أدب

مُذكرات منتحر على قيد الحياة

 

1

رتابة الأيام تُشير إلى النهاية

 

حقاً لا أعرف من أنا بعد الآن.

‏يا له من أمر مُحزن.

‏فقدتني في صراعي،

‏خسِرت الكثير من المعارك.

‏مُثير للشفقة.

‏لا أنفك عن رؤية الظلال،

‏ظلال الماضي،

‏ظلال كل المعارك التي خسِرتُها.

‏ظلال الأشخاص الذين كانوا يومًا شيء يُذكر.

‏مُثير للسخرية حقاً، الطريقة التي تنظر للحياة من حولك هُنا.

نظرة كئيبة، وكانها النظرة الأخيرة

‏محاولة فاشلة تليها محاولة فاشلة أخرى.

‏أعجز أن أكون كما كُنت.

‏أجعل من حولي يسأمون من حالي.

‏أشعر بالحنين للماضي،

‏ضحكاتي لم تُعد تزرني بعد الآن.

‏صمت، نوم، موسيقى.

‏رتابة الأيام تُشير إلى النهاية.

‏أعجز عن الخروج من المتاهة،

‏هذه المدة أطول من سابقتها.

‏أحاول الخروج، لكنها مُهمة صعبة.

‏وأخاف من توقفي عن المحاولة.

‏ما باليد حيلة أنه فوق الاحتمال.

‏يتشعب بداخلي، يُحكم قبضته على قمري داخل صدري.

‏تبدأ نجومي بالانهيار، الثقب الأسود بداخلي يمتص جميع الأشياء.

‏أضعتُ ذاتي أو خسِرتُها.

‏لا أعرف ما الذي يجب أن أشعر به أو ما أشعر به على الأقل،

‏الثقب الأسود بداخلي لا ينفك عن امتصاص الأشياء،

‏المشاعر، الذكريات، بحق الحياة فُقدت مهارتي في الحديث.

‏طيف يحوم بداخلي، ينفض الغبار عن عُهدة الأيام القديمة.

‏واحداً تلو الآخر.

‏حتى لا يعود بإمكانك إدراك ما يحدث.

‏هكذا تغرق في حالة صمت،

‏تنساب في الروتين الممل محاولًا تجاهل الطيف بداخلك.

‏ويتركك مع الفوضى، غارقاً فيها.

‏لا تعرف من أين تبدأ.

‏لكن عليك التحرك سريعًا، وإلا ستظل غارقًا بالفوضى لوقت طويل.

‏قبل أن يغادرك طيفك يأتي إليك مبتسمًا، يأخذك بحضنه ويربت على كتفك، يلقي عليك بعضًا من الكلام الجميل ويلقي عليك الوداع.

‏مثير للسخرية حقًا.

‏أيا طيفي هّلا ألقيت الرحمة على داخلي؟

‏أيا طيفي ألا تُلقي على داخلي السلام؟

‏متأملًا في حالك، في الفوضى التي بقيت فيها.

‏ربما حقًا بكل مرة يقل الألم وتشعر بالاعتياد حتى أنه لم يعد يؤلمك بعد الآن.

‏تلقي السلام على داخلك حتى يطرق طيفك الباب مرة أخرى.

 

2

حداد موت الروح

 

أمضي في هذه الحياة سائرًا أنا.

‏بقلبٍ مُهترئ، برِوح ممزقة.

‏استنزفتني تلك الليالي، تلك التي استلقيت فيها صامتًا وباكيًا حدادًا على موت روحي، حدادًا على موت روحي المتكرر.

‏متسائلًا في بعضها، هل لا زلت أستطيع الشعور؟

‏أم أن الموت المتكرر سلبني إياه؟

‏بلا روح أمضي سائرًا.

‏شخص عابر في حياة الكثير على غير رغبتي،

‏مُخيف كونك من أصلح روح أحدهم وأنت في أمس الحاجة إلى مُصلِح

‏متى يتوقف كل شيء؟ رحت اتساءل.

‏بريق عيناي انطفأ بعد رحيله،

‏محادثًا الرب في ظلمة الليالي،

‏رباه داخلي يؤلم.. اضرب على صدري! باكيًا! مُخبئًا صراخي داخل أعماقي!

‏رباه إني في مآسِي! صراعاتي داخل وجداني!

‏عالقًا في روحي، تُثقلني، تُثقل كاهلي!

‏رباه إني أعيش انكساراتي لوحدي..

‏رباه متى توقفي؟! رباه متى يتوقف الألَم..

‏أشعر بحرارة أدمُعي على وجنتي.

‏داخل حلقةٍ لامتناهيةٍ أنا! لم أعد أعرف الطريق!

‏علقت في داخلي!

‏في تلك الليالي تجرني الأحزان ويجرني الماضي.

بلا جدوى أحاول الهروب، السواد يلتف حولي، يحتضنني هاويًا أسقط أنا بالسواد، أغرق بداخله.

‏يخنقني، قاطعًا أنفاسي! يتركني قبل أن ألفظ نفسي الأخير، واعدًا إياي بقدومه مرة أُخرى..

‏توقف تساقط أدمعي، أبكم أصبح حالي.

‏متأملًا في حالي بعد سقوطي!

‏خاويًا أصبحت أنا، فارغًا، مُستنزفًا!

‏متأملًا في حالي، أُلمُ ما تبقى مني محاولاً النهوض مرة أخرى.

‏رباه متى يتوقف الصراع؟ روحي تمتلئ بالسواد أكثر بكل مرة.

‏أخاف قدوم ليلة أعجز فيها عن لمِ حُطامي!

‏ملتمًا حول نفسي، أدفن رأسي في داخلي،

‏أغرق في النوم متمنيًا عدم رؤيتي لشمس صباح الغد..

‏فليأتي توقفي، فـليحلّ السلام على روحي أخيرًا

 

3

العودة.. إلى ذاتي

 

مضت مُدة طويلة، عن تلك الأيام الجميلة

كنت أتمنى أن تبقى إلى الأبد

ولكن..

لم يتبقى سوى صِراعي. كان أوفى مما ظننت

كان يتردد على قلبي في وجودك. قبل أن يستوطنني في رحيلك

مئات الكلمات لن تصف ما أشعر به في قلبي.

قلبي؟ كان ذلك أحد اسمائك

أصبحت العودة.. إلى ذاتي مستحيلة

الليالي أصبحت طويلة وقلبي ينبض بطريقة مختلفة

صراع مُفزِع حتى أحاديثنا السابقة أصبحت تؤلمني.. في قلبي

قلبي؟ كان ذلك موطنك

ماذا عن العودة؟ أرجوكِ لا تفعلي ذلك

كل ما أريده هو الخلاص..

ولكن ماذا لو كنتي تشعرين بما أشعر به ونحن في صراع عائمين؟

لا تحزني يا صديقتي. سنموت قريبًا وتنتهي الحكاية.

يشهد الله أنني أحببت كل خُطوة خطوتها في اتجاهك..

وكل فرحة كنت سببها في صدرك..

لعل أكثر ما يطمن قلبي أنني أحببتك كما ينبغي..

لم أحرمك من مشاعري وشعوري تجاهك..

ستبقين وسأبقى دائمًا في قلبك

قلبك؟ ذلك كان ملجئي الوحيد

أحببت روحك حتى أصبحت لا أتقبل روحي ولا أنتمي لها

انتظرتك كثيرًا وانتظرت حبك أكثر

لن أنتظر الموت ايضًا

سأجعله عاجلًا وسريعًا

 

كتابة : سام

About Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاركنا رأيك

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لدعمنا يرجى إلغاء تفعيل حاجب الإعلانات، نؤكد لك أن موقعنا لا يحوي إعلانات مزعجة أو منبثقة.