تحذير: المقال يحوي حرق لأحداث الموسم الأول من مسلسل I Am Not Okay with This
لا أعلم كيف أبدأ بالحديث عن المسلسل ولكن ها هي البداية لا أعلم لماذا كل هذه المراجعات الجيدة. هل رأينا مسلسل جديد بقصته؟ لا. هل رأينا غموض يثيرك؟ لا. كل ما شاهدته هو مسلسل يتحدث عن شخصية لديها شيء قاتم فعلته بالمستقبل ولهذا يأخذنا المسلسل لنتعرف على الشخصية قبل أن تتحول لسام أو دين وتقتل مصاص الدماء الأول بحياتها.
سيدني هي فتاة تعتبر نفسها قبيحة، موقفها تجاه نفسها والآخرين كره وتجهم، كل يوم جديد هو بمثابة يوم تصارع به، حرب اللامبالاة والغضب والشوق للأب، تصرفها مع والدتها قبيح جدًا فهي قد عاشت صدمة جعلتها على هذه الحالة. لديها تلك المذكرات التي قد أدمتها بكتابات بؤسها ويأسها في هذه الحياة اليومية الرتيبة، نجد حولها شخصيات تحاول أن تجتثها من براثن الاكتئاب ومن هذه الكآبة التي تحيطها. من هنا تبدأ قصة شخصيتنا تتغير وتنقلب رأسًا على عقب.
إقرأ أيضًا: Rectify الاستغراق بالتأمل والتفكر.
من بداية العرض تشكلت لدي أفكارهم الهشة التي لم تكن عميقة ولم تعرض بشكل جيد فلم أهتم بما عرض ولم توجد تلك المواضيع المفعمة بالمشاعر الحارة التي تتخللها انطباعات مهمة يتجلى بها كل الشعور، ولم تتم اثارتي كنت أريد أن أعلم النهاية فقط. الحبكة وتطورها لم تكن أصلية أبدًا فالكثير قد يرى أن ما آل له الوضع أو مع مضي الحلقات أن ما يراه قد رآه سابقًا فنوع الشخصية قد أصبح مبتذل وتقليدي جدًا لشخصية فتاة نموذجية أصبح لديها قوى خارقة بعد أن عانت من موت والدها وطبعًا كأكثر المسلسلات الجديدة لابد من الخوض بطرح عدة مواضيع مكررة منها: صعوبة النشأة، والصراع بين الأجيال، الشيء الجيد بالنسبة للقصة هو كفاحها مع قواها ومحاولة كبح جماح هذه القوة ومعرفة ماهي هذه القوة. الشخصيات جميهعا سهلة الفهم ومبتذلة بشكل مخجل ولحسن حظ المسلسل هو كون سيد هي ما جعلت المشاهد مترقب لما سيحدث فتطور القصة اعتمد على كونها هي من تحركه وهذا مايترك مجال للاستفاضة في القصص والحفاظ على الإيقاع المتوازن. لكن حتى لو تمكن العرض من صنع هوية خاصة به إلا أن المخرج والكاتب لم يوفقوا بالكثير من الأشياء.
نجح المسلسل في اتباع ذلك الأسلوب الذي رأيناه في مسلسل نهاية العالم اللعين بتدريج ألوان وتصوير رائع حقًا فإنتاج المسلسل كان ممتاز وجذاب ومشرق وبه وسط محيطي رائع جدًا وموسيقى لافتة وتصوير سينمائي آسر. ما لم ينجح العرض في شحذه هو المحتوى المتجدد وأيضًا الحوار المتواجد. وطبعًا ما تفعله نتفليكس في أكثر المسلسلات الآن الهدف البعيد الذي يتم التمهيد له جيدًا الهدف الذي يتم الزج به بشكل مغري وكأنه تحول مهم وعبقري لأحداث القصة وما فعلوه هنا هو إخفاء إدراك الشذوذ بداخل الشخصية وكأن هذا شيء كامن يحتاج إلى إيقاظ.
تم إرساء معرفة محيط المسلسل بشخصيته الرئيسية، فأسلوب الرواية في العرض ضبط الوتيرة منذ البداية ووضح أن سيد هي قلب العرض فهي الشخصية التي تحدد الوتيرة لأي جانب من القصة وبها نتعرف على الشخصيات بهذا العالم. المسؤولية الكبيرة كانت على سيد وقدمت الممثلة عمل رائع بشخصيتها ونقلت جوهر الشخصية بشكل رائع سواء بأدائها التمثيلي أو بصوتها السردي وتعبيرات وجهها وإيماءاتها عند التصوير القريب لوجهها وهذا كان تحدي للممثلة وأبدعت بدورها. ستان كان الشخصية التي عملت ثنائي رائع وكوميدي لشخصية سيد فمن البداية نقل ثقته للخارج وأضفى لشخصيته شيء حقيقي وميزه للمشاهد برغم أن تقديمه كان سريعًا جدًا وهذا ما أزعجني. الشخصيات الجانبية مكتوبة بلا أي شكل محدد وكأنهم أشخاص بلا وجوه، ماعدى صديقها ستان الذي جلب بعض المتعة بالمسلسل بثنائية تبث في طابع المسلسل بكوميديا لا بأس بها، هذا الثنائي من قادني لمشاهدة المسلسل كاملًا.
بزمنٍ كان نابض بالحياة نابض بالمشاركة لا أحد على هاتفه الآيفون ينشر النميمة أو يتفحص صفحته على الانستغرام ليرَ كم اعجاب حصد. تم خداعنا عن طريق مخرج المسلسل نشاهد القصة في زمن حاضرٍ ولكن ترَ مراهقين يستخدمون أشرطة الكاسيت ويرتدون ملابس قديمة لعصرٍ سابقٍ وهذا ما يجعل المتابع يقع بفجوة زمنية متناقضة جدًا، قد تجعل الموسيقى تحتكم لحقبة سابقة ولكن لا تجعل طباع شخصيات الألفية بأن تكون جميعها تحتكم لحقبة سابقة أو انشِئ ثقب لتنقل عالمك التعيس بأكمله للتسعينيات.
المحاولة لأن تكون طبيعيًا شيء صعب جدًا بعد أن تتعود على وجود شخص ما، فتنهض يوم ما ولا تجده بجانبك وعندما تذهب للافطار لا تجد كرسيه بين الكراسي تشعر حينها بالنقص وأن الفشل قد يكون هو المهيمن على تفكيرك فمن كان يؤازرك لم يعد موجود فالافكار ستصبح أكثر قتامة يومًا بعد يوم. كل يوم تبتعد عن ذاتك أكثر فتكون ضائعًا لا تهتم فمعرفة ضياعك والمصير قد يعطيك راحة من الأفكار التي تأتي بعقلك ولكن بعدها ماذا ينجيك، لا شيء. شخصيتنا نجت بقوى لا تعلم من أين أتت فكانت مثل المتنفس فحينها حاولت أن تعرف الحب وتقدم عليه وتتحدث بما تشعر به وماذا يعني أن يوجد لديك أصدقاء وكيف تستمر بقولك الصدق وكيف تفتح قلبك للأخرين وكيف تتصالح مع نقاط ضعفك والغرائب التي تحدث معك.
إقرأ أيضًا: مسلسل The Good Wife ما بين الدراما والقضاء والسياسة.
تكلم العرض عن عدة مواضيع لم يتعمق بها كفاية ولكن لمسها بشكل أو بآخر وهي مشاكل الغربة وانعدام الأمن والعزلة ومشاكل النمو وتهيئتها ومشاكل البلوغ الذي ينجب منه مشاكل أخرى وهي: الحب والصداقة والغيرة والجنس. أيضَا كان هناك تلميح أنك تستطيع تحقيق ما تريده بقوة إرادتك إن كان لها أساس بعاطفتك، فعندما تكون مراهقًا فأنت بحالة ذهنية قوية وهذا ما يجعل الأمر غير متوقع، لم يكن هذا الشيء واضحًا في بداية العرض ولكن مع التقدم يتضح بقدر كبير.
وجود القوى الخارقة أداة فعالة لجعلنا نلتحم بالمشاهدة ولكنها ليست الأداة الأساسية فالعرض يجعلنا نشاهد حياة المراهقين المعقدة والتي لم يتم إظهارها بشكل ممتاز فلم أجد اتصال يوثق بين العنصرين بشكل جيد جدًا فكون أحدهما عادي بالنسبة لي يصنع من الآخر مجرد شيء غير كامل فلم نلتحم جيدًا كون مشاكل سيد ليست بتلك المشاكل التي أشعرتني بالترقب معها أو الاهتمام.
إقرأ أيضًا: The Boys الأبطال الحقيقيون.
عندما تنهي المسلسل ستجد أن لا أفكار قد كونتها من مشاهدة هذا المسلسل الكثير من السطحية بالشخصيات وحتى القصة نفسها فكان المسلسل متواضع الخطى ومشاهدتي له كانت بسبب قصره، في النهاية هل كان المسلسل ناجحُا لا أعتقد ذلك. هل يستحق المشاهدة؟ الجواب على هذا السؤال يعتمد على ذوقك إن كنت تريد مسلسل سلس وقصير شخصياته مراهقة فإذًا تابع المسلسل فلم يكن المسلسل بذلك السوء لدرجة لا تتقبل مشاهدته فبعض الأوقات تحتاج مثل هذه المسلسلات لتجعلك تقدر المسلسلات الممتازة.
About Author
