أدبقصص قصيرة

قصة قصيرة : انتحار مكتوب

كتابة : وجدان

تدقيق لغوي : ربيع قطان

 

عُدت للمنزل
ووجدت عند عتبة الباب ظرف رسالة يحمل
توقيع صديقي الوحيد مُراد
شعرت بالخوف وأنا أفتحه
وكأني علِمت بالفاجعة!!

” إليك يا صديق رسالتي الأخيرة

إنني وبعد سنوات شقاءٍ خفيّ
قررت مغادرة الحياة، فقد حمّلتني ما لا أطيق.
إنني هشٌّ … لدي جسدٌ خالٍ
وأماني مُستحيلة
وأحلامٌ كاذبة.
لدي قلبٌ رقيقٌ يتمزق سريعاً
أنا … أنا لم أعد أستيطع أن أمضي قدمًا
تُعاني ساقايَ من الضمور
فلم تعد تقوى على الاستقامة حقًا
أتخبط يُمنة ويسرة.
تتجاذبني المواقف المريرة واللحظات القاتمة

أخبرني الجميع بأن ذلك الألم والوجع سيمضي
لكنه لم يمضي …
ازداد تشبُثاً وامْتد مُكبلاً ذلك الجزء
الذي يمنح الشعور بالسعادة…  فقتَله!
لن أُطيل عليك …أنا حزين
حزينٌ جداً وكثيراً !
وهذا سببٌ كافٍ لزهدي في البقاء
أنهكني تزييف الحياة يا صديق
أنهكني حتى تلاشيت
لذا سأتوقف هنا …هنا فحسب
أخبرهم يا صديق
حين يضعون جسدي في التراب
بأنني قمت باختيارٍ خاطئ
بأن الضّلال احتواني فلم أُعد أرى
بأني ورَغم كل تلك الأيادي الممتدة لتنتشلني
فشلت في إمساك إحداها !
بأنني ضعيفٌ، لم أقاوم فكرة الانتحار
بأن إيماني كان سراباً، فلم أجده لأبقى …

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.