أدبقصص قصيرة

قصة قصيرة : مقال يختزل المشهد

كتابة : حسن محمد حسن

تدقيق لغوي : وفاء الحربي

 

وصلت إلى حفل زفاف أحد أقاربي متأخراً كعادتي، يدفعني القلق لا سيما أني في حاجة ماسة إلى الهدوء والسكينة. دخلت صالة الضيوف وبينما أصافح العريس “حسام” والزملاء، لاحظتُ رجلاً مسناً على الجانب المقابل يكاد يقتل نفسه بضيقة يدوّن أشياء يكتبها، ينظر ويحدق بي، مما خلّف لدي انطباعاً بأنه مختلف عن باقي الحضور.

بعد مراسيم العشاء جلست بمحاذاته، لعلي أعرف أفكاره. أنصتُّ محاولاً سماع صوته وسط تداخل الأصوات بين مرحب و مودع، فسمعته يتمتم ويغمغم بما هو سخيف، قائلاً :” المناسبات لا تخلو من الإزعاج، والإحباط”، أحسست بموجة من الفضول تدفعني، إن واصلت الانصات سوف يغادر وأنا لا زلت أجهل ما أود معرفته. خاطبته أخيراً، فقلت: ” هل تشعر بأنك أكلت الكثير من الطعام مثلي؟”. أشاح بوجه بعيداً، متعذراً برنين هاتفه ثم خرج. حدثتني نفسي باللحاق به فتبعتُه. وجدته يتحدث بعصبية عبر الهاتف، ثم توقف عن الحديث تدريجياً. وبينما أنتظره راودتني أفكار غريبة عن ماهيته. فجأة ضرب عمود الإنارة، الذي أستند عليه، بيده وهو يطلق ضحكة طويلة، ويكرر: “المناسبات لا تخلو من الإزعاج، والإحباط… اعتن بصحتك”. ركب سيارته مسرعاً وغادر. قلت في نفسي: يحتاج للاستشارة النفسية.

بعد مرور يوم كامل على الزفاف، وبينما أتفقد الصحف كجزء من الروتين اليومي؛ فوجئت بمقالة مرفق بها صورة رجل مسن، وعنوانها: ” المناسبات لا تخلو من الإزعاج، والإحباط” ، تتحدث عن زواج أحد الأقارب، ذُعرت.  فتحت جهازي ودخلت مسرعاً إلى آخر محادثة بيني وبين حسام.. كان باقٍ يومان على زواجه.!

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.