تقارير سينمائية

هل أنت ناقد سينمائي؟

الناقد السينمائي قد يجعل من الفيلم السيء تحفة فنية للجمهور

في السنوات الأخيرة ومع كثرة مواقع التواصل الاجتماعي ومع اختلاف منصاتها أصبح من السهل جدًا أن تدليّ بأرائك وأيضًا نقدك دعنا أقول على كل ما تراه عينك! وكان للنقد السينمائي من هذه الثورة حيّز كبير لدى عشاق السينما عامة ومن المنطقي جدًا أن النقد يختلف عن إبداء الرأي حول العمل و لكن من يعلم ذلك؟ و لكن هناك نقطة ربما لا يتقبلها الكثير وهي أن الناقد ليس بالضرورة أن يكون صانع!

أعتاد البعض على ترديد مقولة “إن لم تستطع أن تفعل مثلهم فلا تنتقد!” ولكن هل من المهم أن تكون لاعبًا مثلًا لكي تصبح محلل وناقد رياضي؟

نحن نعلم أن كل ناقد له وجهة نظر ورؤية مختلفة عن الأخر، الناقد الحقيقي لا يقول هذا فيلم سيء ويصمت! بل عليه أن يقول هذا فيلم سيء ويكتب لك مراجعة بطول مقالتي هذه مثلًا ويحاول إقناعك بها أن لا تضيع وقتك الثمين في مشاهدة هذا الفيلم ما أكرم النقاد فهم يهدرون الكثير من الوقت للمحافظة على سلامة عقلك من تلك الأفلام السيئة ولكن لماذا يفعل ذلك برأيك؟

فعلًا يا صديقي الناقد قد يتقاضى أجرًا من ذلك الرأي وقد يجعل من الفيلم السيء تحفة سينمائية لكي يجعلك تخرج من منزلك الجميل وتذهب إلى السينما برفقة أصدقائك الرائعين وتكتشف بعد ساعتين أن الفيلم أقل ما يقال عنه أنه قبيح، وأنك ستكون الضحية لأن ما شاهدتموه كان فيلمًا من اختيارك من وجهة نظر اصدقائك الذين ضاعت من حياتهم للتو ساعتين!

هل شعرت بخطورة اتباع رأي أي ناقد لا تثق به؟ نعم هذا هو وبكل أسف ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الجميع يعتقد أنه ناقد سينمائي ويجب عليه أن يختار لنا أفضل الأفلام، قد لا تفهم مُراده من حمل هذه المسؤولية ولأي سبب يفعل ذلك يا تُرى، ولكن أعتقد أني أعلم السبب نحن نفعل ذلك لِذات السبب الذي جعل ذلك الناقد يضعك في موقف سيء أمام أصدقائك،  لكن نحن نفعل ذلك لأجل زيادة المتابعين والتمتع قليلًا بشعور الناقد السينمائي، نحن نكون سعداء حين ما تشاهد الأفلام التي نكتب عنها وتعجبك ونتأسف منك وبكل حرج أن كان الفيلم قبيح!

بالطبع هناك الجيد والسيء في شتى مجالات الحياة ولكن تأكد أننا نستمر في ذلك لذات السبب ولكن بالتأكيد نحن لا نسعى لذات الهدف أو على الأقل لسنا بذات الرغبة الملحة في لفت انتباهك.. فبعد ثلاث سنوات تقريبًا وأنا اكتب عن الأفلام تحت مُسمى نيكلسون أطلب منكم يا سادة أن تكونوا حريصين جدًا على اختيار الشخص المناسب الذي تريدونه أن يقوم بهذه المهمة لكم ولأصدقاكم الرائعين فلقد أصبحنا و بشكل مُثير للسخرية جميعنا نقاد أو على الأقل نتظاهر بأننا كذلك!

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.