دائمًا أزرق
كل ما يفعله يبرر سعيه لتغير الماضي، لأن لا أهمية لما يفعله إن لم يغير الماضي. بدأت الحرب وانتهت بلحظات، فحتى إن كان وحيدًا فهو قادر على إطلاق عنان قوة الفيلق، فرأينا مدى قوته في بداية الحلقة. يستخدم قوى كثيرة لا تعلم ماهي تحديدًا، فتراه يستخدم الانتقال الفوري، والتخاطر، وتهشيم الحديد وتقطيعه لقطعات صغيرة، وخلط أجساد الأعداء وصنع هريسة منهم، ووضعهم في الجدران أو حائط الحافلة كعمل فني. كل هذه القوى تخص أحد شخصيات الفيلق، ولكن لم يتم توضيح هذا في المسلسل، فلا يمكن لمتحول أن يملك قوى كثيرة بنفس الجسد (قد أكون مخطئ هنا ولكن ما فهمته عن الشخصية في الكوميك أن كل شخصية برأسه لديها قوة مختلفة). يفعل ما يريد، يقتل كل من يراه، فهذه ضرورة لتغيير الماضي، فبمجرد تغيير الماضي يعود كل شيء. (ديفيد: سوف أصلحه) لا أحد يصدق ما يراه أو ما يسمعه، شعور غريب تشعر به منذ بداية الحلقة فالحرب بدأت.
لقد تم تشكيل ديفيد ليكون هو السيء والشرير فتصرفاته ليست المشكلة ولكن تم دفعه ليزول إيمانه، وليرتبك، ويتشوش تفكيره. نرى الأسف يتأرجح ويثار بداخل ديفيد بشكل لا يقدمه إلّا هذا العرض ليعبر عن تلك المشاعر بالغناء (يحتاج كلمات الأخرين ليعبر عن مشاعره الدفينة التي يخاف أن يظهرها) فعبر عن العزلة وعبرت سويتش عن وحدتها أيضًا وكل شخصية كانت تمر بتلك الوحدة والعزلة فكانوا أيضًا يغنون مع ديفيد. هذه الفكرة عُرضت في الموسم الأول لينقل لنا ديفيد فكرة بمنظوره الخاص وبصوته ليعبر عن مكنونه لشخصية أخرى، فرأيناه يغني أغنية قوس المطر في الموسم الأول ليعبر عن حبه. ورأيناه يغني طائرًا في نهاية الموسم الثاني لينال من فاروق بأغنية تعبر عن حاله وكان أمال فاروق يغني معه ويعبر عن حاله أيضًا فتلك كانت معركة موسيقية قبل أن تكون مواجهة بين الخير والشر. نعي الآن أن حالة الغناء مجرد ابراز شعور نفسي لمشاركته مع الأخرين فهي ليست مجرد فواصل موسيقية وقد يكون هذا ظاهرًا بطريقة قبول و دخول سويتش لفريق ديفيد فكانت عبر مونتاج غنائي. “هل كل من على الطائرة مات. ديفيد: معظمهم، أو لا أحد، إن عدنا” فيرد عليها بأغنية ليظهر ما يبطنه من شعور. نراه يكرر السؤال (ألا أستحق الحب، لماذا لا يمكن أن أحصل على ما أريد؟) لا أحد يراه بتلك الطريقة التي يرى بها نفسه، فهو يعبر عن عزلته وأن لا أحد يصدق بأنه لا يريد شرًا إنما يريد الاصلاح. فكأن ما يقوله هو أنه ليس السيء هنا، فهو يحاول جاهدًا تغيير ما فعله.
اِقرأ أيضًا: مراجعة مسلسل Legion الموسم الثالث الحلقة الرابعة.
ليني لا تستطيع العيش مع حزن البارحة، تتمزق وتتلوى ألمًا فقدت شيء كانت تكافح من أجله (أعتقد بأنها فقدت الفتاة الحامل لا أرى سببًا لتقتل نفسها وصديقتها موجودة. ولهذا لم تعد الفتاة موجودة معهم، لا أعلم صراحة. قد يكون آكلي الزمن قضوا على شخصية الفتاة الحامل وابنتها في ذلك المونتاج القصير الذي عرض حياتهم كاملة. فهذا كان شيء حقيقي بالنسبة لآكلي الزمن فقد أكلوا زمن حياتهم) حركة ديفيد بجعل الأخرين يشعرون بالأمان ما هو إلا لعبة خبيثة منه، فهو ينزع منهم الجزء الذي تتمكن منه بالشعور، فعندما يفعل فعلته هذه ينزع نفسك من نفسك أي أنت لا تنفرد بشخصيتك. ليني تخرج نفسها من بؤس معاملة ديفيد لبلوغه الماضي وتغييره، فبعد أن تجردت حياتها من الشيء الوحيد الذي كانت مهتمة له ويضيف لها بعدًا دراميًا وحياة مستقبلية فهي لم تعد تتحمل أن تعيش مع حزنها. الأن لم يعد لحياتها أي معنًى، تطعن رقبتها لتنهي مسيرة حياتها في خط زمني سيء ومتقلب لشخصيتها.
خدعة كما قالها فاروق. كل ما تحتاجيه أن تلعبين لعبة عاطفية معه، وها هي تعمل عمل الأستاذ فهو قد استدرجه لتقوم هي بمهمتها. لم تعد غاضبة وتفهم تصرفاته وديفيد قد جعله الحب هائمًا وقد تلاعب به الهوى وهو ينظر لعيونها الصادقة فهي كما تقول: (لم أعد مجنونة) لطف وتفهم تنزع بهما حذر ديفيد لتقوم بالتبديل فهو من السابق يريدها أن ترى وجهة نظره التي يعتبرها صحيحة. تذهب بجسد ديفيد لكيري لتقتله ولكن هذا ما يجعل سيد تواجه تلك الشخصيات في رأس ديفيد (كما رأينا بمشهد بالحلقة الأولى الموسم الأول عندما رأينا سيد وهي بداخل رأس ديفيد وهناك أشخاص صافين والوحش ذو العيون الصفراء على كرسي وكأنه ملك فهنا نرى تلك الشخصيات الصافة تلهو وتقول عن نفسها أنا الفيلق) كما أعترف بحلقات سابقة أنه إله نرى الأن اعترافه وقبضته على هيئته الحقيقية بأنه فيلق وليس شخصًا واحدًا. أصبحت الآن سيد أحد هذه الشخصيات فهي لم تمت، إنما وعيها لم يعد لجسدها فهي بداخل ديفيد وكما نعرف أن بإمكان ديفيد أن يمص وعي الأشخاص بعقله.
هامش:
لا محبة ولا سلام، ديفيد جرّع كلارك أشد البلاء (وقت الاستحمام، جملة تعود بي لمشهد نهاية الحلقة الأولى من الموسم الأول عندما كان ديفيد في المسبح وكلارك خارجه. في ذلك المشهد كان سيموت كلارك وتأذى، والآن يقتل) بعد مشاهدته لبعض الذكريات لزوجه الذي ذاق مرارة النسيان من ديفيد. قد تكون الحلقة تظهر مدى شناعة ديفيد حتى إن كنت ستعود لتغير كل هذا فكل ما فعلته سيبقى في هذا الخط الزمني ولن يمحى، إن كنت تريد قتل شخصًا فلا تجعله مهروسًا، أو تقوم بنقله للفضاء. نراه يغير في طرقه، وأشد طرقه ألمًا حذف الذكريات ورد فعلته هذه على كلارك. عدم مبالاة في صنع الرعب بقلوب من كانوا يومًا أصدقائه.
رأينا ذلك المشهد لسويتش وهي روبوت. مشهد مجرد حلم مؤلم لنشعر بما تشعره الشخصية وكأنها روبوت لمدى حدة وحدتها في الواقع، ورأينا ذلك المفتاح على رقبتها الذي قد يعبر على أنها مسيرة من قبل شخص ما، أو أنها تحت قبضة والدها الذي لم أتحدث عنه في الحلقة الأولى، ولن أتحدث عليه في هذه المراجعة لأني لا أعلم عنه شيئًا (شاركوني أفكاركم عنه). آخر لقطة بحلمها عندما سقطت اللعبة وكسرت الرقبة، قد يكون هذا اسقاط على موتها في نهاية الموسم أو سقوط جميع أسنانها (من يعلم). وأيضًا قد يكون قناع القمر مجرد اسقاط على أنها الخير والجانب الروبوتي الذي أظهرته المرآة هو الشر. أو أن الظلمة هي (الوحدة) وهي تسعى للنور (مشاركة الناس بحياتها ومخالطتهم).
العرض أستثمر بشخصياته ليصنع لمشاعرهم منحنى عاطفي في الموسم. الموسم السابق أنتهى على تدمير لعواطف بعض الشخصيات وهذا ما جعل هناك تطوير لجعل الشخصيات أكثر قوة وشخصيات يتنامى بها الشر. في هذه الحلقة الموت كان له طابع قوي وظهر كثيرًا وتم امتصاص سوداويته في مونتاج غنائي ممتاز، جعلنا ننسى أن هذه الشخصيات ميتة لأن صراحة من يرى بأنهم قد ماتوا في عرض فيه سفر عبر الزمن لهو شيء سخيف وأرجو ذلك (جعل مسار موت الشخصيات منطقي كان ممتاز، ولم يكن لمجرد الموت فقط لأنهم سيعودون) قد أكون مخطئ ولا يعودون.
إنه دائما أزرق قد تكون هذه الجملة مهمة في هذا الموسم لأنها أصلًا من الموسم الأول بين ديفيد وليني|بيني. قد أتى النص بالموسم الثاني على ما أعتقد، ولهذا قد تكون جملة تأسس العلاقة بين ديفيد وليني وتزيد الترابط.
قد يكون ديفيد قتل جميع من كان في حفلة توزيع السلام، لكن بما أنه قال هم بمكان آخر قد يكون نقلهم كما نقل كلارك والجنود للفضاء.
سنذهب للفضاء (هنيئًا لكم) لم أكن أعلم أن قوى ديفيد لها حد، ولكن من سيفكر أن يهرب للفضاء. فاروق: حفنة من الجبناء. نعم، هم فقط من يفكروا بذلك.
على الأرجح إن كنت بمشكلة لن أعتمد على بتوموني فبمجرد دخول ديفيد ذهب ليخفي نفسه. مشهد دخول ديفيد وأعضاء زمرته كان رائع جدًا فتم دمج المشاهد بتحرير رائع لصنع الوهم في البداية ثم لصور تتلاشى ثم انتقال زمرة ديفيد للطائرة. مفهوم عدم نسيان لقطة ما، وجعل الانطباع عالق بذهنك، هو ما يقدمه الفيلق من صور تعلق بالذهن، فلا أظن أن هناك من سينسى كلارك وهو ميت ويغني في الفضاء وليني و جذور الأشجار ملتصقة بها (تذكرت بتومني بهذا المشهد عندما تم تحميل ذاكرته للكومبيوتر -مجرد شجرة-).
الآلهة تصنع القواعد. فاروق هو السبب لوجود الطائرة من قبل ديفيد. رأيت به أنه لا يريد قتل ديفيد فهو متعاطف معه ويعتبره إله. فاروق يعلم أنه ليس أقوى من ديفيد ولكن هو مستقر وهذه ميزة بالنسبة له، فديفيد برغم قوته إلا أنه متهور. لا أعلم لماذا نقله ديفيد لذلك المكان الرائع ولكن أحب أن نرى بذلك المكان مغامرة أخرى بما أننا رأينا آكلي الزمن بنهاية الحلقة ولهذا سنرى ما يفعلون الحلقة القادمة. (رأيت ساعة على يد فاروق لا أعلم ماهي بالضبط. هو يستخدم ساعته الذهبية لا أعلم ما أهمية تلك الساعة) قد تكون حيلة من فاروق بقدوم ديفيد للطائرة، ثم التخلص من نفسه وأن الساعة مجرد أداة لنقله لذلك المكان الرائع، ففاروق يحتاج إلى ديفيد في حياته بطريقة أو بأخرى (كما أرى من أفعاله وحبه لديفيد).
يبدو أن شخصيات ديفيد تحتاجه أن يكون هو المسيطر، قد يكون خوفهم من دخول مستبد آخر كمثل أمال فاروق والتحكم بهم. (نحن نحتاجه مرة أخرى في أسرع وقت ممكن)
بنية الفيلق التي تتوسع كل حلقة بنطاق أشبه بنطاق سحري متمحور حول فكرة السفر عبر الزمن الغير ثابت والذي له أبديته. فكرة أن بإمكاننا أن نمحو الأشياء التي فعلناها وصنعها من جديد بعناية وإخراج الشوائب منها فكرة تخوف وقد كان الفيلق يدور حول كيف يفعلها بوجود شخصية ديفيد الذي يعتبر نفسه إله وبإمكانه تغيير الماضي ومنه يغير المستقبل، فأخطائه قد تمسح وينشِئ عالم أفضل من أفعاله السيئة وتجاوزاته في خط زمني آخر. كيف لنا أن نرتبط بشيء يمكن أن يمسح أو أن يتم تغييره؟ كموت ليني مثلًا؟ كيف لديفيد أن يهتم بقتله لأي أحد؟ لأنه لو عاد يمحي كل ما فعله. لهذا نرى العودة للماضي وتغيير شيء ليس بسهل في الفيلق ولهذا نحن نرتبط معه عاطفيًا الآن لأن بعض شخصياتنا قتلت.
حلقة صنعت لنا توازن قصصي مع التعامل النفسي مع الشخصيات، فكل تحرك يصنع وزنًا لنتيجة، ومع ليونة الوقت (عدم معرفة حقيقته بسبب السفر عبر الزمن) قد تتجه النهاية لأي مسار. قد تتأخر مراجعة الحلقة القادمة ليوم الجمعة أو السبت صباحًا.
About Author
