أين يكمن نجاح الفيلم السينمائي؟
حين ما تفكر في فن السينما من منظور مختلف ستجده أبسط بكثير مِما يبدو عليه، صناعة الأفلام هي حِرفة وعمل لا شك في ذلك وإذا ما أراد الفنان الاستمرار والعمل في هذا المجال عليه أولاً أن يقدم أفلاماً جيدة! لم أقف هنا عند كلمة “أفلام” فقط بل ربطتها بكلمة “جيدة” ولكن هل استمرار الفنان يكون بناءً على صنع الأفلام الجيدة ربحياً أم الأفلام الجيدة نقدياً؟
المشكلة الكبرى في صناعة الأفلام أن تأخذ كعمل فقط ولا يُنظر لها من منظور الفن, السينما هي أحد الفنون المُقدمة للعامة أو المشاهدين وهؤلاء المشاهدين يكون من حقهم الثناء على العمل بما رأوه أو عكس ذلك ولكن متى ما تعامل المنتج مع العمل من منظور مادي فقط ستكون أفلامه رابحة مادياً ربما ولكنها لن تكون كذلك نقدياً!
إقرأ أيضًا: شاهد هذا الفيلم قبل أن تموت!
في رأيي إن نجاح الفيلم نقدياً هو العامل الذي يجب أن يقاس به جودة العمل بسبب أن مشاهدي الأفلام ينقسمون إلى قسمين “مشاهد عادي” و”عاشق مهتم” المشاهد العادي لا يهتم بكل ما هو سينمائي في الفيلم هو يريد فيلم جيد بنهاية سعيدة إن أمكن ذلك فقط, أما العاشق هو الرجل الذي يهتم بزوايا التصوير والحوار ومدى مصداقية النهاية أو حتى تقبُله لها! وحتى الموسيقى التصويرية بإختصار هو ذلك الشخص الذي يهتم لأدق التفاصيل في الفيلم.
للأسف هناك بعض المنتجين لا يقيمون النص المقدم لهم على جمال القصة أو الحوارات بل يسأل نفسه سؤال واحد فقط هل الفيلم سيحقق نجاح في شباك التذاكر أم لا؟ متى ما أصبح تفكير المنتج مادي وغير مبالي لجمال القصة أساساً كلما أصبحت صناعة الأفلام في تدهور أنا لا أقول هنا إن الأرباح ليست أحد أهم عناصر صناعة الأفلام و لكني أقول إنها ليست الأهم على أقل تقدير, الفيلم الجيد ربحياً سيبقى جيداً في شباك التذاكر فقط! و سينُسى تماماً بعد مدة زمنية قصيرة.
إقرأ أيضًا: الأفلام الحديثة!
كمخرج يجب أن لا يكون نجاح الفيلم تجارياً معيار مهم لديك لتقيّم أعمالك بل يجب أن تسمع كلام المهتمين والعاشقين لهذا الفن بسبب أن المشاهد العادي سينساك فور خروجه من قاعة السينما أم المهتم هو ذلك الشخص الذي سيقبى ينتظر أفلامك وأعمالك الجديدة، للأسف الآن أصبح معيار نجاح الأفلام هو أرباحها ويتناقل الناس في ما بينهم أرباح هذا الفيلم و حين ما تشاهده تعتقد أنك ستشاهد فيلم جميل قياساً بكل هذه الأرباح ولكن تتفاجئ أن الفيلم عادي جداً لا يستحق كل هذه الضجة !.
بقلم: عبد العزيز العيسى
About Author
