أدبقصص قصيرة

قصة قصيرة : الكاتب ذو الخيارات

كتابة : رُقية

تدقيق لغوي : ربيع قطان

 

رسالة نصية:

“عليك أن تعدّ مقالًا وأن ترسله لنا اليوم، ليتم نشره في العمود المخصص لك في الصحيفة الرسمية غدًا، كُن مسرعًا.”

يمسك الورقة ويكتب:
“يتقُن هؤلاء البشر فن مُمارسة الأشياء بناءً على الخيار الأول؛ يتقيّدون بما هو شائعٌ اتّباعه لا بما يليق وذوقُهم. فعلى سبيل المِثال؛ أن يتفق كل هؤلاء البشر على تناول البطاطا المقلية بعد أن يتم تغميسها بصلصة الطماطم! لقد استنكر لساني هذا المَذاق قبل عقلي ولكن يبدو بأن ما يسير مع العامة هو عكس ذلك، فقد يحلو لعقولهم مالا يحلو لألسنتهم فيفوز بذلك العقل، لأن اللسان لا عقل له.
لنجعل الأمر أكثرُ تعقيدًا؛ لماذا علي أن أنجُب ابنًا؟ لأن الجميع يفعل ذلك في مرحلةٍ ما من حياتهم! هذا هو الجواب المُتفق عليه ولكن الأمرُ يبدو فظيعًا! شخصٌ يحملُني في جيناته مدى عُمره ويلازمُني مدى عُمري!
لماذا علي أن أتقيّد بخيارات الجميع، ولا أن أصنع لنفسي خيارًا جديدًا؟”

أعاد كتابة النص على حاسبه المحمول تحت عنوان “كُن ذا خيار!” وأرسله لموقع الصحيفة الإلكتروني.

أزال السّتار قليلًا عن نافذته؛ إبراهيم ذو الثلاث سنوات يُطارد كُرته الصغيرة.
‏مسح بورقة المقال بقايا غُبارٍ على مكتبه، رفع الورقة عاليًا وتركها بلُطفٍ تتمايل نحو سلة المُهملات وعاد ليُكمل طبق البطاطا المقلية إلى جانب صلصة الطماطم.

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.