أدبتقارير سينمائية

قبل أن تبدأ بكتابة فيلمك القادم!

إذا كنت ترغب بكتابة سيناريو لفيلمك القادم إليك النصائح والأفكار التالية:

1-  الفكرة الدخيلة: “قد تتوقف قبل أن تبدأ, ويكون السبب خبير لم يحطمه أحد بما سحقك به!”. نحن نعتقد أن جميع القصص والأحداث اليومية التي تحدث لنا ليست سوى أفلام ضائعة. وككاتب سيناريو وضيع ستستمع للكثير من القصص التي يقولها لك أشخاص من حولك يعتقدون بأنها قصة جميلة لفيلم سينمائي عظيم لا يحول بينه وبين كتابتها سوى عدم احترافه لهذه المهنة التي لم تعد كذلك بعد الآن!

وحينها ستجد نفسك أمام جهازك تكتب بكل عبقرية سيناريو فيلم مقتبس من صراع صديقك الدائم مع قطته التي تنام في سيارته كل صباح ليجد نفسه في ورطة بسبب مديره الذي يعاني من حساسية القطط. ولكن تأكد دائمًا أن كتابة السيناريو بهذا الشكل مضرة على صحتك ككاتب!

مضرة لصحتك بعدة جوانب وأهمها أنك ستصبح زائر دائم لذلك الطريق المسدود الذي يحذرك منه كل خبير وكاتب عظيم ولكنك وكأي كائن بشري فضولي تريد تجربة الأمر!.


إقرأ أيضًا: كيف تقيّم فيلمًا!


وبالمناسبة ستجد هناك الكثير من الكتاب المحترمين الذين يستمتعون كثيرًا في تحويل أفكار أصدقائهم إلى أفلام لا يشاهدها غيرهم!

2-  الفكرة الأصلية: ككاتب يجب أن تعامل الفكرة بكل جدية ويجب أن تدرك عظمة هذه الهبة الإلهية فتلك الفكرة تركت الجميع ووصلت إلى ذهنك اولًا. ولكن يجب أن تعمل عليها بصمت فلا تعلم قد يكون صديقك المقرب كاتب سيناريو متخفي!

فحين ما يتعلق الأمر بأفكارك يجب عليك العمل بكل سرية والبعد كل البعد عن الورش الجماعية مؤمنًا أن تلك الفكرة تخصك وأنك تملك شخصية مختلفة وفلسفة شخصية مستقلة عن الجميع، حتى لو كنت مبتدئًا يجب عليك وقبل الجميع أن تؤمن بنفسك. يجب أن تفعل ذلك لكي يؤمن بك من حولك ايضًا!

الفرق بين الفكرة الدخيلة على مُخيلتك والفكرة الأصلية التي تخرج من مواقفك الشخصية وصراعاتك النفسية هي أنك تعلم نهاية الفكرة الثانية وتجهل نهاية الأولى!

ولكن قبل أن تبدأ بكتابة فيلمك القادم.. تريث قليلًا! “قد تتوقف بعد أول فيلم, والسبب ناقد متجول فشل في كتابة فيلمه الأول سابقًا” قبل أن تبدأ في كتابة السيناريو الخاص بك عليك أن تقوم ببعض الشعوذة النفسية والأسئلة البوليسية وأول سؤال يجب أن تقتل به نفسك هو “لماذا أكتب هذا الفيلم؟”

في ذاتك يجب أن تجد الجواب. هل أنت خرجت من علاقة مؤخرًا وتريد كتابة فيلم مأساوي أم أنك وقعت في الحب مؤخرًا وتريد كتابة فيلم رومانسي أم أنك ألتقيت بأصدقائك القدامى في نهاية الاسبوع وتريد كتابة فيلم كوميدي؟

أما إن كانت نفسك لا تملك تأثير قوي عليك، فتستطيع تخيل نفسك تجلس برفقة “انغمار بيرغمان” الذي يسألك وهو يسحقك في لعبة الشطرنج التي يلعبها معك “ماذا تريد أن تقدم للسينما يا فتى؟”

وإني أحذرك يا عزيزي القارئ من اختيار المال والشهرة كإجابة هنا! فكل ما يُقدم للسينما يجب أن يكون لأجل السينما فثق بي إن السينما هي من ستجلب لك الشهرة والمال، ولن تدعك تأخذها منها ابدًا.

لكي لا ينتهي بك المطاف في طريقنا المسدود عليك اولًا أن تحمد الله على هذه الفكرة وتبدأ بكتابة ملخصها!

3-  الملخص: عليك أن تُلخص قصتك في بضعة أسطر لكي يتشكل عندك مفهوم مبسط عمّا تريده أنت. وعليك كتابة أسماء شخصياتك ويُفضل أن تكتب نهاية القصة أيضًا فلن تتجاوز الصفحة العاشرة إن كنت لا تعلم نهاية قصتك فالسيناريو يختلف عن القصة التي تتبعها في العادة. فالسيناريو هو من يتبعك وذلك مضر بصحتك النفسية، أن تصحو صباح كل يوم لتجعل مجموعة من الأشخاص يتحدثون ويتفاعلون ولسوء حظهم فإنك تستطيع إضحاكهم وتستطيع في الوقت نفسه حرق منزلهم!


إقرأ أيضًا: نهاية السينما!


الملخص سيكون مفيد جدًا في حال عرضت السيناريو على منتج أو مخرج العمل ومتى ما كان مختصر ومشوق فإن ذلك سيجعلهم يتصفحون النص بداعي الفضول وهم في العادة لا يفعلون ذلك! خصوصًا لكاتب غير معروف مثلك حتى وإن كنت تملك بين يديك قصة عظيمة! ثم عليك النوم قليلًا لكي تستيقظ صباحًا وتعلم جيدًا “أنك قد تترك العمل على هذا الفيلم، ولكن هذه المرة بسبب كسلك وعدم ثقتك في نفسك” ثم أريدك أن تتوجه إلى جهازك لكي تقوم بالكتابة.

4-  المعالجة: وهي أكبر بكثير من الملخص الذي قمت بكتابته ليلة البارحة وقد تصل في كثير من الأفلام إلى عشرين صفحة ويفترض منك في المعالجة ان تقوم بمعالجة القصة وتطويرها بالكامل وإلى حد ما قد تجد نفسك تكتب رواية مُصغرة ولكن لا تتضمن حوارات إلّا ما ندر، بالقدر الذي يسمح للقارئ أن يفهم مبتغى الشخصيات وطريقة حديثهم ولهجتهم وتكون المعالجة وصف كلي للفيلم مشهد بمشهد، دون تقطيع متسلسل.

ثم بعد ذلك تستطيع البدء في كتابة الاستمرارية الحوارية لفيلمك القادم بالأخذ بالاعتبار أنك أصبحت تعرف نوايا شخصياتك وأهدافهم وبداية ونهاية قصتك. ولكن.. السؤال الأهم الذي يجب أن تسأله لنفسك دائمًا. لا تكتب “مشهد 1” إلا وأنت تعرف المشهد جيدًا “لماذا البطل يفعل ما أكتبه؟ ولماذا وطوال حياته السابقة -باعتبار انه سيصبح مخلوق على الشاشة – قام بهِ  الآن بالتحديد؟

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.