تقارير سينمائية

الخدعة الأكثر جمالًا!

الفيلم هو محاولة بشرية يائسة لإظهار هذا العالم بأفضل طريقة ممكنة

حين ما ترى ذلك المشهد وتراقب ذلك الشاب الذي فقد للتو والده وتنتظر منه أن يبكي بطريقة تقنعك أنها حقيقة أو قريبة من الحقيقة على الأقل أعتقد هنا أنك شخص غريب! وأيضًا تتفاعل مع كل ما يجري حولك رغم معرفتك المسبقة أن هذا كله مجرد تمثيل! لا هنا لم أعد أعتقد ذلك!

دائمًا ما نسمع في الأفلام وخصوصًا العربية منها دائمًا يُذكر جملة “شكلك مكثر افلام” السينما فن تعبيري عن طريق الصورة لو حاولت التأمل به قليلًا ستدرك أن تفاعلنا مع أحداثه لا ينتج عن وعي انساني!

دائمًا ما كان الصراع الأكبر لصناع الافلام هو كيفية إظهار اللقطات بشكل واقعي جدًا يجعل العقل البشري بطريقةٍ ما يتجاوز اهتزاز الكاميرا الخفيف متجاهلًا أن تلك الكاميرا يحملها شخص ما ومتناسيًا أن ذلك الممثل قام بتصوير هذا المشهد مرات عديدة محاولًا إظهارها بأفضل طريقة ممكنة!

إقرأ أيضًا: شاهد هذا الفيلم قبل أن تموت!

الفيلم في وجهة نظر المخرج ليس إلا أفضل 500 لقطة أو 600 لقطة على سبيل المثال! الفيلم هو محاولة بشرية يائسة لإظهار هذا العالم بأفضل طريقة ممكنة! مهما حاول بعض المخرجون تصوير أفلامهم بطريقة واقعية أكثر ومملة في نظر البعض إلا أنها في رأيي محاولات يائسة وفاشلة جدًا جعلت من تلك العادة أسلوب إخراجي و ليس فيلم واقعي!

الواقعية في السينما معدومة على ما يبدو لي و لا أعتقد أن في ذلك خطأ إنما هذا يزيد السينما سحرًا فهي واقع مختلف عن واقعنا يحاول من خلاله بشرًا قُدر لهم أن يكونوا مسؤولين عن تصوير قصصًا تاريخية أو حتى خيالية بأفضل طريقة بشرية ممكنة!

البناء الدرامي هو ما جعل السينما أكثر واقعية ربما احيانًا يعتقد البعض أن الافلام ذات السرد غير المنتظم أفلام خارجة من دائرة “بداية وسط نهاية” و لكن الحقيقة هي أن في كل فيلم هناك بداية ووسط ونهاية، الوسط هنا هو الصراع و لكن هل يهم في أيهما بدأت فيلمك!!

إقرأ أيضًا: أين يكمن نجاح الفيلم السينمائي؟

السينما جميلة على ماهي عليه لا أعتقد أن خيار الواقعية في السينما جيد كون السينما فن له أشكاله وصفاته التي تشكلت قبل عقود سابقة على أيدي مخرجين و كُتاب ساهموا في استقرار شكل هذا الفن لا يجب أن تدخل السينما في صراع مع الواقع لأنها بطريقة ما ستخسر شر خسارة و تنتهي بكل بساطة!

لا يتصور البعض أن فن السينما قد يختفي مع مرور وقت! أو ربما نحاول أن لا نتخيل ذلك حتى! فمستوى الإنتاج الفني في السنوات الأخيرة أصبح سيء جدًا بالمعنى الحرفي التقنيات الجديدة لا أعتقد أنها ستنجي السينما من الهلاك القادم و النهاية الحتمية.

ذلك الزمن حين لا يكون هناك أفلام جديدة تُنتج و تُهجر أدوار العرض بسبب أن ليس هناك افلام تُشاهد يجب على السينما أن تبقى سينما! ذلك الفن الجميل الذي كان يُمتع الأطفال ويلفت نظر الكبار و يلهم الصناع!

تلك الخدعة العظيمة التي تعلم تمامًا أنها أحداث مُعدلة وغير حقيقة إلا أنك ستبكي حين ما تشاهد فيلم Lilya 4 Ever رغم أنك تعلم جيدًا أن جميع ما حدث لتلك الفتاة أحداث مُصورة وغير حقيقية! يا لها من خدعة عظيمة!.

About Author

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.