تقارير سينمائية

شاهد هذا الفيلم قبل أن تموت!

بقلم: عبد العزيز العيسى

أريد أن أتحدث قليلًا اليوم عن السؤال الأول أو الاختبار الأول الذي سيختبرك به أي شخص تقابله يعلم أنك مهتم بالسينما

هل شاهدت “على سبيل المثال” فيلم The Shawshank redemption؟ و يبدأ يسرد لك كومة من أسامي الأفلام التي يرى أنها الأعظم و قد يستعين بهاتفه النقال للبحث عن الافلام التي ستحدد مصيرك السينمائي أمامه!

هذه هي النظرية! كل شخص يملك ثلاث أفلام مثلاً يرى أنها الأهم سينمائياً و ليس من المعقول أن تتشابه هذه الأفلام الثلاثة  لدى الكل, إن أردت أن تفوز بجائزة أعظم سينمائي عليك أن تشاهد جميع هذه الأفلام المفضلة لدى كل شخص من الذين ستقابلهم في حياتك.

دائماً ما أتساءل هل سأصبح سينمائي عديم الفائدة إن توفيت قبل أن اشاهد جميع الافلام التي ستحدد مصيري كسينمائي؟ السينما ليست دخيلة على الفنون بل هي سابعهم وفي كل فن هناك الصانع والمشاهد أو المستمتع، كما يحدث هذا أيضاً في الكتب ربما القارئ قرأ كتب عديدة أكثر حتى من جميع كتّابه الذين يقرأ لهم ولكن حين ما يتعلق الأمر بالحديث عن الكتب في ندوة ثقافية هل تتوقع أن يتم استدعاء القارئ وترك المؤلف! ربما يستغرب البعض حين ما يرى مخرج له العديد من الأفلام يغرد في حسابه أنه لم يشاهد فيلم The Shawshank redemption وسيصفه بالجديد على السينما حتى! كون هذا الفيلم أصبح بديهي إن صح التعبير في أي قائمة سينمائية.

عشاق السينما ليسوا جميعاً مشاهدين جيدين للأفلام هناك البعض يشاهد ليتعلم فقط، رؤية المخرج لفيلمٍ ما ليست كرؤية مشاهد شاهد الأف من الأفلام! المخرج يرى اللقطة ويعلم لماذا اُستخدمت هنا ولكن المشاهد يراها شيء بديهي فقط ولا يعلم سبب استخدامها مشاهدة الأفلام الكثيرة لن تطور إطلاقاً من ثقافتك السينمائية كون السينما دراسة وفن أكاديمي! من ناقد إلى آخر تختلف قوائمهم لأفضل الافلام في التاريخ و هذا أمر طبيعي جداً كما ستختلف قائمتي عن قائمتك أنت عزيزي القارئ، و لكن فرض قائمتك واعتبارها أفضل من قائمتي مثلاً هذا أمر غريب جداً كون كل شخص له عقليته ومعتقداته وبناءً عليها يختار هو أفضل أفلامه لهذا السبب أتجاهل غالباً قوائم الافلام المتواجدة الآن في مواقع التواصل الاجتماعي كونها خالية من الأمانة إلى حدٍ ما، يتجاهل البعض وحتى “المحنكين” منهم الحديث عن أفلام يراها عظيمة ولكن للأسف هي قديمة جداً في عين المتابع ولذلك لن يتفاعل مع هذه القائمة هنا فكرتي قائمتك يجب ان تكون لك، ليست لأحد يقيمها أو يعطي رأيه فيها ما دامت هذه الأفلام تستهويك وتعجبك غير مهم أن تعجب المتابع! أكثر ما يحزنني حقيقةً هو المشاهد السينمائي المستجد في هذه العالم المليء بالفوضى وأكبر ما أخافه عليه أن يغوص في عالم توصيات مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أنه سيصبح بلا ذائقة سينمائية جيدة وأقول هذا الكلام من واقع تجربه وأعتقد إننا جميعًا وقعنا في فخ التوصيات السيئة لبعض الأشخاص المحسوبين على مشاهدين السينما للأسف.!

بقلم: عبد العزيز العيسى

(كاتب في جريدة الرياض)

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.