أدبقصص قصيرة

قصة قصيرة : حديث الطيور

كتابة : حسن قايد

تدقيق لغوي : وفاء الحربي

 

1

“ماذا بكِ حزينة؟” قال الطير لزوجته
“لا اعلم ولكن اتمنى لو أني استطيع الخروج من هذا القفص والتحليق نحو تلك السماء الزرقاء.” قالت الزوجة.
“ولكن لماذا اننا هنا نحصل على الطعام والشراب بشكل منتظم ولن نموت من الجوع, اما بالخارج قد نحلق لساعات حتى نجد الطعام وربما لا نجده.” قال الزوج.
“هل تفضل السجن على الحرية يا عزيزي؟.”
“لا يا عزيزتي ليس هذا ما اقصده ولك…”
“اعلم, اعلم ما الذي تقصده إن هذا السجن ربما يكون افضل لنا من العالم الخارجي. صحيح اليس هذا ما تقصده يا عزيزي.”
“نعم يا عزيزتي ربما هذا القفص شيء جيد لنا, ربما سنموت من الجوع لو خرجنا من هنا.”
“ولكن انظر, بالله عليك انظر الى تلك السماء التي تبعثرت بها الغيوم الا تريد أن تحلق نحوها وتفرد جناحيك وتنطلق بحرية.” قالت الزوجة.
“بلى يا عزيزتي اريد ذلك حقًا بل إني اتمنى التحليق الان. ولكن لا حول لنا ولا قوة و سأقبل بالواقع حتى و إن كان مؤلمًا.”
“ولكن… حسنًا دعني اسألك سؤالًا.”
“تفضلي يا عزيزتي.”
“لو جاء الانسان الان وفتح القفص واخبرنا أن نحلق هل ستفعل؟.”
“هل تُمازحِني إن الجواب بسيط جدًا.” فتح الطير منقاره بعد ذلك وكان على وشك الاجابة ولكنه تردد, شعر بشعور غريب وكأنه يفضل السجن على التحليق نحو السماء. اخذ ينظر بعد ذلك الى تلك السماء الزرقاء لمدة واخذ يسأل نفسه –هل سأحلق ام لا؟.-
“ماذا بك يا عزيزي؟.” قالت الزوجة. ثم اردفت “يا إلهي هل انت بخير لماذا تبكي؟.”
“لا شيء, لا شيء يا عزيزتي انما ادركت لتو إن السجن ليس سجن الجسد فقط بل سجن للروح كذلك, وكأن روحي اصبحت معلقة بهذا القفص حتى وإن تم فتح الباب لي ربما لا احلق لان روحي اصبحت ساكنه هنا بهذا القفص وخصوصًا بعد هذه السنوات الطويلة التي قضيناها هنا.”
نظرت الزوجة الى زوجها وفكرت بالأمر قليلًا وذرفت الدموع بعد ذلك. ادرك الطيران كم إن السجن مؤلمًا وعلموا بأنه ليس الجسد هو حبيس القفص فقط بل حتى الروح تكون حبيسة. فقبلوا بالأمر الواقع واعطوا انفسهم قدرًا من الخيال حتى يحلقوا نحو تلك السماء الزرقاء التي لم يحلقوا بها قط.

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.