أدبقصص قصيرة

قصة قصيرة : وردتي

كتابة: نوره الرصيص

تدقيق لغوي: وفاء الحربي

 

كنت أسير في سوبر ماركت صغيرة في مدينتي، ومعي القليل من النقود، عندما لفت نظري أحد الممرات الذي تكسوه الورود الجميلة. شاهدتها من بعيد بينما هناك الكثير من الناس يشترون الورد. شدّتني وردة حمراء جميلة؛ فتمنيت أن تكون من نصيبي أنا، ثم انتبهت إلى رجل ضخم ينظر إليها، فحزنت جداً وقلت: سوف يأخذكِ وتذهبين إلى غيري، ولكن أعدك إذا لم يأخذك هذا الرجل الضخم فسوف أسترجع ما أخذته، وآخذك معي إلى منزلي، أعتني بكِ في حديقتي الصغيرة، أحكي لكِ القصص، وأكتب عنكِ يا وردتي الجميلة.

ذهب الرجل دون أن يأخذها معه، فرحت كثيراً ثم أسرعت إليها وعند وصولي إلى المنزل أخذتها على الفور إلى الحديقة الصغيرة للتعرف عليها، وعند غروب الشمس،  أي عندما حلّ وقتي الذي أكتب فيه ما يجول في خاطري؛ فكرت أن أكتب شعراً قصيراً إلى وردتي الجميلة، فكان هذا:

” منذ النظرة الأولى أخذتِ قلبي، وتعلقت بكِ جداً. لا أدري ماذا فعلتِ بي لأكون صارمة هكذا لأول مرة.. ولكن هنيئاً لكِ يا وردتي الجميلة”.

اليوم التالي كان يوماً ممطراً. كنت واقفة أمام نافذتي أحمل كوباً من الشاي وأنظر إلى المطر، وأنا سارحة بالأفكار في رأسي. فجأة اشتد المطر وأرعبني صوت الرعد فانقطعت أفكاري.. نظرت إلى حديقتي الصغيرة الغارقة بالمطر، ثم أسرعت بالخروج لأدخل الورود إلى الداخل كي لا تموت، وقد تبللت ملابسي وتقشعر جسدي من البرد ثم أسرعت الى الداخل، وبدأت أجفف شعري، و حينها كانت الشمس على وشك أن تغرب، ثم بدأت الاهتمام بحوض حديقتي المليء بالطين، وكلما نظرت إلى وردتي وهي بالقرب مني أفرح كثيراً وبعد انتهائي جلست عند المدفأة، مع قهوتي وكتابي المفضل ” نساء عند خط الاستواء”.

كنت في كامل انسجامي مع القراءة دون أن أحس بالوقت. أخذت كوب قهوتي لأرتشف منه فوجدته قد فرغ تماماً، ثم نظرت إلى ساعة الحائط.. قد تأخر الوقت جداً، وأنا نعست وحان موعد نومي. نظرت إلى وردتي، وقلت: ها أنتِ الآن أخيراً هنا معي..

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.