاما بلفّ جهاز الكمبيوتر المنزلي بالوسائد والبطّانيات، وقاموا بوضعه بعناية في المقعد الخلفي لسيارتها، وعادوا للشركة وهم يقودون على ما أعتقد بسرعة 20 كيلومترًا بالساعة.

 الكمبيوتر الذي يحوي آخر أمل لفيلم (حكاية لعبة 2) بل لكامل مستقبل شركة (بيكسار) تم حمله داخل الشركة كما لو أنه تابوت فرعون مصري بكل عناية، وقد تم اعداده بعناية، وتوصيله بعناية وتشغيله بكل عناية، إلى أن تمت استعادة جميع أصول الفيلم أخيرًا.

لذا فليكن هذا درسًا لنا جميعًا، أن نقوم بالنسخ الاحتياطي دائمًا لملفاتنا وألا نستخدم نظام (Linux)

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. @salah

    لا يا صديقي الجملة الأخيرة كانت تلك مزحة فقط
    والتقنية المذكورة كانت من 1998

  2. له له له!! دمرت كل شيء بالكلمة الأخيرة!! لينكس هو أفضل نظام تشغيل في المجموعة الشمسية وأنوي الانتقال له قريبا (بعد عشر سنين تقريبا)
    لا, جديا, أصلا خوادم موقعكم وكل خوادم الشركات الكبرى والشركات الكبرى تعمل باستخدام لينكس, لا يصح الإساءة له 🙂

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.